CGTN العربية/
بدأت الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للاستيراد مساء الأربعاء الماضي في شانغهاي وسط جائحة فيروس كورونا ويعد المعرض تذكيرا قويا بحقيقة أنه مع القيادة الحكيمة ونكران الذات والتفاني، لا يوجد تحد لا يمكن التغلب عليه.
الآن، تتطور منظومة معرض الصين الدولي للاستيراد لتبني نفس المثل العليا المتبعة في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية. تم إطلاق مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، وقد تطورت إلى منصة عالمية متكاملة هدفها بناء سوق عالمية موحدة، وتعزيز التبادل والتكامل الثقافي، وتحقيق نتائج مربحة للجميع ومنافع متبادلة للكيانات المشاركة.
حتى قبل الوباء، واجهت مبادرة الحزام والطريق الرياح المعاكسة من البلدان التي تشكك في نوايا الصين. ولكن كما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال حفل افتتاح المعرض، “بمراجعة التاريخ، نجد أن البشرية كانت دائما قادرة على المضي قدما على الرغم من المخاطر والكوارث والرياح المعاكسة ويجب على البشرية أن تخطو خطوة إلى الأمام وستواصل ذلك”.
بحلول مايو من العام الجاري، وقعت الصين 200 اتفاقية تعاون مع 138 دولة ومنطقة و30 منظمة دولية في إطار مبادرة الحزام والطريق، ما يعد قفزة هائلة بعد إطلاق المبادرة ومشاركة 60 دولة في آسيا وإفريقيا وأوروبا. على الرغم من أن تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد في يناير من هذا العام، أدى إلى إبطاء وتيرة بناء المبادرة بسبب قيود التنقل والتحديات الاقتصادية، تظهر البيانات الحالية أن المبادرة تسير على الطريق الصحيح.
وفقا للإدارة العامة للجمارك الصينية، تظهر جميع مؤشرات المبادرة تقريبا نموا صحيا ومفيدا. وارتفعت تجارة البلاد مع اقتصادات دول مبادرة الحزام والطريق في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2020 بنسبة 1.5% إلى 1.01 تريليون دولار أمريكي.
وتظهر الإحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية أن نمو الاستثمار المباشر الخارجي غير المالي المتعلق بمبادرة الحزام والطريق في الأرباع الثلاثة من عام 2020 ارتفع بنحو 30% على أساس سنوي إلى ما قيمته أكثر من 13 مليار دولار.
أصبحت مبادرة الحزام والطريق رقمية أيضا عندما تم عقد الدورة السادسة لمعرض العلامات التجارية الدولي لطريق الحرير البحري في الفترة من الـ31 من أكتوبر الماضي إلى الـ1 نوفمبر الجاري. وخلال الدورة تم عرض أكثر من 10000 نوع من المنتجات من أكثر من 400 شركة في أكثر من 30 دولة ومنطقة على الإنترنت.
من أجل مساعدة التجار الأجانب الراغبين في المشاركة في معرض العلامات التجارية الدولي لطريق الحرير البحري ولأنهم لم يتمكنوا من المشاركة فيه واقعيا بسبب الوباء، أطلق المعرض منصة له على الإنترنت بالإضافة إلى إقامة المعرض الذي أتاح فرصا للعارضين لعرض منتجاتهم والتواصل على الإنترنت لتعزيز المعاملات والتعاون.
كما قام معرض الصين الدولي للاستيراد خلال هذه الدورة بتحديد منطقة عرض خاصة بالصحة العامة والوقاية من الأوبئة، يجب أن تتضمن مبادرة الحزام والطريق مثل هذا الاعتبار في تكوينها. تم التغلب على العديد من القيود المادية التي فرضها الوباء بشكل عام من خلال المشاركة الافتراضية، وهو مفهوم يتجذر تدريجيا في مبادرة الحزام والطريق.
أما بالنسبة لمعرض الصين الدولي للاستيراد ومبادرة الحزام والطريق، فيشهدان تقدما مستمرا. وهما جزءا لا يتجزأ من تنمية الاقتصاد العالمي من خلال إنشاء منصات تجارة إلكترونية عابرة للحدود واعتماد أشكال ونماذج أعمال جديدة يمكن أن تعمل الآن كمحركات جديدة للتجارة الدولية.
ولذلك أصبحت مبادرة الحزام والطريق تجتذب المزيد من الأعضاء الذين يمكنهم تعزيز تفويضها ولعب دور رائد في التعافي العالمي بعد أزمة فيروس كورونا. وتعمل أطرافها المتعددة كأداة قادرة على خلق عالم مزدهر وسلمي للبشرية جمعاء.
ملاحظة المحرر: ستيفن نديغوا هو خبير اتصالات مقيم في نيروبي ومحاضر باحث في جامعة الولايات المتحدة الدولية – أفريقيا، ومؤلف وكاتب عمود في الشؤون الدولية. يعكس المقال آراء المؤلف وليس بالضرورة آراء CGTN.