عن موقع وزارة الشؤون الخارجية الصينية/
في يوم 24 مايو عام 2020، عقدت الدورة الـ3 للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب مؤتمرا صحفيا افتراضيا في قاعة الشعب الكبرى، حيث أجاب مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي على أسئلة الصحفيين الصينيين والأجانب حول سياسة الصين الخارجية وعلاقاتها الدولية.
وانغ يي: الأصدقاء من الصحافة، أهلا وسهلا!
يعقد هذا المؤتمر الصحفي للعام الجاري في التوقيت الخاص الذي تكافح فيه دول العالم ضد وباء فيروس كورونا. بهذه المناسبة، يطيب لي في البداية أن أعبر عن فائق الاحترام والتقدير لجميع الكوادر الطبية والتمريضية من كافة دول العالم، الذين لا يدخّرون جهدا لإنقاذ الأرواح، وأتقدم بخالص التعازي في الضحايا جراء هذا الوباء. كما أود أن أعبر عن جزيل الشكر لجميع الحكومات وشعوبها على ما قدمته من التفهم والمراعاة والمساعدة للصين ضد الوباء. إن الإنسان لا يُهزم بالفيروس، بل سينتصر عليه بكل التأكيد، إن الظلام الحالك لا يدوم، قد لاح النور في الأفق. فيما يلي، يطيب لي أن أجيب على أسئلتكم.
صحيفة الشعب اليومية: ما هو أهم شيء تعلمه الشعب في هذه المعركة ضد الوباء؟
وانغ يي: أعتقد أن أهم شيء تعلمناه في هذا الوباء هو أنه لم تكن سلامة وصحة شعوب العالم مترابطة وثيقة كما هو اليوم، ولم نكن كما هو اليوم مدركين إدراكا عميقا أن كافة البلدان تعيش في القرية الكونية، وتعيش البشرية في مجتمع ذي مستقبل مشترك.
لا يعرف الفيروس حدودا وعرقا، وهو يشكل تحديا للبشرية جمعاء. إن التلاعب السياسي سيعطي الفيروس ثغرات لاستغلالها، وإن سياسة “إفقار الجار” ستجعل كل واحد منا أكثر عرضة للخطر، ورفض العلم سيحدث أضرار أكثر. لذا، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ دول العالم لأكثر من مرة: إن الفيروس عدو مشترك للبشرية، ولا يمكن هزيمته إلا بالتضامن والتعاون، وهما أقوى سلاح ضد الوباء.
ينبهنا الوباء الذي أودى بحياة الكثير بضرورة نبذ الاختلافات الجغرافية والعرقية والتاريخية والحضارية وحتى الاختلافات في النظام الاجتماعي، ويجب تضافر الجهود لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وبذل جهود مشتركة لحسن حماية هذا الكوكب الأرضي بكونه دارا وحيدة للبشرية. وأهم الأهداف بالنسبة لنا هو تسريع وتيرة إقامة مجتمع الصحة المشتركة للبشرية. إن الصين باعتبارها دولة مسؤولة في العالم، على استعداد لتقديم مساهماتها في هذا الصدد.
CGTN : تزداد العلاقات الصينية الأمريكية توترا جراء الوباء والانتخابات العامة الأمريكية. هل تقلقون من تفاقم العلاقات الصينية الأمريكية؟
وانغ يي: في الوقت الراهن، أصبحت الولايات المتحدة أكبر بؤرة الوباء في العالم. وما زال يحصد الفيروس أرواح الأبرياء كل يوم. نتعاطف مع الشعب الأمريكي الذي يعاني من الألم، ونأمل ونتمنى بكل صدق للشعب الأمريكي الانتصار على الوباء في يوم مبكر واستئناف الإنتاج والحياة الطبيعية في أسرع وقت ممكن.
إن وباء فيروس كورونا المستجد عدو مشترك للصين والولايات المتحدة، ويمثل تبادل الدعم والمساعدة رغبة مشتركة لدى الشعبين. في بداية حدوث الوباء، مد كثير من الجمعيات الأمريكية والشركات الأمريكية والمدنيين الأمريكيين يد العود للصين، وبعد انتشار الوباء في الولايات المتحدة، منحت الحكومة المركزية والحكومات المحلية والشخصيات الصينية في مختلف الأوساط الجانب الأمريكي كمية كبيرة من المستلزمات الطبية العاجلة والمحتاج إليها كرد الجميل. كما قدمنا الدعم والتسهيلات للجانب الأمريكي لشراء المواد في الصين. وقمنا بتصدير أكثر من 12 مليار كمامة للجانب الأمريكي، وذلك يساوي توفير قرابة 40 كمامة لكل أمريكي.
لكن، للأسف الشديد، إلى جانب فيروس كورونا المستجد، هناك نوع من فيروس سياسي ينتشر في الولايات المتحدة أيضا، وهو لا يفوت أي فرصة لتوجيه اللوم على الصين وإساءة سمعتها. قام بعض الساسة بتلفيق ما يكفيه من الأكاذيب وحياكة ما يكفيه من المؤامرات بغض النظر عن أبسط الحقائق. وتم جمع هذه الأكاذيب في قائمة ونشرها على الإنترنت، وستضاف أكاذيب جديدة إليها فيما بعد. كلما طالت هذه القائمة، كلما قلّ المستوى الأخلاقي لناشري الشائعات، وكثرت بقعُهم السوداء في التاريخ.
أود أن أنادي هنا: لا تضيع وقتا ثمينا، ولا تصرف نظرة عن الأرواح الحية. إن الأولوية القصوى بالنسبة للصين والولايات المتحدة في الوقت الراهن هي: أولا، تقاسم خبرات مكافحة الوباء و تبادل الاستفادة منها، بما يوفر دعما في معركتهما ضد الوباء؛ ثانيا، تلبية تطلعات المجتمع الدولي للمشاركة والدفع بالتعاون المتعدد الأطراف لمكافحة الوباء ولعب دور فعال في معركة العالم ضد الوباء؛ ثالثا، الاستعداد للمعركة الطويلة ضد الوباء والحفاظ على الأعمال الوقائية الروتينية، وسرعة إجراء التنسيق والتواصل بشأن السياسات الكلية حول كيفية تخفيف تداعيات الوباء على اقتصاد البلدين والاقتصاد العالمي.
فيما يخص العلاقات الصينية الأمريكية ومستقبلها، يرى الجانب الصيني دوما أن البلدين كأكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في العالم، يتحملان المسؤولية الكبرى عن السلام والتنمية في العالم، يجب عليهما التعامل مع العلاقات الثنائية بشكل جدي وملائم وبموقف مسؤول تجاه البشرية والتاريخ والشعب. إن الصين والولايات المتحدة تربحان بالتعاون وتخسران بالتصادم. ويعد ذلك أفضل ما استخلصناه من كافة الخبرات والدروس على مدى عشرات السنين، وتستحق للجانبين حفظها في صميم القلوب.
تختلف الصين والولايات المتحدة في النظام الاجتماعي، غير أن ذلك ناتج عن الخيارات للشعبين، فيجب على الجانبين تبادل احترام نظام الجانب الآخر. بالفعل، هناك خلافات كثيرة بين الصين والولايات المتحدة، غير أنها لا تستبعد التعاون بينهما. إن التحديات التي تواجه عالم اليوم يتطلب جميعها تقريبا التنسيق بين الصين والولايات المتحدة.
ظلت الصين تحرص على العمل مع الولايات المتحدة على إقامة العلاقات الصينية الأمريكية القائمة على التنسيق والتعاون والاستقرار بروح عدم المجابهة وعدم التصادم والاحترام المتبادل والتعاون والكسب المشترك. في الوقت نفسه، يجب علينا صيانة سيادة الصين وسلامة أراضيها والحفاظ على حقوقها التنموية المشروعة وصيانة مكانة الشعب الصيني وكرامته المحققة من خلال المحن. لا تنوي الصين تغيير الولايات المتحدة، ناهيك عن استبدالها. في المقابل، من المستحيل للولايات المتحدة تغيير الصين حسب مخططاتها، ناهيك عن عرقلة المسيرة التاريخية للشعب الصيني البالغ عدده 1.4 مليار نسمة نحو التحديث.
