*القاهرة/ شينخوا /
في ظل المعركة المستمرة في العالم ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، يقدم البروفيسور الصيني تشانغ ون هونغ، “دليلا ونصائح” للوقاية منه في كتاب تُرجم للغة العربية يتناول كافة المعارف الأساسية حول المرض ويتضمن خلاصة الخبرة الصينية في مجال مكافحة الأوبئة والفيروسات.
وتحت عنوان “نصائح البروفيسور تشانغ ون هونغ للوقاية من فيروس كورونا المستجد”، صدر في القاهرة الكتاب في 65 صفحة من القطع المتوسط، عن مؤسسة “بيت الحكمة” للاستثمارات الثقافية، لتحقيق الاستفادة القصوى من التجربة الصينية في التعامل مع أزمة كورونا.
ويتناول الكتاب كافة المعارف الأساسية حول الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا، والتعريف بالفيروس ومصادر العدوى وطرق انتقاله والفئات الأكثر عرضة للإصابة، وفترة حضانة الفيروس، وأعراض الإصابة والعلاج ونتائجه المتوقعة.
ويقول البروفيسور تشانغ رئيس طاقم الأطباء الخبراء لمكافحة فيروس كورونا في شانغهاي، في كتابه، إنه “يمكن انتقال الفيروس من شخص لآخر، خاصة بواسطة الرذاذ المتطاير من أفواه وأنوف المرضى أثناء السعال أو العطس، أو من خلال لمس الأسطح والأدوات الملوثة ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين”.
ولم يتأكد حتى الآن إذا ما كان الفيروس ينتقل عن طريق الجهاز الهضمي أو الهواء في الفضاء الجوي، بحسب تشانغ.
ويشرح الكتاب أساسيات الحماية الشخصية بالحجر الصحي المنزلي ومواصفاته، وكل ما يتعلق بالكمامات والقفازات والنظارات الوقائية وطرق استخدامها والأسئلة الشائعة حولها.
ويتناول كذلك عمليات التطهير والتعقيم، وما يتعلق بالسعال وغسل الأيدي والطرق الصحيحة لغسل اليدين، واستخدام المصاعد ومكيفات الهواء، وإمكانية انتقال العدوى بواسطة الحيوانات الأليفة.
كما يتناول الدليل تعريف المخالطين والأساليب العلمية للتعامل مع المصابين والمخالطين على حد سواء.
ويقول الخبير الصيني مدير قسم الأمراض المعدية في مستشفى (هواشان) التابع لجامعة فودان، في الكتاب إن “الهدف من الحجر الصحي المنزلي هو منع المرضى من نشر فيروس كورونا المستجد بين الناس من خلال العزلة الجسدية، وبالتالي تجنب تشكيل الجيل الثاني والثالث من حالات الإصابة بالفيروس”.
ويضيف “عندما يكون هناك عدد كبير من الأشخاص المقربين من المصابين دون أعراض أو المرضى المحتملين، يجب أن يكون الحجر الصحي المنزلي خيارا مهما لحل المشكلات التي لا يمكن حلها بوساطة المؤسسات الطبية”.
ويشير تشانغ في كتابه إلى أنه “أثناء فترة الحجر الصحي المنزلي، يمكنك القيام بالأنشطة الترفيهية مثل مشاهدة المسلسلات التلفزيونية وقراءة الكتب، وما إلى ذلك، وبالتالي لن يتمكن الفيروس من الانتشار وسيتم القضاء عليه في النهاية”.
ويلفت الكتاب النظر إلى أنه تم “العثور على الحمض النووي الفيروسي الإيجابي في براز المصابين بفيروس كورونا المستجد فقط”، ولكن هذا “لا يعني انتقال الفيروس عن طريق الجهاز الهضمي”.
ويضيف “حاليا لم يتم تأكيد انتقال الفيروس عبر الفضاء الجوي والجهاز الهضمي”.
ويستعرض الكتاب أساليب الوقاية من مرض فيروس كورونا والسيطرة عليه سواء بالمنزل أو الأحياء والمجمعات السكنية أو عند الخروج والعودة من وإلى المنزل، وكذلك كيفية الوقاية بالأماكن العامة وأماكن العمل وسبل المشورة الطبية.
ويرى الكتاب أن الطريقة الوحيدة للحد من تفشي الأمراض المعدية، هي “السيطرة على مصدر العدوى”، و”قطع سلسلة تفشي العدوى”، و”حماية أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة بالفيروس”، ويشدد في هذا الأمر على ضرورة التعاون بين الحكومة ومواطنيها.
ويقول الكتاب إن تطبيق مبادئ المكافحة لا يتطلب تنفيذ إجراءات فعالة من قبل الحكومة فقط، بل يتطلب أيضا التعاون النشط من كل فرد من المواطنين بحيث يحمي نفسه في الحياة اليومية، بما يمكن الحكومة والشعب من وضع حد لهذه المعركة بأسرع وقت ممكن.
وقامت مؤسسة “بيت الحكمة” للاستثمارات الثقافية، بترجمة الكتاب في إطارها توجهها لترجمة الكتب من الصينية إلى العربية.
وتهدف ترجمة الكتاب إلى تقديم الخبرات الصينية، وما حققته من نجاحات كبيرة وتجارب غنية وخصبة خلال مواجهة الصين لمرض فيروس كورونا الجديد لتحقيق الاستفادة القصوى منها في إطار مبادئ تبادل المنافع والخبرات، بحسب رئيس مؤسسة “بيت الحكمة” للاستثمارات الثقافية الدكتور أحمد السعيد.
كما يقول السعيد إن الكتاب يسعى إلى تقديم المساعدة لكل الناس من أجل حماية أنفسهم بشكل أفضل.
ويشير إلى أنه إذا استطاع كل فرد منا أن يحمي نفسه فلن تتمكن الأمراض المعدية من تشكيل حلقة مغلقة من العدوى وستنقطع سلسلة انتقال العدوى، كما جاء بالكتاب.
وينوه السعيد بما أكد عليه الكتاب الجديد من أن “كوفيد- 19” مرض معد حاد، والبشر ليسوا المضيف الطبيعي لهذا الفيروس، وأن الجسم البشري سيقضي على فيروس كورونا بالتأكيد بعد التعايش معه لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
ويتميز الكتاب بوجود رسوم توضيحية مفيدة للغاية لتسهيل الاستفادة من محتواه القيم، بحسب السعيد.
ويعد البروفيسور تشانغ ون هونغ، أشهر عالم صيني في مجال مكافحة الأوبئة والفيروسات، ولديه خبرة طويلة تمثلت في دوره الكبير في مواجهة فيروس سارس الذي واجهته الصين منذ أعوام.
ويشغل تشانغ حاليا منصب مدير قسم الطب الباطني في كلية شانغهاي الطبية بجامعة فودان، ونائب رئيس جمعية الطب الباطني التابعة لجمعية الأطباء الصينيين.
كما يشغل منصب الأمين العام لجمعية الأمراض المعدية التابعة لجمعية الطب الصينية، ونائب رئيس جمعية الوقاية من الأمراض المعدية والسيطرة عليها التابعة لجمعية الوقاية الطبية الصينية، ورئيس فخري لجمعية الأطباء المتخصصين في الأمراض المعدية في شانغهاي.