شبكة طريق الحرير الاخبارية/
شنتشن 29 يوليو 2024 (شينخوا) بالنسبة لهوانغ ييفي، مديرة المنتجات البالغة من العمر 28 عاما في إحدى شركات تصنيع المعدات الطبية، فإن زيارتها اليومية لمكتبة محلية في حي بينغشان في مدينة شنتشن بجنوبي الصين بمثابة فترة راحة ممتعة بعد جدول عملها المزدحم.
وتوفر مكتبة بينغشان، التي تبعد ساعة بالسيارة عن وسط المدينة، تجربة فريدة تجعلها تتميز عن المكتبات التقليدية.
حيث يمكن للزوار الاستماع المجاني لأسطوانات الفينيل في قاعة الموسيقى المبتكرة التي تتميز بجدار مغطى بمئات الأسطوانات للاختيار من بينها. يجلس الناس بجوار النوافذ الممتدة من الأرض حتى السقف والمجهزة بسماعات الرأس، وينغمسون في الألحان التي تزيل ببطء ضغوط اليوم. وقالت هوانغ: “إن المكتبة محاطة بالمساحات الخضراء المورقة، وهي ملاذ مثالي”.
ويعتبر هذا الجزء هو الأقل شهرة من بينغشان، إحدى أحدث المناطق الإدارية في شنتشن والتي تطورت من منطقة صناعية.
ويقع حي بينغشان في شنتشن، وهو مركز نابض بالحياة للعلوم والتكنولوجيا والتصنيع المتقدم في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، وهو أيضا موطن لشركات رائدة عالمية مثل عملاق السيارات الكهربائية “بي واي دي” ومزود الأجهزة الذكية “أونور”. ومع ذلك، اكتسبت المنطقة شهرة على منصات التواصل الاجتماعي كوجهة “لا بد من زيارتها”، وذلك بفضل مرافقها الثقافية المبتكرة.
تستضيف المكتبة بانتظام فعاليات جذابة، مثل محاضرة القانون المدني الأخيرة التي ألقاها أحد الباحثين المرموقين، والتي اجتذبت حوالي 300 من الحضور. يعد هذا الحدث جزءا من تقليد مدته خمس سنوات يتفاعل خلاله الزوار مع شخصيات بارزة من مجالات متنوعة ثلاث إلى أربع مرات كل شهر.
وأرجعت لو تشي مي، نائبة رئيس مكتبة بينغشان، هذا المعروض الثقافي المتقدم إلى نظام الإدارة الإصلاحي للمرافق الثقافية العامة بالحي. وعلى عكس النماذج التقليدية التي تديرها الحكومة، فإن النهج الجديد يوظف متخصصين في الصناعة لإدارة العمليات.
يعمل الباحث الأدبي الشهير تشو قوه بينغ والمهندس المعماري ليو شياو دو كمديرين لمكتبة المنطقة ومعرض الفنون على التوالي، بينما يشارك خبراء من النشر والفن والصناعات الأخرى في مجلس الأمناء.
وأوضحت لو أن “هؤلاء الخبراء يقدمون أفكارا جديدة ورؤى متخصصة تعزز بشكل كبير القدرات التشغيلية للمكتبة”.
يمتد إصلاح الخدمات الثقافية في بينغشان إلى ما هو أبعد من المكتبة، حيث قام الحي بدمج موارد متنوعة لإثراء المشهد الصناعي الثقافي.
على سبيل المثال، تتعاون الحكومة وصاحب أستوديو مسرحي في بكين لتحويل منازل القرية القديمة إلى مركز للإبداع المسرحي والعروض الفنية. بالإضافة إلى ذلك، تم إعادة تصميم جبل مالوانشان، الذي يقع أيضا في نفس المنطقة، ليصبح متحفا طبيعيا في الهواء الطلق، كما تم تزويده بوسائل تعريفية رقمية حول موارده النباتية والحيوانية الغنية على طول مسارات المشي الخمسة عشر.
وصمم حي بينغشان نهجها لضمان حصول جميع السكان على موارد ثقافية عالية الجودة. وقال تشين لان لان، الذي يشرف على مكتب الثقافة بالحي: “نقدم الخدمات الثقافية والرياضية العامة الممولة من الحكومة إلى المصانع والمجمعات الصناعية والمدارس والمجتمعات المحلية”.
وبينما تسعى الصين جاهدة لتحقيق إصلاح شامل مع التركيز على الثقافة، يتعهد حي بينغشان بمواصلة تعزيز الخدمات الثقافية العامة والإبداع الفني وجذب المواهب وتنمية السياحة الثقافية.
وقال تشين: “هدفنا هو تقديم وليمة ثقافية أكثر ثراء لسكاننا”.