إن ما يثير حذرنا هو أن بعض القوى السياسية الأمريكية تختطف العلاقات الصينية الأمريكية، وتحاول جرها إلى ما يسمى بـ”حرب باردة جديدة”، إن هذه الخطوات الخطيرة يعاكس مسيرة التاريخ، لا تدمر نتائج التعاون المتحققة بين شعبي البلدين على مدى السنوات الطويلة فحسب، بل ستضر بتطور الولايات المتحدة في المستقبل، وتهدد الاستقرار والازدهار في العالم. يجب على أصحاب الرؤية البصيرة للبلدين الوقوف سدا منيعا في وجه ذلك.
خلاصة القول: من أجل المصالح الجوهرية والطويلة الأمد للشعبين ومستقبل البشرية ورفاهيتها، يجب على الجانبين بل ولا بد منهما إيجاد طريق نحو التعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بين الدول ذات النظم الاجتماعية المختلفة والخلفيات الثقافية المختلفة في هذا الكوكب الأرضي.
وكالة أنباء شينخوا: لا يرجع العالم إلى ما كان عليه جراء الوباء. كيف ينظر الجانب الصيني إلى العالم ما بعد الوباء ومستقبل العولمة؟
وانغ يي: لا يرجع العالم إلى ما كان عليه بطبيعة الحال، لأن التاريخ يتقدم إلى الأمام. استعراضا لمسيرة العالم، تتقدم وتتطور البشرية في معاركها ضد كوارث وأزمات خطيرة واحدة تلو أخرى. يرى الجانب الصيني أنه طالما التزمت جميع الدول بالخيار الصائب والاتجاه الصحيح، سيقبل عالمنا على مستقبل أفضل بعد هزيمة الوباء بكل التأكيد.
أولا، تحتاج العولمة إلى تطور أكثر شمولا ونفعا للجميع. تعد العولمة ضرورة لا بد منها لدفع تطور العالم وتيارا قويا لدفع تقدم البشرية. تشبه العولمة الاقتصادية ببحر يتسع جميع الأنهار، ولن يتقلص إلى بحيرات معزولة. إن رفض العولمة والعودة إلى الحمائية لن يكتب لها النجاح بكل التأكيد.
في الوقت الذي نتمسك فيه بالتوزيع الفاعل للموارد في العالم وضمان النسبة الأفضل بين التكلفة والعائدات، يجب علينا إيلاء الاهتمام الأكبر بتخفيف العيوب الناجمة عن العولمة، التي تتمثل في اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء وخلل التنمية بين المناطق. لا يمكن حل المشاكل الناجمة عن العولمة إلا في عملية العولمة، وذلك يتطلب جهودنا في الإشراف على العولمة. قدم الرئيس شي جينبينغ في كلمته في منتدى دافوس عام 2017 عرضا شاملا حول رؤية الصين في العولمة الاقتصادية، وأكد على ضرورة دفع العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وتنافعا وتوازنا وكسبا للجميع. عندما نستعرض هذه الكلمة اليوم، ازداد وعينا بعمق فحواها وعظمة قوتها.
ثانيا، يجب صيانة وتطوير التعددية بعزيمة أكثر ثباتا. أثبت ما حدث في هذا الوباء على أنه لا يمكن لأي دولة أن تبقى آمنة بنفسها مهما كانت قوتها. مَن يتفرج مكتوف الأيدي سيعُرّض نفسَه للخطر، ومَن يرمي الحجر على الساقطين في البئر سيَفقد مصداقيته في نهاية المطاف. إن الإعجاب بالنفس والتنصل من المسؤولية لا يساعد على حل المشاكل، بل وسيمس بالحقوق والمصالح المشروعة للدول الأخرى. في وجه التحديات العالمية التي تزداد كثافتها، لا يمكن للمجتمع الدولي حشد القوى وتذليل الصعوبات المرحلية إلا من خلال الالتزام بالتعددية والتضامن والتآزر.
ثالثا، تحتاج الحوكمة العالمية إلى الإصلاح والاستكمال بشكل أكثر دقة. كشف هذا الوباء عن عيوب منظومة الصحة العامة لدول العالم وهشاشة سلسلة الصناعة والإمداد العالمية وأوجه القصور لقدرة الحوكمة العالمية ومنظومتها. يعد إصلاح واستكمال الحوكمة العالمية أولوية قصوى للمجتمع الدولي. عليه، يجب علينا توظيف الدور المحوري للأمم المتحدة وتثبيت المسؤولية المطلوبة لمنظمة الصحة العالمية وكافة الجهات المتخصصة، وتعزيز تنسيق السياسات الكلية وبناء قدرة الحوكمة لكافة الدول بشكل أكثر استهدافا، والالتزام بالقانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية بعزيمة أكثر ثباتا.
لا يرجع العالم إلى ما كان عليه، ولن تتوقف الصين عن خطواتها إلى الأمام. في هذه المعركة، صمد نظام الصين الاجتماعي وقدرتها للحوكمة أمام اختبارات شاملة، وتتجلى قدرتها الوطنية الشاملة، وتتضح دورها المطلوب كدولة كبيرة ومسؤولة. بعد الوباء، سيصبح الاقتصاد الصيني أكثر صلابة وقوة وسيصبح أبناء الأمة الصينية أكثر وحدة، وسيسلك الشعب الصيني على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بموقف أكثر ثباتا، وستصبح عملية تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية أكثر حتمية.
روسيا اليوم: كيف تقيمون العلاقات الصينية الروسية منذ حدوث الوباء؟ هل تتفقون مع رؤية البعض مفادها بأن الصين وروسيا ستتحديان سويا مكانة أمريكا الرائدة؟
وانغ يي: يتابع الجانب الصيني بكل اهتمام تطورات الوباء في روسيا، وقد قدم وسيقدم لها كل دعم ممكن في مكافحة الوباء. أثق بأنه تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، سينتصر الشعب الروسي المثابر على الوباء بكل التأكيد، كما أن الأمة الروسية العظيمة ستخرج من الوباء بحيوية جديدة بكل التأكيد.
منذ حدوث الوباء، أجرى الرئيس شي جينبينغ مكالمات هاتفية لأكثر من مرة مع الرئيس بوتين، ويبقى معه على تواصل رفيع المستوى أوثق من تواصله مع بقية قادة الدول الكبرى. إن روسيا أول دولة أرسلت وفد الخبراء المتخصصين بمكافحة الوباء إلى الصين، وقدمت الصين أكبر كمية من المواد الوقائية إلى روسيا. ازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين في ظل الظروف الصعبة، وتتصدر روسيا الشركاء التجاريين الرئيسيين للصين من حيث سرعة نمو الواردات الصينية منها. في وجه الهجوم والتشويه غير المبرر الذي قامت به قلة قليلة من البلدان، يدعم الجانبان ويدافع عن بعضهما البعض، باعتبارهما حصنا حصينا أمام “الفيروس السياسي”، الأمر الذي يجسد التعاون والشراكة الاستراتيجية الرفيعة المستوى بين الصين وروسيا.
