خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم عبد الحميد الكبي*
*كاتب مُعتمد في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية بالجزائر، مستشار رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاّب العرب أصدقاء وُحلفاء الصين للشؤون اليمنية، ورئيس رابطة أصدقاء طريق الحرير الصيني في اليمن.
في خطاب خاص للرئيس الصيني الرفيق/ شي جين بينغ في الفعالية الافتراضية للمنتدى الاقتصادي العالمي لاجندة دافوس تحدث الرئيس (شي)، الإنسان الحكيم، بكلمة اتسمت بالحكمة والمعاني البليغية والقيم الجوهرية التي تؤكد حرصه على مصالح شعبه والعالم، من خلال تعزيز التنسيق في السياسات الاقتصادية وتضافر الجهود لتحقيق النمو القوي والمستدام والمتوازن والشامل للاقتصاد العالمي.
أكد الرئيس أن البشرية تعاني الان من أخطر كساد اقتصادي وتكبدت جميع اقتصادات العالم خسائر فادحه في أن واحد ولأول مرة في التاريخ، نتيجة تفشيء فيروس كورونا، وبرغم الإجراءات الاقتصاديه والاغاثية المتخذة من الدول المختلفة بقيمة تريليونات الدولارات الأمريكة، غير أن الانتعاش الاقتصادي العالمي مازال هشا، لذا، فأن هذا الأمر يتطلب من خلال رؤية الرئيس شي العمل لتركيز الجهود على الأولويات الحالية، والتوفيق بين احتواء الجائحه وتعزيز التنمية الاقتصادية بما يساهم في خروج الاقتصاد العالمي من غيوم الازمة في يوم مبكر، بالإضافة إلى النظر الى المستقبل
والتصميم على تغيير القوة المحركة والانماط للاقتصاد العالمي وتعديل هيكلته بما يضمن سير الاقتصاد العالمي على طريق النمو الصحي والمستقر، وضرورة نبذ التحيز الايديولوجي وضرورة السير على طريق التعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك.
لذلك، أكد خطاب الرئيس شي أنه لن يكون هناك حضارة للبشرية دون وجود التنوع الذي يعد واقعا موضوعيا سيبقى للمدى الطويل. ولهذا، على العالم ان يدرك أهمية نبذ التحيز والكراهية ومحاولة فرض التسلسل الهرمي على حضارات البشرية وفرض التاريخ والثقافه والنظام على دول العالم، لهذا يجب على دول العالم تحقيق التعايش السلمي على مبدأ الاحترام المتبادل والسعي للأرضية المشتركة وتعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة بينها بغية اضفاء قوة دافعه على مسيرة تقدم حضارة البشرية وتجاوز الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية، والعمل سوياً على تعزيز التنمية والاذهار في كافه الدول في ظل تزايد أوجه عدم المساواة لذلك التنمية في الدول النامية ستساهم في وضع أسس أكثر متانة للازدهار والاستقرار في العالم برمته وتحقق الاستفادة والمنافع المشتركة.
لذلك، جدد الرئيس شي على أهمية المجتمع الدولي النظر الى المدى البعيد والوفاء بوعوده، وتوفير الدعم الضروري لتنمية الدول النامية، وضمان حقوقها ومصالحها التنموية المشروعة، وارساء قيم المساواة للحقوق والفرص والقواعد، بما يمكن شعوب العالم من تقاسم الفرص والإنجازات التنموية، والعمل سوياً على مواجهة التحديات في ما يوجهه العالم من قضايا متشابكة ومعقدة يتمثل المخرج منها في صيانه وتطبيق تعددية الأطراف وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية جمعاء والتمسك بالانفتاح والتسامح والتخلي عن الانغلاق والاقصاء والسياسات الآحادية والهيمنه لما تمثله من تأثيرات سلبية على العالم تعرض البشرية لعواقب كارثية، فيجب علينا والحالة هذه كما يرى الرئيس (شي)، الالتزام بسيادة القانون الدولي والحفاظ على المنظومة الدولية المتمحورة حول الأمم المتحدة والنظام الدولي وتنظيم العلاقات بين دول العالم، ولا يجوز للاقوياء التنمر على الضعفاء أو اتخاذ قرارات تظهر عضلات قوية كما لا يجوز ممارسة الآحادية، ويجب التمسك بمفهوم التعاون القائم على المنفعة المتبادلة والمكسب المشترك ونبذ السياسات المخالفة، وإصلاح المنظومة الدولية من خلال منظمة الأمم المتحدة ومنظمات الصحة العالمية وتفعيل دورها لاقامة مجتمع تتوفر فيه الصحة للجميع، وإصلاح منظمة التجارة العالمية والمنظومه المالية والنقدية العالمية لتعزيز النمو الاقتصادي وضمان المصالح والحقوق وتنفيذ اتفاق باريس لمواجهة تغير المناخ وتعزيز التنمية الخضراء والتمسك باعطاء الأولية التنمية وأهمية تنفيذ أجندة 2030م للتنمية المستدامة للأمم المتحدة، بما يضمن ان جميع الدول وخاصة الدول النامية تتقاسم ثمار التنمية العالمية.
أكد الرئيس (شي) في كلمته على أن شعبه بات بعد عقود من الانجازات على عتبه النصر لبناء المجتمع الرغيد على نحو شامل، وتحققت له نجاحات وانجازات سطرها في القضاء على الفقر المدقع والعمل مواصله مسيرة البناء دولة اشتراكية حديثة وتأكيد على بذل جهود مشتركة مع دول العالم في بناء عالم منفتح وشامل ونظيف يسوده السلام الدائم والأمن السائد والاذهار المشترك، مع تأكيده على أن جمهورية الصين الشعبية ستواصل مشاركتها النشطة في التعاون الدولي لمكافحة الجائحة، وما تقدمه بكين لشعوب العالم هو خير شاهد على تطبيقات مناهجها في المساعدات الصينية الوقائية لأكثر من 150 دولة و13 منظمة دولية، وإرسال الطواقم الطبية إلى الدول المحتاجة ودعمها التعاون الدولي في مجال اللقاحات، حيث شاركت بفعالية ونشاط والعمل على جعل اللقاح ميسورا ومتاحا بنطاق أوسع للدول النامية، بما يساهم في مواجهة الجائحة وتعزيزها التعاون في بناء مبادرة الحزام والطريق.
فلسفة الشعب الصيني تتمسك بثبات بالسياسة الخارجية السلمية الهادفة، والعمل على تسوية الخلافات عبر الحوار وحل النزاعات عبر المفاوضات، وتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع دول العالم على أساس المساواة والاحترام المتبادل المنفعة والكسب المشترك.