خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
كريمة الحفناوى*
#كريمة_الحفناوى: ناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية، وعضو مؤسس بالحزب #الاشتراكي_المصري وجبهة نساء #مصر، عضو حملة الحريات #النقابية والدفاع عن حقوق العمال وعضو لجنة #الدفاع عن الحق فى الصحة /مصر، وعضو متقدم ناشط في #الأتحاد_الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحلفاء #الصين.
*التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: أ. مروان سوداح
*المراجعة والنشر: عبد القادر خليل.
فى البداية نوجه التحية للحزب الشيوعى الصينى على حرصه واهتمامه بعقده اجتماعاً استئنائياً افتراضياً مع 68 حزبا ومنظمة سياسية من الدول العربية، فى 22 – 24 يونيو 2020، تحت عنوان”العمل يدا بيد لمكافحة الوباء وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية فى العصر الجديد”.
وقبل أن نشرع فى الكتابة عن المؤتمر ونجاحه ومانتج عنه دعونا نشير إلى عمق العلاقات العربية الصينية، وإلى إننا نثمن هذه العلاقات العربية الصينية فى السنوات الأخيرة فى إطار ما أعلنته الصين على لسان الرئيس شى جين بينج، فى خطابه أمام الأمم المتحدة فى عام 1916، وقوله “دعونا نتحد من أجل تحقيق مزيد من التقارب لخلق شراكة جديدة تحقق المنفعة المتبادلة وبناء مجتمع المصير المشترك، على أساس التعاون فى مجالات الاقتصاد والتجارة والتمويل والاستثمار وبناء البنية التحتية وحماية البيئة وتحسين القدرات التنافسية مع بناء مجتمع المصالح المشتركة”.
كما نثمن العلاقات العربية الصينية فى إطار ماقاله الرئيس الصينى فى يناير 2016 أمام جامعة الدول العربية: “نعمل على تشكيل مجتمع ذى مصير مشترك للبشرية يتسم بأهمية أن نكون بناة سلام فى منطقة دول الشرق الأوسط، ودافعين لتنميتها ومساهمين فى تطوير صناعتها، وداعمين لتثبيت استقرارها وشركاء فى تعزيز تفاهم شعوبها”.
ولقد تم فى عام 2016 توقيع عدد من الاتفاقيات بين الصين مع الدول فى جامعة الدول العربية، وفى مقدمتها مصر.. اتفاقيات تناولت مختلف جوانب العلاقات وأكدت على خمسة مبادىء هى: الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضى – عدم الاعتداء – عدم التدخل فى الشئون الداخلية – المساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمى. والتأكيد على موقف الصين الداعم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هذا بجانب القضايا السورية واليمنية ومكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط.
كما تم التأكيد على معارضة الجانبين الصينى والعربى لسياسات فرض الهيمنة والقوة، مع الدعوة إلى الحفاظ على مبادىء ميثاق الأمم المتحدة والحفاظ على حقوق الدول النامية.
ومن منطلق هذه المبادىء تواصل الصين تكاتفها وتعاونها مع كافة الدول فى إطار مواجهة جائحة كورونا والأزمات الناتجة عنها. فالفيروس اجتاح العالم ولم يفرّق بين دول غنية ودول فقيرة، وأصاب أكثر من عشرة ملايين من البشر، وتسبب فى وفاة مايقرب من 500 ألف إنسان حتى الآن. نتمنى أن تتعلم البشرية درس المصير المشترك، وأن تتعاون من أجل عالم يسوده المساواة والعدالة والسلام.
وحرصت الصين بعد اجتياح فيروس كورونا على التكاتف والتعاون ومساعدة كافة الدول على مواجهة المحنة، سواء بإرسال المعونات الطبية أو الأطقم الطبية الصينية، لنقل وتبادل الخبرات، أو بعقد مؤتمرات افتراضية من خلال شبكة الإنترنت مع الدول، لتبادل الخبرات والاستفادة من خطوات الصين فى مواجهة الجائحة، بالتعاون بين السلطات والشعب، مع الانضباط وتوجيه كافة الموارد لمواجهة الجائحة، ولقد تم منذ شهرين عقد مؤتمر مع عدد من المنظمات والأحزاب المصرية تشرفت بحضوره، تم فيه التاكيد على كافة نقاط تبادل الخبرات لمواجهة جائحة كورونا.
كما سبق انعقاد مؤتمر الأحزاب فى يونيو الحالى انعقاد الدورة ا السنوية للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى (أعلى هيئة تشريعية)، والدورة السنوية للمجلس الوطنى للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى (الهيئة الاستشارية السياسية العليا)، فى آواخر شهر مايو 2020. وفى هذا المؤتمر، قال رئيس مجلس الدولة الصينى “ستنجز الصين بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل وستبقى على طريق التنمية العالمية بحلول نهاية 2020، وتبذل الصين قصارى جهدها للتغلب على الآثار السلبية لهذا الوباء، وإعطاء الأولوية لخلق فرص عمل للناس للخروج من براثن الفقر، من خلال تعزيز الشركات الريفية وحماية البيئة والثقافة المحلية”.