ليس لدي أدنى شك أن تجربة التعاون الصيني الروسي في مكافحة الوباء ستحول إلى قوة دافعة لرفع مستوى العلاقات الثنائية ما بعد الوباء. يحرص الجانب الصيني على العمل يدا بيد مع الجانب الروسي على تحويل أزمة إلى فرصة، وترسيخ التعاون في مجال الطاقة وغيره من المجالات التقليدية، وحسن إقامة فعاليات في إطار “العام الصيني الروسي للتعاون في العلوم والتكنولوجيا والابتكار”، وتوسيع المجالات الناشئة مثل التجارة الإلكترونية والطب الحيوي والاقتصاد السحابي بخطوات متسارعة، بما يخلق نقاطا جديدة لانتعاش اقتصاد البلدين بعد الوباء. يحرص الجانب الصيني على تعزيز التنسيق الاستراتيجي مع الجانب الروسي، وانتهاز فرصة إحياء الذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة للحفاظ على ثمار انتصار الحرب العالمية الثانية والدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية بكل حزم وعزم، مع رفض قاطع للأحادية والتنمر بكافة أشكالها، ومواصلة تعزيز التنسيق والتعاون في الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس ومجموعة العشرين وغيرها من الآليات الدولية، بما يستقبل جولة جديدة من التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة.
أنا على يقين بأنه طالما تضامنت وتعاونت الصين وروسيا كتفا بكتف، سيتوفر ضمان راسخ وفعال للسلم والاستقرار والعدالة والإنصاف في العالم.
تشاينا ديلي: قدمت الصين دعما ومساعدة لدول عديدة في مكافحة الوباء، غير أن ذلك أثار بعض الشكوك. فما رأيكم في ذلك؟
وانغ يي: في الوقت الصعب بالنسبة للصين في مكافحة الوباء، تلقينا مساعدة ودعما من قبل المجتمع الدولي. سنحفظ ذلك في قلوبنا بخالص الشكر. عندما تعرضت الدول الأخرى لتداعيات الوباء، يشاطر الشعب الصيني معاناتها، ومد يد العود إليها بشكل شبه فوري.
من أجل تطبيق مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية الذي طرحه الرئيس شي جينبينغ، أطلقنا في الأشهر الأخيرة أكبر حملة إنسانية عاجلة في تاريخ الصين الجديدة في أنحاء العالم. لغاية اليوم، قدمنا المساعدات العاجلة إلى نحو 150 دولة و4 منظمات دولية، بغية حلحلة احتياجاتها الملحة؛ وعقدنا اجتماعات مرئية للخبراء في مجال الصحة مع أكثر من 170 دولة لتقاسم خبراتنا الناضجة والناجحة بدون أي تحفظ في مجال الفحص والعلاج والوقاية والسيطرة؛ كما أرسلنا 26 فرقة من الخبراء الطبيين إلى 24 دولة ذات الاحتياجات الملحة، للقيام بالتواصل والإرشاد معها وجها لوجه. إضافة إلى ذلك، بذلنا كل ما في وسعنا لإنتاج المواد والمعدات الطبية المحتاج إليها عالميا بشرط ضمان جودتها، وقمنا بتصدير 56.8 مليار كمامة و250 مليون ملبس واقي إلى العالم.
فعلنا ذلك لأن الأمة الصينية تحبذ رد الجميل، ونحرص على مقابلة إحسان شعوب العالم تجاه الشعب الصيني بإحساننا. وفي الوقت نفسه، إن الصين دولة تفعل الخير للآخرين، ولن نقف متفرجين عندما يواجه أصدقاءنا الصعوبات. عندما تعرضت إفريقيا لوباء إيبولا، كانت الصين، تختلف عن بعض الدول التي انسحبت من المنطقة الموبوءة، أرسلت فرقة طبية إلى إفريقيا وقدمت لها المواد المحتاج إليها بشكل أكثر إلحاحا في اللحظة الأولى، وخاضت في المعركة بجانب الإخوة الأفارقة حتى النهاية.
نعلم أن المساعدات الصينية لن تسد كافة احتياجات دول العالم، كما نعرف بعض القراءات السلبية التي افتعلتها بعض القوى السياسية بشأن نوايا الصين وراء هذه المساعدات. غير أننا نتعامل مع ذلك بشكل شفاف وبضمير مرتاح، لأن كل ما فعلناه لا يرتبط بأي هدف جيوسياسي وأي حساب اقتصادي وأي شرط سياسي.
ليس لدينا إلا هدف واحد فقط، ألا وهو إنقاذ الأرواح بقدر الإمكان، ونؤمن دوما بأن نجاح بلد ما في السيطرة على الوباء لا يعني نهايته في العالم، ولا يمكن الإعلان عن الانتصار الحقيقي إلا بعد هزيمته في كل دول العالم.
والآن، ما زال الوباء يتفشى في العالم، إن الصين عاجزة عن إنقاذ الجميع، ولكنها جاهزة لتقديم مساعدة في حينها، وهي ظلت شريكة مخلصة تساند أصدقائها في الشدائد. إننا على استعداد لمواصلة تقديم مساعدة بقدر إمكاننا إلى الدول التي تحتاج إليها، وتعميق التعاون الدولي في مكافحة الوباء، حتى تحقيق انتصار نهائي في هذه معركة البشرية ضد الوباء.
ويترز: قررت الصين التشريع بشأن الأمن القومي في هونغ كونغ، الأمر الذي قد يؤدي إلى الانتقام من الجانب الأمريكي. هل يقلق الجانب الصيني من تعرض مكانة هونغ كونغ كمركز مالي عالمي لأي ضرر؟
وانغ يي: أولا، تعد شؤون هونغ كونغ من الشؤون الداخلية الصينية، ولا تقبل بأي تدخل خارجي. يعد عدم التدخل في الشؤون الداخلية من القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، يجب على كافة الدول الالتزام به.
ثانيا، ظلت صيانة الأمن القومي من صلاحية الحكومة المركزية، وهذا الأمر معترف به في أي دولة. تفوض الحكومة المركزية منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بالتشريع وفقا للمادة الـ23 في القانون الأساسي للوفاء بمسؤوليتها الدستورية، غير أن ذلك لا يؤثر على جهود الحكومة المركزية لمواصلة إقامة النظام القانوني وآلية التنفيذ له لصيانة الأمن القومي وفقا للظروف والحاجات الواقعية. تتحمل الحكومة المركزية مسؤولية كبرى أولا وأخيرا عن الأمن القومي في جميع المناطق الإدارية المحلية التابعة لها، ويعد ذلك المفهوم والمبدأ الأساسي للسيادة الوطنية والممارسات المتبعة في جميع دول العالم.
ثالثا، منذ الحوادث الناجمة عن تعديل لوائح تسليم المجرمين في يونيو العام الماضي، تتزايد وتيرة أنشطة المنظمات الداعية لـ”استقلال هونغ كونغ” والقوى الانفصالية الراديكالية المحلية، وتتصاعد أعمال العنف والإرهاب باستمرار، وتتدخل القوى الخارجية في شؤون هونغ كونغ تدخلا سافرا وبشكل غير شرعي، الأمر الذي ألحق أضرارا خطيرة بالأمن القومي الصيني، وشكل تهديدا كبيرا على صيانة الازدهار والاستقرار وتطبيق مبدأ “دولة واحدة ذات نظامين” في هونغ كونغ. على هذه الخلفية، تكون إقامة واستكمال النظام القانوني وآلية التنفيذ له لصيانة الأمن القومي في هونغ كونغ ضرورة لا بد منها ولا تحتمل أي تأخير.
رابعا، يستهدف هذا القرار الصادر عن المجلس الوطني لنواب الشعب قلة قليلة من التصرفات التي تلحق أضرارا خطيرة بالأمن القومي، ولا يؤثر على الدرجة العالية من الحكم الذاتي في هونغ كونغ، ولا يؤثر على الحقوق والمصالح المشروعة للمستثمرين الأجانب فيها. يجب علينا تعزيز الثقة بمستقبل هونغ كونغ ولا داعي للقلق. بعد اعتماد القرار، ستبدأ عملية التشريع، بما سيوفر لهونغ كونغ منظومة قانونية أكثر استكمالا ونظاما اجتماعيا أكثر استقرارا وبيئة أكثر مواتية لسيادة القانون والتجارة، ويصون مكانة هونغ كونغ كمركز مالي وتجاري ومركز الملاحة البحرية بشكل أفضل. أثق بأن جميع الأصدقاء في مختلف الأوساط المتطلعين للأمن والأمان الدائمين في هونغ كونغ والسلامة والاستدامة لمبدأ “دولة واحدة ذات نظامين” سيفهمون ويدعمون هذه الخطوة.
