شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الدكتورة يلينا أناتوليفنا ميخائيل ريزونينكو*
في الثالث من حزيران 2011، عيّنت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت تشان، السيدة الصينية الشهيرة، (بينغ لي وان) التي تمثل وجه الصين الجديدة، وتُعرف بأنها فنانة ومدافعة عن مكافحة الفقر وغيره من القضايا التي تؤرق شعبها، وتحمل صورة مميزة ومُحبّبة لدى الشعب.
السيدة (بينغ لي وان)، هي سيدة الصين الأولى، مطربة أوبرا مشهورة في طبقة السوبرانو. وقد شغلت منصب مديرة أكاديمية الفنون لجيش التحرير الشعبي الصيني. ووظفت السيدة الأولى موهبتها وشهرتها للدفاع عن الصحة والرفاهية البشرية، أي حماية الإنسانية وإنسانيتها بفضل تأثيرها المعنوي والأدبي والفني عالمياً، ونجحت في ذلك أيّما نجاح باهر.
يقول موقع العين الإخبارية (الامارات): نجحت (بينغ لي وان) في تعزيز الحضور الإنساني للصين عبر مشاركاتها الفاعلة في الأنشطة العامة، فهي سفيرة الصين للوقاية من السل، وسفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة الصحة العالمية، والمبعوثة الخاصة لليونسكو لتعزيز تعليم الفتيات والنساء، ورافقت سيدة الصين الأولى بينغ (لي وان)، الرئيس الصيني شي جين بينغ، في زيارته الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي استمرت 3 أيام (2018)، على رأس وفد صيني كبير بهدف تعميق أواصر التعاون التجاري والثقافي والعلمي بين البلدين. أنذاك، أكدت منظمة الصحة العالمية أن هذا التعيين جاء بهدف “إذكاء الوعي الدولي بالسل والأيدز والعدوى بفيروسه، وأعربت عن ثقتها أن السيدة بينغ، بصفتها سفيرة منظمة الصحة العالمية للنوايا الحسنة، “ستعمل على إذكاء الوعي الدولي بهاذين المرضين اللّذين تسبّبا، مجتمعين، في وفاة أكثر من 3.5 مليون نسمة في عام 2009، كما ستدعو إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة من أجل ضمان إتاحة خدمات الوقاية والرعاية والعلاج لمن هم في حاجة إليها”.
في تلك السنة، صرّحت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت تشان، قائلة، “إنّ السيدة بينغ استقطبت اهتمام الملايين من الهواة من خلال أدائها المقنع. وستسهم، بفضل شهرتها المتزايدة على الساحة العالمية، في تعزيز الالتزامات الدولية ببلوغ المرامي الإنمائية للألفية المتعلقة بالصحة، والتي – كان – حُدّد عام 2015 كموعد لبلوغها.” وفي حديثها عن السيدة بينغ، قالت مارغريت تشان، “أن بينغ هي من المطربين الذين يحظون بشعبية كبيرة في الصين، ولهم هواة كثيرون، يصل عددهم إلى الملايين. وقد فازت بجوائز عديدة مكافأة لأدائها الغنائي وعملها في الميدان الإنساني، إذ عملت، طيلة أكثر من خمسة أعوام، مع وزارة الصحة من أجل نشر الوعي بالأمراض التي يمكن توقّيها”، و قالت المديرة العامة بالحرف، أن السيدة بينغ “ستسهم” “إسهاماً كبيراً في العمل الذي تقوم به المنظمة في إنقاذ أرواح الناس من السل والأيدز والعدوى بفيروسه، وأن تعود مشاركتي بمنافع على من يواجهون أكبر المخاطر.”
