شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: دكتورة كريمة الحفناوى
*الكاتبة إعلامية مصرية شهيرة، ومُعتمدة للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية؛ وعضو متقدم ناشط في #الاتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحلفاء #الصين؛ وناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية؛ وعضو مؤسس بالحزب #الاشتراكي_المصري وجبهة نساء #مصر، وعضو حملة الحريات #النقابية والدفاع عن حقوق العمال؛ وعضو لجنة #الدفاع عن الحق فى الصحة – مصر..
عقدت السفارة الصينية بالقاهرة فى 30 يونية 2021 ندوة افتراضية تحت عنوان “شينجيانغ أرض جميلة” بحضور عدد من ممثلى الأحزاب المصرية، ووزراء سابقين، وممثلين عن جمعية الصداقة المصرية الصينية والجامعة العربية، وعدد من السفراء العرب لدى مصر.
وكانت هذة الندوة بالاشتراك مع منطقة شينجيانغ والتى استعرض نائب رئيسها حقيقة مايتم على أرض المنطقة من تنمية فى جميع المجالات الاقتصادية وفى الخدمات التعليمية والصحية بجانب توفير فرص العمل والوظائف لجميع العرقيات المختلفة بالتساوى مع إتاحة حرية المعتقدات وممارسة الشعائر الدينية. وتم عرض فيلم مبدع وجميل عن منطقة شينجيانغ وضّح الجهود التى بُذِلت بين الحكومة والشعب الصينى وبالتعاون مع 19 منطقة صينية أخرى من أجل التعايش السلمى والعمل المشترك بين كل القوميات لتحقيق التنمية والقضاء على الفقر واحتواء الأعمال الإرهابية ومواجهتها.
وفى كلمته أكد نائب رئيس منطقة شينجيانغ فى رده على الادعاءات التى ترددها الدول والجهات المعادية للصين بأنه لاتوجد اعتقالات لأبناء قومية الإيغور المسلمة وأن الإيغوريين موجودون فى مدارس يسكن فيها التلاميذ مع المعلمين للتعليم والتدريب على المهن ويتمتعون بكامل الحرية فى ممارسة شعائرهم الدينية. وردا على الادعاء بفرض العمل القسرى وضح أن هناك حرية اختيار الوظائف والشركات ولهم كافة الحقوق الخاصة بالعمل والأجر والحياة الكريمة، ولايوجد مايسمى بالعمل القسرى. أما بالنسبة للادعاء الخاص بالقضاء على اللغات القومية قال نائب رئيس المنطقة “إن جميع القوميات تتمتع بحق استخدام وتعليم وتطوير لغاتهم القومية”، وأضاف “إننا نعمل على ترميم المساجد مع الحرص على بناء المزيد منها بجانب إنشاء المكتبات لكافة المعتقدات والتى تضم الكتب الدينية والدراسات والوثائق والمخطوطات الأثرية”.
كما أوضح السيد نائب رئيس منطقة شينجيانغ أن الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول المعادية للصين تريد زعزعة الاستقرار فى الصين بإثارة الفوضى وتوجيه الاتهامات الباطلة حول حقوق الإنسان وادعاء بانتهاك حقوق الإنسان فى الصين.
وفى نهاية اللقاء أكد السيد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر “إننا نريد من هذه الندوة إرسال رسالة للخارج تؤكد على أن الأكاذيب المفتعلة من أمريكا يتم فضحها من خلال حقائق التنمية والاستقرار فى شينجيانغ”.
ودعونى أوضح أنه فى الفترة الأخيرة تزايدت الهجمات الإعلامية والسياسية الأمريكية على الصين لتسويقها كعدو خطير وتناقلت وسائل إعلام دولية وإقليمية مشاهد قيل إنها انتهاكات ارتُكِبت بحق مسلمى الإيغور فى منطقة شينجيانغ الصينية، وفى نفس الموضوع أدانت مجموعة السبع فى اجتماعها الأخير ببريطانيا ماوصفته باستخدام الصين للعمل القسرى وطريقة معاملة الحكومة الصينية لأقلية الإيغورالمسلمة فى شينجيانغ واتهمت الصين بأنها لاتحترم حقوق الإنسان.
ومن الجدير بالذكر أن الدول التى تنتهج سياسات معادية للصين مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وعدد من الدول الأوربية تستخدم حقوق الإنسان كأداة سياسية فى الأمم المتحدة ، ففى 18 يونيو 2021 قامت كندا بنشر معلومات غير حقيقية لإلصاق التهم بالصين فى مجلس حقوق الإنسان قبل الدورة العادية ال47 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بعد ورود تقارير عن اعتقالات جماعية للإيغور واحتجازهم فى مراكز لمكافحة التطرف ودعت لإطلاق سراحهم،.ولقد نفت الصين كل هذه المعلومات وقالت إن هناك احتجاز لبعض المتشددين والمتطرفين دينيا لإعادة تعليمهم وتأهيلهم وإدماجهم بالمجتمع.
تقع منطقة شينجيانغ فى شمال غرب الصين في القلب من القارة الأوروأسيوية، وتبلغ مساحتها1,66 مليون كيلومتر مربع وتجاور 8 دول (منغوليا وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان والهند).