PhoenixTV : هل يوافق الجانب الصيني على إجراء تحقيق دولي مستقل في مصدر الفيروس؟
وانغ يي: فيما يخص مصدر الفيروس، إن المسافة بين الجانب الصيني وبعض الساسة الأمريكيين هي مسافة بين الحقيقة والكذب، ومسافة بين العلم والتحيز.
إن التعرف على مصدر الفيروس مسألة علمية جدية ومعقدة، من المفترض أن يتم اكتشافه من خلال بحوث العلماء والخبراء الطبيين، ولكن بعض الشخصيات السياسية الأمريكية استعجلت في ربط الفيروس بدول معينة وتسييس التعرف على المصدر وإساءة سمعة الصين. وهم مبالغون في تقدير قدرتهم على الافتراء ومخطئون في تقدير حكمة الشعب. يجب أن يكون التاريخ سجلا بالحقائق بدلا من الأكاذيب. يجب علينا الالتزام بالضمير والعقلانية، بما يترك سجلا موضوعيا وحقيقيا حول هذا الوباء العالمي في ذاكرة البشرية الجماعية.
يتبنى الجانب الصيني موقفا منفتحا من إجراء التعاون بين علماء العالم في البحوث العلمية حول التعرف على مصدر الفيروس، ولا بد أن تكون هذه العملية مهنية ومنصفة وبناءة:
“مهنية” تقصد قيام العلماء والخبراء الطبيين بالاستقصاء والدراسة لجميع دول العالم، استنادا إلى العلوم وتحت إشراف منظمة الصحة العالمية، بغية زيادة المعارف العلمية لهذا الفيروس ومواجهة أمراض معدية خطيرة بصورة أفضل في المستقبل.
“منصفة” تقصد أنه في عملية التعرف على المصدر، يجب إزالة التشويش السياسي بكافة أشكاله، واحترام المساواة والسيادة لدول العالم، ورفض أي “افتراض الذنب”، وتغطية جميع الدول التي لها صلة وثيقة بالوباء، والالتزام بالانفتاح والشفافية والموضوعية والعقلانية.
“بناءة” تقصد أنه لا يجوز لأعمال التعرف على المصدر عرقلة إنقاذ الأرواح ذات الأولوية الأولى، ولا يجوز تخريب التعاون بين الدول في مكافحة الوباء، وإضعاف الدور المطلوب لمنظمة الصحة العالمية. بل ويجب عليها أن تساهم في تعزيز أداء الأنظمة الأممية لمهامها والتعاون الدولي، واستكمال منظومة الصحة العامة العالمية ورفع قدرتها للحوكمة.
إفي: هناك نوعان من الصوت تجاه الصين في أوروبا، وينظر البعض إلى الصين كمنافس شامل لأوروبا. ما تعليق الجانب الصيني على ذلك؟
وانغ يي: تبقى العلاقات الصينية الأوروبية صامدة أمام تغيرات الأوضاع الدولية، وتتمحور على التعاون بشكل عام، وتشهد حيوية قوية. إن أهم الخبرات التي استخلصها الجانبان في هذه المسيرة هو أننا قادرين على تعزيز الثقة عبر الحوار المتساوي، وعلى تسوية الخلافات عبر التواصل البناء. ليس هناك تضارب في المصالح الجذرية بين الصين وأوروبا، وذلك يساهم في إفساح مجال لنا لإجراء التعاون المتبادل المنفعة وزيادة التوافق لدعم التعددية. إذا أخذنا النظرة الواسعة النطاق إلى عملية تقدم البشرية، فسنجد أن الصين وأوروبا ليستا خصمين متنافسين، بل وهما شريكان استراتيجيان في كافة الأبعاد. ويجب أن يكون التواصل بين الصين وأوروبا في حلقة إيجابية ومثمرة للجانبين، بدلا من مباراة التصفية بين الغالب والمغلوب.
كما قال مثل أوروبي، إن الأصدقاء الحقيقيين لا يتخلون عن بعضهم البعض. بعد حدوث الوباء، تبادلت الصين وأوروبا دعما ثابتا لجهود الجانب الآخر لمكافحة الوباء، وشهدتا كثيرا من الأحداث الودية المثيرة. في وجه هذه الأزمة غير المسبوقة، يجب على الصين وأوروبا تجاوز الاختلافات الأيديولوجية وتبديد الشكوك في تحقيق الذات، وإطلاق صوت موحد داعي إلى التضامن والتعاون في مكافحة الوباء.
ألقى الوباء بظلاله على الأجندة الدبلوماسية الهامة المحددة بين الصين وأوروبا في هذا العام. يبقى الجانبان على التواصل الوثيق حول سرعة عقد الدورة الـ22 للقمة الصينية الأوروبية وغيرها من التبادلات الرفيعة المستوى، ويعمل الجانبان على إتمام المفاوضات بشأن الاتفاق الصيني الأوروبي للاستثمار في غضون السنة الجارية، وتوسيع التعاون المتبادل المنفعة في مجالات التواصل والترابط وحماية البيئة الإيكولوجية والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وغيرها، وانتهاز فرصة الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين للدفع بهذه العلاقات على نحو أكثر استقرارا ونضوجا، ورفع جودتها ومستواها. أثق بأن علاقات الشراكة الصينية الأوروبية القائمة على السلام والتنمية والإصلاح والحضارة ستصمد أمام اختبار الوباء وترتفع إلى مستوى أعلى.
غلوبال تايمز: كيف تتعامل الصين مع الدعاوى الأمريكية التي تطالب الصين بالتعويض عن الضرر جراء الوباء؟
وانغ يي: إن ما يسمى بـ”الدعاوى الكيدية” جاء كـ”منتج رديء” بلا أساس واقعي ولا مرجعية قانونية ولا سابقة دولية.
إن الصين متضررة أيضا على غرار الدول الأخرى في هذا الوباء المفاجئ. في وجه فيروس جديد ومجهول، تبنت الصين درجة عالية من المسؤولية إزاء سلامة وصحة الشعب وقضية الصحة العامة العالمية، ونشرت معلومات الوباء في اللحظة الأولى، أفادت منظمة الصحة العالمية والدول والمناطق المعنية بها في اللحظة الأولى، وحددت وتقاسمت التسلسل الجيني للفيروس مع كافة الأطراف في اللحظة الأولى، وأعلنت برامج الفحص والعلاج والوقاية والسيطرة للعالم في اللحظة الأولى، ومدت يد العون إلى الدول الموبوءة الأخرى في اللحظة الأولى. في ظل الوضع الخطير لمواجهة الوباء، اتخذنا الإجراءات الحاسمة، ونجحنا في قطع سبل انتشار الفيروس ووقف تفشيه السريع بشكل فعال في أقصر وقت ممكن، ودفعنا ثمنا باهظا وتضحيات جسيمة من أجل ذلك. كانت التحركات الصينية لمكافحة الوباء وخطها الزمني والحقائق والبيانات المتعلقة بها واضحة ومشهودة أمام العالم، ستبقى صامدة أمام اختبار الزمن والتاريخ.
إن تلويح بما يسمى بـ”ملاحقة الصين ومطالبتها بالتعويض” للمتضررين وتزييف بما يسمى بـ”الأدلة” لأصحاب الدعاوى الكيدية، لأمر داس على القانون الدولي وخان ضمير الإنسان، ولا يتفق مع الحقيقة والمنطق والقانون. لم تعد الصين اليوم ما كانت عليه قبل 100 سنة، ولم يعد العالم ما كان عليه قبل 100 سنة أيضا، إذا حاول أصحاب حلم اليقظة المساس بسيادة الصين وكرامتها وابتزاز الشعب الصيني بمنجزاته المتحققة باجتهاده من خلال الدعاوى الكيدية، سيشينون أنفسهم في نهاية المطاف.
