CGTN العربية/
بالنسبة لأولئك الأطباء والممرضات الذين كافحوا كوفيد-19 في الصين، على الرغم من أن العمل والحياة قد عادا تدريجيا إلى طبيعتهما، إلا أن الذكريات من الأشهر القليلة الماضية لا تزال باقية في أذهانهم. على سبيل المثال، الممرضة هو شيوه جيون من مستشفى الرئة في مدينة ووهان، والتي التقطت أكثر من 3000 دقيقة من الفيديوهات الحصرية عن مكافحة الوباء في المستشفى.
التعافي هو أكثر ما أثار إعجاب هو
صورت هو الفيديوهات بهاتفها المحمول خلال فترة تفشي الوباء. قالت إنه وجب عليها العمل لمدة ثماني ساعات يوميا خلال تلك الفترة، وكانت لا تريد استخدام وقت العمل لتسجيل الفيديو أو حتى مقاطعة عمل الآخرين، لذلك استغلت معظم وقت فراغها في تسجيل كيفية تسابق هؤلاء الأطباء مع الوقت لإنقاذ حياة المرضى.
وقالت هو “بدأت في تصوير الفيديوهات في 23 يناير عندما أغلقت مدينة ووهان رسميا، ومنذ ذلك الحين لم أتوقف عن التسجيل حتى 26 أبريل، وهو الوقت الذي أعلنت فيه ووهان للمرة الأولى أنه لم تعد هناك إصابات مؤكدة”. وأضافت أن تصوير الفيديو أصبح عملا يوميا مهما بالنسبة لها.
عندما سُئلت عن الجزء الذي أثار انتباهها أكثر، قالت إن هناك الكثير من الذكريات التي لا تنسى خلال تلك الفترة.
قالت “صورت عدة مشاهد عن نقل المرضى إلى وحدة العناية المركزة، وتابعت هؤلاء الأطباء ولاحظت كل التفاصيل حول حركتهم، وبسبب وجود العديد من المعدات على السرير، كان عليهم أن يتحركوا بحذر شديد للتأكد من نقل المرضى بشكل جيد”.
وبعد دخول وحدة العناية المركزة، كان على الأطباء والممرضين تغيير المعدات الطبية مرة أخرى، وكانت العملية بأكملها طويلة جدا لدرجة أنها كانت “حقا لحظات بين الحياة والموت”.
الشيء الآخر الذي ترك انطباعا عميقا لديها هو العلاج اليومي للمرضى وتعافيهم على نحو بطيء. وتتذكر هو قائلة: “ما زلت أتذكر أن هناك أربعة مرضى كانوا يقيمون في نفس الجناح، في البداية كانوا غير صبورين للغاية ولا يريدون التحدث، ولكن مع تحسن وضعهم تدريجيا أصبحوا أكثر نشاطا ورغبة في الحديث أيضا”.
وقالت “في وقت لاحق غنى هؤلاء المرضى الأربعة أغنية خاصة تقديرا للعاملين في قطاع الطب، وقاموا بتغيير كلمات الأغنية وقمت بتصوير العملية برمتها. بعد سماع الأغنية، تأثرت بشدة واعتقدت أنها أعطتنا المزيد من الثقة”.
يمكن الوقاية من جميع الأمراض المعدية من خلال الإجراءات الصحيحة
بعد مواجهة العديد من الصعوبات، تعلمت هو شيئا واحدا من هذا الوباء أنه يمكن الوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية.
وقالت “الآن يولي الناس اهتماما أكبر بالصحة العامة. إنهم بحاجة إلى اتخاذ الإجراءات الصحيحة للوقاية من هذه الأمراض المعدية، بغض النظر عما إذا كانت كوفيد-19 أو الأنفلونزا أو السل”.
كوفيد-19 يعلمنا مدى أهمية الحب والعائلة
قد يكون لدى أشخاص مختلفين ذكريات مختلفة حول هذا الوباء، تقول هو إن هذه الذكريات ستبقى في ذهنها إلى الأبد وتساعدها على التعامل مع تحديات الحياة المستقبلية.
وقالت بابتسامة “لقد وجدت نفسي فجأة كبرت، كنت أعتقد أنني ما زلت صغيرة ولا أستطيع التعامل مع الكثير من الصعوبات، ولكن بعد هذا الوباء، وجدت أنني قوية بما يكفي لحل أي مشاكل”.
أصيب صديق هو بكوفيد-19 أيضا وعولج خلال تلك الفترة، وكانت تأتي هو دائما لزيارته بعد العمل. وقالت “لقد قمت أيضا بتصوير بعض مقاطع الفيديو حول كيفية تعافيه وأريد الاحتفاظ بمقاطع الفيديو هذه إلى الأبد إنها ذكريات خاصة لكلينا”.
بعد مواجهة مثل هذه الصعوبات، باتت هو تعرف بأن صديقها هو الخيار الصحيح بالنسبة لها، ويريد صديقها أيضا قضاء بقية حياته معها.
ويخططان للزواج في وقت لاحق من هذا العام أو في بداية عام 2021. واختتمت هو قائلة: “إذا كان هناك شيء آخر تعلمته من خلال هذا الوباء، فهو إدراكي عن مدى أهمية الحب والعائلة في حياتي”.