شبكة طريق الحرير الإخبارية/
كلمة الأستاذ عبد القادر خليل، في منتدى العلاقات الصينية العربية المنعقد يوم الثلاثاء 24 يناير 2023, عبر التواصل المرئي عن بُعد، تحت عنوان: “الحفاظ على العلاقات المستقرة وطويلة الأمد في سبيل فتح صفحة جديدة”، من تنظيم قناة CGTN العربية.
تحية طيبة إلى السيدات والسادة الحضور المحترمين، المشاركين في هذا المنتدى البالغ الاهمية، الذي يترجم الأبعاد السامية للعلاقات الصينية العربية، و أفاقها الواعدة، تحت عنوان “الحفاظ على العلاقات المستقرة وطويلة الأمد في سبيل فتح صفحة جديدة”.
كما أحيي الأستاذة وانغ مويي من قناة سي جي تي إن العربية، شاكرا لكم الاستظافة ومشاركتي إياكم هذا اللقاء الودي المتميز، سعيا منا جميعا لإستمرارية التواصل العربي الصيني وتعزيز علاقات الصداقة بين الجانبين. متمنيا جميعا لكم سنة جديدة عامرة بموفور الصحة والسعادة والنجاحات المتتالية. كما أتمنى لبلادنا العربية والصين مزيدا من التقدم والازدهار، ومزيدا من الرقي للعلاقات الثنائية المتميزة وفي شتى المجالات.
كما لا يفوتني هنا، التنويه بالجهود الكبيرة التي بذلتها الصين في سبيل احتواء والقضاء على جائحة كوفيد-19، من خلال سياسة حكيمة واجراءات علمية فاعلةوتدابير وقائية ناجعة، برهنت للعالم القدرات التي تتمتع بها الصين في إدارة الأزمات ومعالجتها. ومن جهة أخرى أكدت الصين وبقيادة الحزب الشيوعي الصيني ونواته الرفيق شي جين بينغ، اهتمامها بالشعب الصيني المتعدد القوميات والديانات، الذي كان ولا يزال ضمن أولى اهتماماتها وبرامجها التنموية المستدامة، لتوفير الحياة الرغيدة على نحو شامل، وخلق البيئة الملائمة للحياة الحكيمة المفعمة بالطمأنين ربة والأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والصحي…
لقد واجهت الصين الوباء بشراسة، ووقفت جنبا إلى جنب مع باقي دول العالم وخاصة الدول النامية والعربية. تشاركت معهم في المعلومات والخبرات والمساعدات الطبية. مما أسهم ذلك في تعافي كبير من الجائحة. ولعل إنشاء مصانع لانتاج اللقاحات الصينية وبشراكة هامة مع الجانب الصيني في بعض البلدان العربية ومنها المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية ومصر والجزائر له أكثر من دلالة، إذ يجسد الثقة والتناغم والتشارك بين الصين والدول العربية وعُمق العلاقات التاريخية بين الطرفين.
إن العلاقات الصينية العربية ضاربة في أعماق التاريخ، وأنا فخور جدا لأن بلدي الجزائر تجمعها مع الصين علاقات تاريخية واستراتيجية ممتازة شاملة و واعدة بمستقبل أفضل. إذ سيحتفل البلدان بالذكرى 65 على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما في ديسمبر من هذا العام . فقد كانت الصين سندا قويا لثورة التحرير الجزائرية المظفرة، مثلما كانت أولى الدول غير العربية المعترفة بالحكومة الجزائرية المؤقتة سنة 1958. كما وقفت الصين مع الجزائر بعد استقلالها مباشرة داعمة إياها في العديد من المجالات، إذ أرسلت أولى الفرق الطبية خارج حدودها إلى الجزائر سنة 1963. وهنا لا بد لي أن أعود إلى الجائحة لأشير إلى المساعدات الكبيرة والسخية التي قدمها البلدان لبعضهما البعض، مما يبرز روح التضامن والتآزر والتشارك فيما بينهما في السراء وفي الضراء.
كما تساهم الصين في تعزيز التنمية وبناء البنية التحتية ودعم الاقتصاد الجزائري، إذ تعتبر أكبر شريك اقتصادي للجزائر، كما تساهم في بناء الجزائر الجديدة من خلال الاستثمارات في مختلف المجالات ومنها: التعدين والطاقة، الصناعة والتجارة، التعليم والتكنولوجيا، الطب والفضاء، السياحة والثقافة، الزراعة والرقمنة والاتصالات، وغيرها.
لقد تركت الصين بصمات ملموسة ستضل خالدة في الجزائر من خلال إنجازاتها العملاقة في بلادي وأذكر على سبيل المثال لا الحصر:
بالإضافة إلى مشاريع أخرى قيد الإنجاز أو تتنتظر تجسيدها قريبا، وأهمها واحدا من المشاريع العلاقة التي تدخل في إطار مبادرة الحزام والطريق، والتي من شأنها تنشيط الاقتصاد والتجارة في منطقة شمال أفريقيا وأفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، وهو مشروع إنجاز ميناء الحمدانية في ولاية تيبازة الساحلية الجزائرية، باعتبار الجزائر بوابة شمالية لإفريقيا وجسرا يربطها بدول البحر الأبيض المتوسط.
من جهة اخرى فإن الجزائر تتشارك مع الصين في تطابق وجهات النظر في مختلف القضايا الدولية الكبرى، كما تجمعهما تنظيمات دولية على غرار منتدى التعاون الصيني العربية ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي وغيرهم. كما تتطلع الجزائر للانظمام إلى منتدى بريكس حيث لقيت هذه الرغبة الترحيب الصيني والروسي.
ودوليا تسجل صفحات التاريخ دور الجزائر البارز في استعادة الصين لمقعدها الشرعي لدى هيئة الأمم المتحدة من خلال المشروع رقم 2758 الذي طرحته الصين رفقة دول أخرى سنة 1971.
في العصر الجديد و في مرحلة ما بعد الوباء، يحدوني أمل كبير بأن تزداد أواصر الصداقة والتعاون بين بلدينا قوةً وازدهارا، وستتوسع دائرة التبادل والتشارك بينهما لتشمل جميع المجالات، خاصة أننا نتطلع لقيام الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون بزيارة للصين خلال هذا العام، والتي ستعزز وتعمق العلاقات الثنائية أكثر فأكثر.
عبد القادر خليل – رئيس تحرير شبكة طريق الحرير الإخبارية الصيني في الجزائر
كل التحية والتقدير استاذ حليل على كلمتك التي تابعتها والتي كانت ارتجالية ومختصرة وشاملة تطرقت من خلالها للعلاقة الوطيدة والتاريخية بين الجزائر والصين وخاصة عند ذكرك موقف الصين بأنها اول دولة غير عربية تعترف بالجزائر سنة 1958 وقد اسهمت في ذكر التعاون الذي كان بين الدولتين الصديقتين الجزائر والصين …فألف تحية للرفقاء الصينين ودامت العلاقات العربية الصينية وخاصة العلاقات الجزائرية الصينية بمزيدا من الرقي وزالتطور