ومنذ العصور القديمة ظلت منطقة شينجيانغ تحتضن قوميات وثقافات وأديان متعددة تعيش فيها عبر مختلف العصور، حيث استقرت فيها 13 قومية (الإيغور – هان – القازاق – منغوليا – هوى – القرغيز – مان – شييوة – الطاجيك – داوور – الأوزبك – التتار – الروس)، وتشكلت قومية الإيغور منذ فترة طويلة وتعتبر القوام الرئيسى لهذه المنطقة وكانت تتعاون مع عدد من القبائل وكونت معها اتحادا لمقاومة اضطهاد واستعباد قومية الأتراك، كما كانت هذه المنطقة ممرًا هامًا للتبادلات الحضارية والتجارية بين الشرق والغرب بواسطة طريق الحرير الذى ربط الصين القديمة بالعالم كله.
وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية فى عام 1949 تأسست منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم عام 1955 كجزء من أراضى دولة الصين وضمن حدودها .
ولقد شهدت هذه المنطقة نموا مستقرًا فى تعداد السكان للأقليات العرقية على مدى العقد الماضى (2010 – 2020) وفقا لآخر مسح تعداد سكانى فى الصين. ولقد وصل نمو السكان فى منطقة الإيغور لِ 18,5% وأصبح عدد السكان من قومية الإيغور يقترب من 26 مليون نسمة.
دعونى أحكى لكم كشاهد عيان مارأيته حينما زرت الصين، بدعوة من الحزب الشيوعى الصينى، ضمن وفد للأحزاب الاشتراكية العربية فى الفترة من21 فبراير حتى 3 مارس 2019، ورافقنا آنذاك الزميل مروان سوداح رئيس (الاتحاد الدولي).
خلال الزيارة زرنا عدة مدن ومعالم صينية منها مدينة أرومتشى عاصمة منطقة شينجيانغ والتى سأحكى عنها فى السطور التالية.
فى مساء يوم 25فبراير حلقت بنا الطائرة من بكين لمدة خمس ساعات لنصل إلى الشمال الغربى لمدينة أرومتشى عاصمة منطقة شينجيانغ بالقرب من جنوب روسيا الاتحادية والدول الإسلامية كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وكانت درجة الحرارة الصغرى 16 تحت الصفر والعظمى 5 تحت الصفر وبالرغم من مشقة السفر والبرودة الشديدة سرعان ماشعرنا بالدفء من حرارة الاستقبال.
ورأيت أن الصين تطبق سياسة الحقوق المتساوية لكل مواطنى ومواطنات الصين مع بناء علاقات بين القوميات المتعددة حتى تصبح الصين كعائلة واحدة. وفى هذه المنطقة تتعايش قومية الهان (والتى تشكل الأغلبية العظمى للشعب الصينى) مع قومية الإيغور فى أمان وحسن الجوار ويتشاركون معا فى العيش والعمل والمشروعات المشتركة والتزاوج فيما بينهم،.وتنتهج المنطقة سياسات تعزيز التنمية الاقتصادية ومحاربة الفقر بمساعدة الفقراء على العمل فى الشركات والمصانع وقد زاد دخل الفرد من 1500 دولار سنويا إلى 11 ألف دولار سنويا عام 2016.
وتتميز المنطقة بالصناعات المتعددة وفى مقدمتها شركة تكنولوجية لإنتاج معدات طاقة الرياح وحصة هذه الشركة فى السوق العالمية 12% وتمد كل من إسلام آباد ولاهور وكراتشى بمعدات وتوربينات الرياح لإنتاج الطاقة وتوليد الكهرباء للإنارة وتستثمر هذه الشركة (إيغور وند) فى شمال أفريقيا وفى تركيا كما تمتد استثماراتها فى استراليا حيث تعمل على إنشاء محطة كبيرة لتوليد الكهرباء بالرياح.
لقد ازداد الناتج المحلى بنسبة 8% سنويا وهناك أولوية لتنمية الريف مع تطبيق نظام حماية البيئة وتشكيل خط أخضر للحياة.
ويتم صرف 70% من الميزانية العامة على الخدمات وتوفير فرص عمل مع الصرف على التعليم والرعاية الصحية والتأمين ضد الأمراض والشيخوخة وكان نتيجة ذلك انخفاض نسبة الفقر إلى 6%.
كانت زيارتنا إلى أكبر مصنع للأغلفة البلاستيكية والذى يعتبر من أهم 500 شركة فى العالم فى إعادة تدوير المخلفات. كما زرنا مجمعا للمشغولات الذهبية المعتمدة على الذهب المستخرج من مناجم المنطقة ويجمع بين التكنولجيا الحديثة والعمل اليدوى الدقيق ودار الحديث حول أهمية تنمية هذه المناطق وتوفير فرص عمل للسكان والقضاء على الفقر الذى يشكل بيئة حاضنة للتطرف والإرهاب وذكرنا نحن الوفد المصرى كيف عانت بلادنا من الأعمال الإرهابية على يد المتطرفين والذين يستغلون الدين لمصالحهم الشخصية على حساب مصالح الوطن.
إننا نتطلع لنجاح التجربة الصينية فى التعامل مع الأقليات بالتعليم والتأهيل والتدريب واكتساب المهارات الحرفية والمهنية وتوفير فرص العمل مع تحسين الخدمات والعمل على إدماج الأقليات العرقية فى المجتمع.
وإننا نقدم التحية للشعب الصينى وللدولة الصينية فى الذكرى المئوية لإنشاء الحزب الشيوعى الصينى (1921 – 2021) لنتمنى لهم مزيدا من التقدم والأزدهار والسؤدد.