وكالة أنباء كيودو: كيف يرى الجانب الصيني تطور العلاقات بين الصين واليابان وجمهورية كوريا؟
وانغ يي: إن الصين واليابان وجمهورية كوريا دول الجيران الصديقة لا يفصلها إلا شريط من البحار. منذ حدوث الوباء، تضامنت وتساندت الدول الثلاث، وعقدت الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية واجتماع وزراء الصحة على التوالي، وتبقى على التنسيق الوثيق حول معلومات الوباء والإجراءات الوقائية وإدارة المعابر الحدودية، مما شكل قوة موحدة للوقاية والسيطرة تحد من انتشار الفيروس في المنطقة بشكل فعال. كان شعوب الدول الثلاث تتساند وتتآزر، مما سجل صفحة جديدة في عصرنا، وجسد شعار “رغم أننا نعيش في مناطق مختلفة، غير أن القمر والسماء توحدنا” و”نتحد بنفس الإنسانية وننسى جنسيتنا”. يمكن القول إن التعاون بين الصين واليابان وجمهورية كوريا في مكافحة الوباء وضع نموذجا يحتذى به في العالم، وعزز ثقة المجتمع الدولي بهزيمة الوباء.
في المرحلة القادمة، في الوقت الذي نواصل فيه الإجراءات الصارمة للوقاية والسيطرة، يجب علينا بذل جهود مشتركة لسرعة استئناف التنمية الاقتصادية. يشكل حجم الناتج المحلي الإجمالي للصين واليابان وجمهورية كوريا بصفتها الاقتصادات الرئيسية في العالم أكثر من خمس الإجمالي العالمي. فإن نجاح الدول الثلاث في السيطرة على الوباء واستئناف العمل والإنتاج قبل الآخرين سيدفع بقوة انتعاش الاقتصاد الإقليمي، ويلعب دورا مهما في صيانة استقرار الاقتصاد العالمي.
أولا، يجب تجنب عودة الوباء من الجديد والحفاظ على النتائج المحققة في مكافحة الوباء. في ظل استمرار تفشي الوباء، يجب علينا مواصلة تقاسم المعلومات والخبرات واستكمال الآلية التفاعلية للوقاية والسيطرة. ويجب علينا تعزيز التعاون في تطوير الأدوية واللقاحات، وإقامة آلية الاتصال الإقليمية لمواجهة الطوارئ وإنشاء مراكز الاحتياطيات للمستلزمات الطبية، والتوظيف الكامل لدور الانترنت والبيانات الضخمة وغيرهما من التكنولوجيا المعلوماتية، ومواصلة رفع مستوى الحوكمة وقدرة استجابة الطوارئ في مجال الصحة العامة.
ثانيا، يجب دفع التعاون في استئناف العمل والإنتاج وضمان استقرار سلاسل الصناعة والإمداد. على أساس الإجراءات الفعالة للوقاية والسيطرة، تحرص الصين على فتح “ممرات سريعة” مع جمهورية كوريا والدول الأخرى لتسهيل التبادل بين الأفراد و”ممرات خضراء” لتسهيل تداول السلع، وتسريع وتيرة استئناف التعاون العملي وتفعيل الحلقات الاقتصادية المحلية والإقليمية إذا توفرت ظروف مواتية.
ثالثا، يجب أخذ “الفترة ما بعد الوباء” في اعتبار، والارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي الإقليمي. يجب التمسك بالتعددية والتجارة الحرة، وتخفيض وإعفاء التعريفة الجمركية وإزالة الحواجز وتبادل فتح الأسواق. ويجب تعزيز التعاون في مجالات الصحة والطب والتصنيع الذكي والجيل الخامس من الاتصالات، بما يخلق نقاطا جديدة للنمو. ويجب دفع عجلة المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة بين الصين واليابان وجمهورية كوريا، سعيا إلى توقيع الاتفاقية الإقليمية للشراكة الاقتصادية الشاملة قبل نهاية هذا العام، بما يعمق الاندماج الاقتصادي. ويجب توظيف دور مختلف الآليات الإقليمية المتعددة الأطراف لدرء المخاطر المالية وتعزيز صلابة الاقتصاد.
خلاصة القول، يحرص الجانب الصيني على تعزيز التعاون مع كافة الدول بما فيه اليابان وجمهورية كوريا لهزيمة الوباء بشكل كامل وفي يوم مبكر والنهوض بالحيوية الاقتصادية في شرقي آسيا، بما يساهم بمزيد من الحكمة والقوة الشرقية في تعزيز التنمية الإقليمية والعالمية.
تشاينا ميديا غروب: كيف تتكيف الدبلوماسية الصينية مع الوضع المعتاد لأعمال الوقاية والسيطرة؟ ما هي أولوية الدبلوماسية الصينية في العام الجاري؟
وانغ يي: إن الوباء ضغط “زرّ الإيقاف المؤقت” للتواصل بين الدول، غير أن الدبلوماسية الصينية لم تقف خطواتها بل وتمضي قدما إلى الأمام رغم الصعوبات، وتحولت إلى نمط “الدبلوماسية السحابية” عبر قنوات المكالمات الهاتفية والرسائل والاجتماعات الافتراضية.
منذ حدوث الوباء، بذل الرئيس شي جينبيغ جهودا شخصية لقيادة دبلوماسية مكافحة الوباء ودفع التعاون الدولي كزعيم مسؤول. لغاية الآن، قد أجرى الرئيس شي جينبينغ مكالمات هاتفية أو عقد لقاءات مع قرابة 50 قيادة الدول الأجنبية ومسؤول المنظمات الدولية، وحضر القمة الاستثنائية لمجموعة الـ20 لمواجهة الوباء وألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية لجمعية الصحة العالمية، حيث أوضح للعالم الموقف الصيني الواضح لدعم التعاون في مكافحة الوباء. أجرى رئيس مجلس الدولة لي كتشيانغ مكالمات هاتفية مع عديد من قادة الدول وحضر الاجتماع الاستثنائي لقادة آسيان زايد الصين وجمهورية كوريا واليابان (3+10) بشأن مكافحة الوباء. أجريتُ شخصيا أكثر من 100 مكالمة هاتفية مع وزراء الخارجية لبعض الدول، كما أقمنا اجتماعات افتراضية لوزراء الخارجية بين الصين ودول آسيان، وبين الصين ودول حوض نهر لانتسانغ-ميكونغ، وبين الصين واليابان وجمهورية كوريا، وبين دول بريكس، وبين دول منظمة شانغهاي للتعاون.
إن عام 2020 عام غير عادي للغاية في مسيرة النهضة العظيمة للأمة الصينية، ستحشد الدبلوماسية الصينية قوتها لتنطلق من جديد في ظل الوضع المعتاد للوقاية والسيطرة على الوباء، عملا على خلق نقاط بارزة جديدة، وتركيزا على المهام الخمس التالية:
أولا، بذل قصارى الجهد لخدمة التنمية المحلية. سنأخذ في عين اعتبارنا كلا الأوضاع الوطنية والدولية، والتوظيف الكامل للموارد الدبلوماسية بكافة أنواعها لخدمة الاستراتيجيات التنموية الهامة لبلادنا. وخاصة أنه قبل دخول “العصر ما بعد الوباء”، سنحافظ على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية ونزيد تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، تصديا للضغوط النزولية للاقتصاد العالمي.
ثانيا، صيانة المصلحة الوطنية بكل حزم. سندافع عن سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية بعزيمة أكثر ثباتا وخطوة أكثر قوة، وكبح جماح مؤامرات القوى الخارجية للتدخل في شؤوننا الداخلية.