علماً، أن (المنظمة) سَجّلت، في عام 2009، وقوع نحو 9.4 مليون حالة جديدة من حالات السل في جميع أنحاء العالم، علماً أنّ قرابة 1.1 مليون حالة من تلك الحالات سُجّلت بين أشخاص يتعايشون مع فيروس الأيدز. كما تسبّب السل في وفاة 1.7 مليون نسمة، بمن فيهم 380000 نسمة من حملة فيروس الأيدز. وسُجّل، في العام نفسه، حدوث 2.6 مليون إصابة جديدة بفيروس الأيدز، وكان عدد من يتعايشون مع ذلك الفيروس على الصعيد العالمي يفوق 33 مليون نسمة. لقد أسهبت في إبراز ما تقدم هنا، مستندةً إلى الأرشيفات الأصيلة والمنشورة للعموم من جانب منظمة الصحة العالمية، للتأكيد على أن منظمة الصحة العالمية بمديرها وإداراتها ووثائقها تثق بجمهورية الصين الشعبية، وتتعاون معها تاريخياً عن قُرب وباستقامة مشهودة للجميع، وتتبادل وإيّاها الزيارات المهنية والبحثية للتدقيق والتعاون على الأرض في المسائل الصحية لصالح البشرية، وتثق (المنظمة) بالمختصين الصحيين الصينيين، وتثق بالقيادة السياسية الصينية في عمليات التعاون معها والتنسيق في مكافحة الأمراض بصدق ومسؤولية.
وكما كان الأمر دوماً ما بين الصين وهذه المنظمة في مكافحة الأمراض، تبرز اليوم مهام تنسيق كبيرة بينها وبين المختصين والدولة الصينية للقضاء على فيروس (كارونا، كوفيد-19)، الذي خرجت الصين من جائحته بسرعة، بينما هنالك دولاً عديدة لم تتمكن للآن من القضاء عليه على أراضيها، ضمنها أمريكا وعواصم غريبة، ولهذا يمكننا القول وبكل ثقة، أن تأكيدات جمهورية الصين الشعبية في التعاون الفعّال مع الصين، وإبلاغها باندلاع الفيروس على أرض الصين منذ اللحظات الأولى، هو حقيقة وواقع موثّق في أرشيفات هذه الهيئة الدولية وفي تصريحات شخصياتها القيادية وعلى رأسهم مدير عام منظمة الصحة العالمية – الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس. وإلى ذلك، يكشف كل هذا عن فشل الإدارات الأمريكية في التنسيق مع (المنظمة)، وفشل هذه القيادات أيضاً في إفشال قيام عمليات سريعة لمكافحة الوباء على الصعيدين المحلي الأمريكي والدولي بإخفائها انتشار الوباء على أرضها الأمريكية، وبين بحّارتِها وعسكرييها.
ويكفينا الإشارة إلى أن مختلف الإتهامات التي تُلقيها الإدارة الأمريكية على الصين لا تحمل في طياتها أي معلومات موثّقة أو داعمة لهذه الاتهامات، التي تتخذ من العمومية في إطلاق الإتهامات وسيلة لتأليب الرأي العالمي على منظمة الصحة العالمية والصين، هذه المنظمة التي أوقف الرئيس ترامب مشاركته المالية فيها، دون سبب وجيه ولا قانوني، وهذا يعني أولاً، أنه لا ثقةً بعضوية الولايات المتحدة في أي منظمة دولية محايدة، لأن واشنطن تسعى لاحتوائها من خلال الضغوط المالية عليها، وإعادة انتاجها معادية لكل الدول التي لا تخضع للأوامر الأمريكية ومصالح أمريكا، ومنها البلدان الغربية أيضاً التي بدأت تتأفف من حلف (ناتو) وتنتقده، وتلك التي تُعتبر صديقة تاريخية للإدارات الأمريكية المُتعاقبة.
#يلينا #ريزونينكو_المومني: حاصلة على درجة الدكتوراة في اللغة الروسية وآدابها؛ كاتبة وأستاذة شعبة اللغة الروسية في الجامعة الاردنية، وعضوة مُتخصّصة في قيادة الفرع الاردني ل#الاتحاد_الدولي_للصحفيين_والإعلاميين_والكتّاب العرب أصدقاء #الصين، ومنتدى قراء مجلة “الصين اليوم” ومجلة “مرافئ الصداقة” لإذاعة الصين الدولية.
ـ مصادر: ويكيبيديا:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9
ـ https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%AC_%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86
ـhttps://www.who.int/mediacentre/news/statements/2011/gwa_20100603/ar
*التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: الأكاديمي مروان سوداح.
*المراجعة والنشر: عبد القادر خليل.