وأرسل الرئيس الصينى شى جين بينغ، رسائل تتضمن التأكيد على المستهدفات خلال هذه المرحلة، وهى بذل الجهود لإنجاز مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، ومواصلة القوة الدافعة لكتابة صفحة جديدة فى الاشتراكية ذات الخصائص الصينية فى العصر الجديد، وحث الرئيس على بذل الجهود لتخطى التداعيات السلبية لمرض فيروس كوفيد 19، وقطع خطوات أوسع فى التحول والتنمية لضمان تحقيق هدف القضاء على الفقر.
وفى الدورة الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العالمية التى عقدت فى 18 مايو الماضى، دعا الرئيس الصينى إلى التعاون الدولى لمكافحة الوباء من خلال الانفتاح وتحمل المسئولية والتضامن، بما يزيد ثقة شعوب العالم ويحفز روحها القتالية فى مكافحة الوباء. واقترح الرئيس الصينى شي جين بينغ سن تدابير لاحتواء الفيروس ودعم منظمة الصحة العالمية وتقديم المساعدات للبلدان الإفريقية، وتعزيز التنسيق فى إدارة الصحة العامة، وبذل الجهود لإعادة فتح الاقتصاد وتعزيز التعاون الدولى من أجل بناء رابطة المصير المشترك وازدهار واستقرار العالم.
ركز الاجتماع الاستثنائى للحزب الشيوعى الصينى مع 68 حزباً ومنظمة عربية على محاور ثلاثة، لتعزيز التعاون الدولى فى مكافحة الوباء، والمعادلة الدولية والشرق أوسطية فى عهد مابعد الوباء، وعلاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية الموجَهة للمستقبل.
أعلن الرئيس الصينى شى جين بينغ فى يوليو 2018 إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية، القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة والمستقبل الأفضل بين الصين والدول العربية. ومنذ اندلاع وباء فيروس كوفيد 19 يعمل الجانبان معاً على مكافحة الوباء. وللدورالهام الذى تلعبه الأحزاب يتم التعاون واللقاءات المشتركة بين الحزب الشيوعى الصينى والأحزاب العربية، لإيجاد الأرضية المشتركة والتعلم المتبادل، وتفعيل التعاون فى إطار مبادرة الحزام والطريق. وركّز المؤتمر على أن التضامن والتعاون بين الدول أقوى سلاح لهزيمة الوباء، وذلك بجانب دعم الدور القيادى لمنظمة الصحة العالمية.
وتناول المؤتمر الحديث عن القضاء على الفقر بتبادل الخبرات فى مكافحة الفقر من خلال التنمية. وأكد الجانب الصينى على دعم الصين لحل قضايا الشرق الأوسط ورفض مخطط ضم الأراضى الفلسطينية المحتلة، والذى يتعارض مع الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وأعاد التأكيد على دعم الشعب الفلسطينى من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ووجهت الأحزاب والمنظمات العربية من جهتها التحية إلى دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، على تنظيم هذا الاجتماع الذى يكتسب أهمية خاصة نظراً لانعقاده بعد محنة وباء كوفيد 19 وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية. وأكد الحضور على سيادة الدول واستقلالها ووحدة أراضيها مع رفض تدخل القوى الخارجية فى شئون الصين الداخلية.
كذلك، أكدت الأحزاب العربية على تضامنها مع الصين فى كل قضاياها الداخلية، للحفاظ على أمنها القومى ورفض التدخل الأجنبى، ورفض محاولات الولايات المتحدة الأمريكية واليمين المتطرف تسييس الوباء، وتشويه صورة الصين للتغطية على عجزهم والتهرب من مسئولياتهم وفشلهم فى مواجهة الوباء.
نحن فى حاجة إلى عالم أكثر إنسانية، كذلك نحن نرنو لنيل إلى عولمة إنسانية بدلًا من عولمة الرأسمالية المتوحشة المعسكرة التى تهيمن على ثروات الشعوب لجنى أكبر قدر من الأرباح، رافعة شعار”الأرباح قبل الأرواح”. كما إننا بحاجة إلى عالم متعدد الأقطاب يقوم على التعاون ومساعدة الدول الفقيرة على أساس المنفعة المتبادلة والمصير المشترك.. عالم تسوده المساواة والمواطنة، خالٍ من العنصرية والعنف والتمييز.. عالم يسوده السلام بدلاً عن الحروب والصراعات التى تقتل النساء والأطفال فى مخيمات الإيواء لللاجئين والنازحين.
تثبت الصين انها الصديق والحليف الأمثل لدولنا العربية من خلال موقفها الجيدة في تقديم الدعم والمساندة لقضايانا العربية المختلفة وهذه العلاقة غير مبنية على الاستغلال والتبعية . شكرا للصين حزبا وقيادة وشعبا .
شكرا للكاتبة كريمة الحفناوي عل مقالتها الرائعة .