ثالثا، مواصلة تعميق علاقات الشراكة، الدفع بتطور العلاقات مع الدول الكبرى على الأساس المستقر، وتعميق تمازج المصالح مع الدول المجاورة، وترسيخ التضامن والصداقة مع الدول النامية.
رابعا، الدفاع الثابت عن تعددية الأطراف. لا سيما تعزيز حوكمة الصحة العامة العالمية، ودعم الدور المطلوب لمنظمة الصحة العالمية في التعاون الدولي لمكافحة الوباء، والدفع بإقامة مجتمع الصحة المشتركة للبشرية.
خامسا، توسيع التعاون الدولي بخطوات حثيثة. العمل على إقامة الآلية التفاعلية للوقاية والسيطرة مع مزيد من الدول، لتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الوباء، والدفع بالتعاون الصحي في إطار “الحزام والطريق”، وبناء “طريق الحرير الصحي”، بما يقدم مساهمة في تقوية خط الدفاع العالمي ضد الوباء.
وكالة أنباء الشرق الأوسط: كيف يساعد الجانب الصيني الدول الإفريقية على مكافحة الوباء؟
وانغ يي: إن الشعب الصيني والشعوب الإفريقية إخوة يشاركون في مستقبل مشترك، وكانوا يقاتلون كتفا بكتف في نضال التحرر الوطني، ويتقدمون في طريق التنمية المشتركة، ويتقاسمون السراء والضراء في مكافحة وباء الإيبولا قبل سنوات. إنني أتفق تماما مع ما قاله رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي: “إن الصين والدول الإفريقية ليست صديقين فحسب، بل رفيقان في خندق واحد، لا شيء يقدر على تغيير وتخريب علاقات الصداقة الصينية الإفريقية”.
في وجه وباء فيروس كورونا، تواصل الصين والدول الإفريقية التعاون والتضامن بروح التآزر. أعرب قادة أكثر من 50 دولة إفريقية عن مواساتهم وتضامنهم للصين من خلال الاتصالات الهاتفية أو إصدار البيانات. وأرسلت الصين فرقا من الخبراء الطبيين إلى 5 مناطق شبه إقليمية والدول المجاورة لها في القارة الإفريقية. وبذلت الفرق الطبية الصينية المتواجدة في 45 دولة إفريقية جهودا حثيثة لتقديم الخدمات الطبية للمدنيين المحليين، ونظمت ما يقرب من 400 دورة تدريبية حول سبل مكافحة الوباء، وقدمت إرشادات لعشرات آلاف كادر طبي وتمريضي محلي لغاية اليوم. كما نعمل على ضمان سلامة الجاليات الإفريقية في الصين كأفراد أسرتنا. لم يُصب سوى واحد من أكثر من 3 آلاف طالب إفريقي وافد في مقاطعة هوبي ومدينة ووهان بفيروس كورونا، وسرعان ما شُفي المصاب.
يصادف هذا العام الذكرى الـ20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني الإفريقي. صمدت العلاقات الصينية الإفريقية أمام اختبارات وتتجدد مع مرور الزمن. سنواصل مساعدة الدول الإفريقية على مكافحة الوباء وإعطاء الأولوية لها وغيرها من الدول النامية بقدر الإمكان أثناء توزيع المواد الوقائية، مع التفكير في إرسال دفعة جديدة من فرق الخبراء الطبيين إليها. سنواصل تنفيذ حملة الصحة التي تم إطلاقها خلال قمة بجين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، وتسريع وتيرة بناء المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة، بما يرفع قدرة الدول الإفريقية في مجال الصحة العامة. إضافة إلى ذلك، سنواصل العمل على مساعدة الدول الإفريقية على تعزيز قدرتها على التنمية الذاتية، وحسن التعامل مع مشاريع التعاون الكبرى بين الصين والدول الإفريقية في المرحلة الحالية، ودعم الدول الإفريقية الموبوءة لاستئناف العمل والإنتاج في أسرع وقت ممكن، بما يحافظ على زخم التنمية الاقتصادية في إفريقيا. سنعمل على تنفيذ مبادرة مجموعة العشرين بشأن تعليق مدفوعات خدمة الديون للدول الأشد فقرا، بما يخفف عبء الديون على الدول الإفريقية. وسنفكر في تقديم مزيد من الدعم عبر القنوات الثنائية للدول الإفريقية التي تعيش ظروفا صعبة للغاية، بما يساعد الإخوة والأخوات الأفارقة على تجاوز هذه الصعوبات.
“التضامن بين الأشقاء يقطع الحديد”. نثق بأنه تحت الجهود المشتركة للصين والدول الإفريقية والمجتمع الدولي، ستحقق القارة الإفريقية الشابة نموا أفضل وأسرع بكل التأكيد بعد هزيمة الوباء.
تشاينا ميديا غروب: ما هو دور الدبلوماسية الصينية في سبيل تحقيق أهداف القضاء على الفقر وبناء المجتمع الرغيد على نحو شامل؟
وانغ يي: يمثل بناء المجتمع الرغيد على نحو شامل هدفنا المئوي، ويمثل القضاء على الفقر حلمنا منذ آلاف السنين. تعتبر هاتان المهمتان التاريخيتان هدفا تكافح بلادنا بكافة طاقتها من أجل تحقيقه في عام 2020، وذلك يعد المسؤولية والواجب على عاتق جميع الرفاق في الجبهة الدبلوماسية.
يعتمد إكمال هاتين المهمتين على أنفسنا، ويحتاج أيضا إلى بيئة دولية طيبة. إن أكبر التحديات الخارجية في الوقت الراهن، هو الوباء الذي لا يزال يتفشى في أنحاء العالم، مما شكل تحديا خارجيا معقدا للغالة لتنمية بلادنا. لا بد من الدبلوماسية الصينية التي تخدم التنمية، التكيف مع الظروف الجديدة وحل القضايا الجديدة، والاستعانة بالسبل المبتكرة، ويجب تقليل تداعيات الوباء على سلامة أرواح الشعب والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بأقصى درجة ممكنة، وخلق فرص جديدة للتنمية في عملية مكافحة الوباء مع العالم جنبا إلى جنب. ويجب مواصلة منع دخول الوباء من الخارج بتوازي مع تهيئة ظروف مواتية بخطوات تدريجية لاستئناف التواصل الطبيعي بين دول العام. ويجب اتخاذ الإجراءات القوية لتعزيز التعاون المتبادل المنفعة بين دول العالم، بما يقدم مساهمة جديدة في التنمية والازدهار المشتركين في الصين والعالم.
تتحمل وزارة الخارجية المهمة المفصلة من أجل بناء المجتمع الرغيد على نحو شامل والقضاء على الفقر. على مدى الـ28 سنة الماضية، تلتزم وزارة الخارجية بأعمال مساعدة الفقراء في محافظتي جينبينغ وماليبو بمقاطعة يونان، اللتين تخلصتا من “الفقر المدقع” قبل فترة وجيزة. سنواصل كالمعتاد أداء مسؤولياتنا لمساعدة الفقراء وتوطيد ثمار التخلص من الفقر، في الوقت نفسه، سنواصل حكاية القصص الصينية عن مساعدة الفقراء وتعزيز التواصل والتعاون الدوليين في مكافحة الفقر، بما يكسب مزيدا من الفهم والدعم الدوليين لمعركة الصين ضد الفقر، ويقدم المساهمة الصينية في تحقيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة.
سي إن إن: تشتد حدة المشادات الكلامية بين الصين والولايات المتحدة، هل ستصبح “دبلوماسية محارب الذئب” مقاربة دبلوماسية صينية في المستقبل؟
وانغ يي: أحترم حقك في طرح سؤال، غير أنني أشكك في طريقة طرحه. لا بد التمييز بين الحق والباطل، بدون ذلك، يصعب على شخص كسب ثقة الآخرين، ويصعب على دولة وجد مكانها في العالم.
