قال شيوي تشي جين، وهو كهربائي كبير في شركة سوتشو لإمداد الطاقة في مقاطعة أنهوي شرقي الصين، إنه سيعمل بجد لتعزيز تدريب العمال الصناعيين لتحسين مستوى مهاراتهم، من أجل الارتقاء بأجورهم واستحقاقاتهم بشكل أساسي، وبالتالي تقديم المزيد من الإسهام في التنمية عالية الجودة في البلاد.
وشغل شيوي منذ عام 2018 منصب عضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أعلى هيئة استشارية سياسية في الصين. وذكر شيوي في مقابلة أنه يتحمل مسؤولية إيصال صوت العمال في الخطوط الأمامية إلى الدورتين السنويتين للبلاد. وأثناء عمله، يحمل معه دفترين، أحدهما لتسجيل ملاحظات عمله والآخر لمطالب زملائه.
وكان شيوي مهتما بتدريب العمال المهرة ولاحظ أن هناك فقط 10% من 400 مليون عامل صناعي في البلاد من المواهب ذات المهارات العالية، ما لا يسهم في تلبية متطلبات التنمية عالية الجودة في الصين.
وفي عام 2019، اقترح شيوي إيلاء المزيد من الاهتمام لتدريب العمال ذوي المهارات العالية، وتلقى في وقت لاحق ردا رسميا يقول إن الدولة ستعزز التدريب على المهارات، وبحلول نهاية عام 2021، ستصل نسبة العمال ذوي المهارات العالية إلى أكثر من 30% من القوى العاملة.
وبالإضافة إلى ذلك، أولى شيوي اهتماما خاصا للمجموعة الضخمة من العمال المهاجرين واقترح إدراج ما يقرب من 300 مليون عامل مهاجر في نظام بناء فريق العمال الصناعيين لتحسين مهاراتهم المهنية. كما أنه غالبا ما يزور سوق العمل المحلية لإجراء البحوث والاستماع إلى أصواتهم.
ومن جهة أخرى، قال بعض العمال المهاجرين إنه من الصعب جدا عليهم العثور على فرصة عمل في ظل عدم حيازتهم على شهادة تعليم، لإثبات قدراتهم. وذكر باحث عن عمل لشيوي في سوق العمل: “بالنسبة للوظائف في شركات إمداد المياه والطاقة، إذا لم يكن لديك شهادة، فلن يقوم أصحاب العمل بتوظيفك لأنهم يعتقدون أنك غير محترف”.
واستطرد شيوي: “وجدت أن بعض العمال الأكبر سنا ذوي المهارات الأقل قد يجدون صعوبة في العثور على فرصة عمل. لكن إذا تلقوا بعض التدريب لتحسين مهاراتهم، فسيكون من السهل عليهم العثور على فرصة عمل بمعاملة أفضل”.
تعد مدينة سوتشو منطقة رئيسية لتصدير العمالة في مقاطعة أنهوي. ويوجد ما يقرب من 1.8 مليون عامل مهاجر في المدينة، لكن لا يمكن سوى لـ50 ألفا منهم تلقي التدريب كل عام. لذلك، فإن العمال المهاجرين غير المدربين لديهم فرص عمل قليلة، ويعملون بشكل رئيسي في مواقع البناء.
وأوضح شيوي: “ينقسم العمال في هذا المجال إلى عمال عاديين ومهنيين مهرة. ويبلغ الدخل اليومي للعمال العاديين حوالي 200 يوان (30.9 دولارا أمريكيا)، بينما يمكن أن يتجاوز دخل العمال المهرة 400 يوان. لذلك أعتقد أنه ينبغي بذل الجهود لتدريب المزيد من المهنيين المهرة للعمل في الشركات حتى يتمكن العمال من العثور بسهولة على فرصة عمل بدخل أعلى”.
ويعد التعليم المهني وسيلة رئيسية لتدريب العمال الصناعيين. وقد زار شيوي مدارس مهنية في مقاطعات مختلفة ووجد أن العديد من الطلاب هناك لا يلبون احتياجات الشركات. ونتيجة لذلك، يصعب على الخريجين العثور على فرصة عمل، بينما يصعب على الشركات العثور على عمال مؤهلين.
وأضاف شيوي: “اقتراحي هو أنه يمكن للشركات أن تتعهد بتدريب بعض الطلاب في مدرسة مهنية. ومن ناحية أخرى، يمكن للمدرسة تعيين معلمين ذوي خبرة عملية لتدريب الطلاب. وبهذه الطريقة، يمكن للطلاب الحصول على فرصة عمل مباشرة بعد الانتهاء من التدريب”.