توجد تأويلات وتعليقات مختلفة على الدبلوماسية الصينية. أنا كوزير الخارجية، أود أن أقول لك بشكل رسمي ومسؤول إن الصين ظلت تنتهج السياسة الخارجية السلمية المستقلة. مهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية، سنرفع عاليا راية السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك، ونلتزم بمقاصد صيانة السلام العالمي ودفع التنمية المشتركة، ونجري التعاون الودي مع كافة الدول، ونلتزم بتقديم مساهمات جديدة وأكبر للبشرية.
تقوم السياسة الخارجية الصينية على أساس تقاليد الحضارة المجيدة الممتدة لـ5000 سنة. ظلت الصين تُعتبر بلدا معتدلا . إن الشعب الصيني يحب السلام ويعتز بالوئام ويتعامل مع الآخرين بالصدق والثقة. لم نبادر يوما بالتنمر على الآخرين. في الوقت نفسه، يلتزم الشعب الصيني بالمبادئ والثوابت. سنرد بقوة على كل افتراء متعمد للدفاع عن كرامة بلادنا وهيبة أمتنا، وسندحض كل تشويه لا أساس له بالحقائق للدفاع عن العدل والعدالة وضمير الإنسان.
تسعى الدبلوماسية الصينية في المستقبل إلى العمل مع كافة الدول على إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. بما أن جميع دول العالم تعيش في القرية الكونية، فيجب عليها التعايش السلمي والتعامل مع بعضها البعض على قدم المساواة والتشاور بين الجميع بدلا من الانفراد بالقرار. عليه، تدعو الصين دائما إلى ضرورة اتباع التعددية في العالم ودمقرطة العلاقات الدولية. تتماشى هذه الرؤية تماما مع اتجاه تقدم البشرية وتطلعات غالبية الدول. لن تسعى الصين مهما كان مدى تطورها، إلى الهيمنة في الساحة الدولية، بل وسنقف دائما إلى جانب المصالح المشتركة لدول العالم وإلى جانب تيار تقدم التاريخ كاتجاه صحيح. مَن الذي لصق علامة الهيمنة بالصين، يتشبث بالهيمنة بذاته.
يمر العالم اليوم بتغيرات غير مسبوقة منذ 100 سنة، وهو مشحون بالفوضى والاضطرابات المختلفة. في وجه التحديات العالمية المتزايدة، نأمل من جميع الدول الالتزام بمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وتبادل الدعم بدلا من توجيه التهم، وإجراء التعاون بدلا من المواجهة. لنبذل جهودا يدا بيد بالفعل لفتح مستقبل أجمل للعالم.
إذاعة الصين الدولية: كيف يقيم الجانب الصيني دور منظمة الصحة العالمية؟ وما هي اقتراحاته لإصلاح المنظمة؟
وانغ يي: إن منظمة الصحة العالمية مؤسسة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، وتلعب دورا محوريا في تنسيق شؤون الصحة العامة العالمية. تم انتخاب السيد تيدروس أدهانوم غيبريسوس مديرا عاما للمنظمة بأصوات عالية، وهو يحظى بالثقة التامة من المجتمع الدولي. خاصة أنه جاء من القارة الإفريقية، وذلك يعكس تصاعد مكانة الدول النامية في المنظمات الدولية باستمرار.
في جمعية الصحة العامية التي انعقدت مؤخرا، قيم الرئيس شي جينبينغ في كلمته في الجلسة الافتتاحية تقييما إيجابيا المساهمات المهمة لمنظمة الصحة العالمية في المعركة الدولية ضد الوباء، وأعرب الدول المشاركة عن دعمها الثابت للمنظمة أيضا. العدالة تبين نفسها، لن تتغير مكانة المنظمة في التاريخ والساحة الدولية بسبب موقف قلة قليلة من الدول. من حفر حُفرة وقع فيها.
منذ اندلاع الوباء، طرحت منظمة الصحة العالمية، بقيادة المدير العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس توصيات احترافية وعلمية في كل توقيت حاسم، ووفت بواجباتها المطلوبة بشكل ممتاز. قد أثبتت الحقائق على أن الدول التي تهتم وتلتزم بتوصيات المنظمة بشأن أعمال الوقاية، تمكنت من السيطرة على الوباء على نحو فعال، أما الدول التي تتجاهل وتبعد نفسها عن توصيات المنظمة، فدفعت ثمنا باهظا في هذا الخصوص.
أود أن أؤكد أيضا أن منظمة الصحة العالمية مؤسسة دولية تتكون من 194 دولة ذات السيادة، وهي لا تخدم بلدا معينا، ولن تخضع لإرادة مساهم أكبر. في وجه الوباء، إن أي نوع من التضييق والابتزاز ضد المنظمة لا يحمل الحد الأدنى من روح الإنسانية، وسيكون منبوذا من قبل المجتمع الدولي.
الإنسان أولا، وإنقاذ الأرواح له أولوية قصوى. إن دعم منظمة الصحة العالمية هو دعم إنقاذ الأرواح. ويمثل ذلك خيارا مطلوبا لأي بلد ذي ضمير.
فيما يخص مسألة إصلاح منظمة الصحة العالمية. في الحقيقة، تقوم المنظمة بمراجعة وتقييم أعمالها على نحو شامل بعد كل وباء خطير. ويجب تركيز اتجاه الإصلاح على مواصلة الالتزام بالتعددية بدلا من التخلي عنها، ودعم المنظمة بدلا من إضعافها. قد أكد القرار الصادر عن الدورة الـ73 لجمعية الصحة العالمية على ذلك بكل وضوح. في هذا السياق، نرى أنه بإمكانية تركيز الجهود على المجالات الثلاثة التالية: أولا، تبديد التشويش السياسي على صعيدي النظام والقواعد، واحترام التوصيات العلمية والمهنية، والتخلي عن تصرفات التسييس وإساءة سمعة الآخرين. ثانيا، تزويد منظمة الصحة العالمية بمزيد من الموارد ورفع قدرتها على مواجهة أزمات الصحة العامة العالمية. ثالثا، الالتزام بمفهوم مجتمع الصحة المشتركة للبشرية، وزيادة الدعم والاستثمار للدول النامية في مجال الصحة العامة.
وكالة كازينفورم: كيف يستأنف الجانب الصيني التعاون المتأثر بالوباء في إطار “الحزام والطريق”؟
وانغ يي: ترك الوباء بالفعل تأثيرات مؤقتة وجزئية على التعاون في إطار “الحزام والطريق”. إذا أخذنا نظرة عامة وبعيدة المدى، سنجد أن التعاون في بناء “الحزام والطريق” يتمتع بأساس أكثر متانة وقوة دافعة أكثر توفرا وأفق أرحب بعد تجاوز اختبار الوباء.
يقوم أساس “الحزام والطريق” على فوائده الملموسة لشعوب العالم. منذ انطلاق التعاون قبل 7 سنوات، وقعت الصين على وثائق التعاون بشأن “الحزام والطريق” مع 138 دولة، ونفذت أكثر من 2000 مشروع بشكل مشترك، وخلق فرص العمل لصالح عشرات الآلاف أشخاص. في فترة الوباء، لعب كثير من مشاريع البنية التحتية ومعيشة الشعب في إطار “الحزام والطريق” دورا مهما في مكافحة الوباء. على سبيل المثال، يبقى مشروع الطاقة في إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني مشغلا، مما وفر ثلث الإمدادات الكهربائية في باكستان. في ظل تعليق وتوقف الرحلات الجوية على نطاق واسع في هذه المنطقة، ازداد عدد قطارات الشحن وحجم الشحنات بين الصين وأوروبا بمعدل 24% و27% على أساس سنوي في الفترة ما بين شهري يناير وإبريل، و تم نقل قرابة 8000 طن من المواد الوقائية، الأمر الذي جعل هذه السكة الحديدية “شريان الحياة” في القارة الأوروآسيوية بكل معنى الكلمة.
تأتي ديناميكية “الحزام والطريق” من العزيمة الثابتة لكافة الدول في تحقيق التنمية المشتركة. منذ إطلاق التعاون قبل 7 سنوات، تجاوز الحجم الإجمالي لتجارة السلع بين الصين والدول المشاركة في “الحزام والطريق” 7.8 تريليون دولار أمريكي، وتجاوزت الاستثمارات الصينية المباشرة في الدول المشاركة 110 مليار دولار أمريكي. رغم تداعيات الوباء، ازداد حجم الاستثمار الصيني في الدول المشاركة بنسبة 11.7% في الفصل الأول وازداد الحجم التبادل التجاري بنسبة 3.2%. كما تتقدم المشاريع مثل السكك الحديدية بين الصين ولاوس والسكك الحديدية بين المجر وصربيا ومحطة توليد الكهرباء بالوقود المزدوج بكمبوديا ومنطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر إلى الأمام بخطوات متزنة، وبدأ عدد كبير من المشاريع المعلقة استئناف العمل والإنتاج في الفترة الأخيرة، سيقدم ذلك دعما قويا لدول العالم في هزيمة الوباء وإنعاش الاقتصاد.
يكمن أفق “الحزام والطريق” في إفساح مجالات جديدة للتعاون. بعد انتهاء الوباء، ستزداد رغبة الدول في تنمية الاقتصاد وضمان معيشة الشعب، وستزداد حاجتها إلى التعاون في مجال الصحة العامة بشكل كبير. سيعمل الجانب الصيني مع الدول المشاركة على دفع بناء “طريق الحرير الصحي”، وعقد الاجتماع الافتراضي الرفيع المستوى لـ”الحزام والطريق” في وقت مناسب، بما يحافظ على الصحة والسلامة لشعوب الدول بشكل أفضل. وسنركز الجهود على بناء “طريق الحرير الرقمي”، بما يخلق مزيدا من نقاط جديدة للنمو الاقتصادي في دول العالم، ويوفر قوة دافعة أكبر لانتعاش الاقتصاد العالمي.
خلاصة القول، تبقى ثقة الصين وعزيمتها على التشارك مع دول العالم في بناء “الحزام والطريق”، سنواصل الالتزام بمبدأ التشاور والتعاون والمنفعة للجميع، والتمسك بمفهوم الانفتاح والنظافة والنزاهة، والعمل على تحقيق التنمية المستدامة وخدمة الشعب وفق المعايير العالية، بما يجعل “الحزام والطريق” طريقا نحو التنمية والتعاون والصحة.
قناة شنتشن الفضائية: ما هو تخطيط الجانب الصيني لتطوير علاقاته مع آسيان؟
وانغ يي: عندما نستعرض تاريخ العلاقات بين الصين وآسيان، نجد أن العلاقات والتعاون بين الجانبين أصبحت أكثر متانة وقوة بعد الخروج من كل أزمة، سواء أكانت الأزمة المالية الآسيوية أو الأزمة المالية الدولية. يدل ذلك بجلاء على الصداقة الخاصة والثقة المتبادلة العميقة بين الصين وآسيان. ما زلت أتذكر أنه بعد حدوث وباء سارس في عام 2003، كان أول اجتماع دولي متعدد الأطراف هو الاجتماع بين الصين وآسيان، وكرر نفس المشهد هذه المرة بعد حدوث وباء فيروس كورونا، في الاجتماع الاستثنائي بين وزراء الخارجية للصين ودول آسيان بشأن مكافحة الوباء الذي انعقد في يوم 20 فبراير، كان وزراء الخارجية يقفون يدا بيد وكتفا بكتف، ويهتفون بشعار “شد حيلك يا ووهان! شد حيلك يا الصين! شد حيلك يا آسيان!”، ما زال هذا المشهد يؤثر ويشجع الشعب الصيني وشعوب دول آسيان حتى اليوم.
بفضل الجهود المشتركة للجانبين، يتعزز التعاون بين الصين وآسيان في ظل الضغوط الضخمة الناجمة عن الوباء. في الربع الأول من العام الجاري، ارتفع حجم تجارة السلع بين الجانبين بنسبة 6.1% ليتجاوز 140 مليار دولار أمريكي، وأصبحت آسيان أكبر شريك تجاري للصين لأول مرة، وذلك يرمز تبادل الإدلاء بـ”صوت الثقة” بأفق التنمية للجانب الآخر في ظل التحديات المشتركة. كما قال بعض وزراء خارجية دول آسيان، إن ما لا يسقطنا يجعلنا أقوى، ستزداد قوتنا بعد تجاوز الصعوبات.
سيظهر قوس قزح بعد العواصف حتما. ستظل الصين تعطي الأولية لآسيان في دبلوماسيتها مع الدول المحيطة بها، وتدعم الدور المحوري لآسيان في التعاون الإقليمي لمنطقة شرقي آسيا، وتعمل مع دول آسيان بالالتزام بروح “تبادل الثقة والفهم والمنفعة والدعم” على تعزيز العلاقات بين الجانبين من حسن إلى أحسن. سنسرع وتيرة التعاون في استئناف العمل والإنتاج تعويضا عن الخسائر الناتجة عن الوباء. وسنعزز المواءمة بين مبادرة “الحزام والطريق” وخطط آسيان للتنمية، وسنوسع التعاون في المجالات الناشئة مثل المدن الذكية والذكاء الاصطناعي والتجارة الالكترونية. سنحافظ على النظام التجاري متعدد الأطراف، ونعمل على توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة في العام الجاري، بما يرتقي بمستوى التكامل الاقتصادي. سندفع إقامة آلية الاتصال الاقليمية لاستجابة الطوارئ في الصحة العامة وإنشاء مركز الاحتياطيات للمواد الوقائية، بما يرفع مستوى التعاون في مجال الصحة العامة والقدرة على مواجهة الأزمات. سنعمل على حسن توظيف دور منحة الصين- آسيان الدراسية للنخبة وغيرها من المشاريع الرائدة، بما يعزز التواصل الشعبي. سنعزز التعاون في مجال الاقتصاد الأزرق وحماية البيئة الأيكولوجية، بما يدفع التنمية المستدامة ويخدم شعوب المنطقة.
سيصادف العام المقبل الذكرى الـ30 لإقامة علاقات الحوار بين الصين وآسيان، ويعد ذلك معلما مهما جديدا في تاريخ العلاقات بين الجانبين. نثق بأن هذه العلاقات ستصبح أكثر نضوجا وثقة بالنفس في عقدها الرابع، وسيخطو الجانبان بخطوات أكثر قوة واطرادا في مسيرة بناء مجتمع أوثق للمستقبل المشترك.
كالة يونهاب للأنباء: برأي الجانب الصيني، ما هو اتجاه منشود لتطور الوضع في شبه الجزيرة الكورية والحوار بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة؟
وانغ يي: إن الحفاظ على التنسيق والحوار بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة هو شرط مسبق مهم لحل الخلافات بين الجانبين والدفع بحل ملف شبه الجزيرة الكورية. كما قلت سابقا، إن الحوار أفضل من عدمه. يسعد الجانب الصيني أن يرى التفاعل المستمر بين زعيمي كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة، ويأمل منهما استئناف الحوار والاتصال المفيدين في يوم مبكر. وفي الوقت نفسه، إن تعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين وكسر الجمود في شبه الجزيرة الكورية يتطلب خطوات ملموسة، بعبارة أخرى، إن حل ملف شبه الجزيرة الكورية بشكل حقيقي يستلزم حوارا على الطاولة وخطوات ملموسة على الأرض.
لاحظنا أن كوريا الديمقراطية اتخذت إجراءات إيجابية عديدة لتخفيف حدة التوتر ونزع السلاح النووي في السنوات الأخيرة، لكن للأسف، لم تجد أي رد فعل جاد من الجانب الأمريكي، يعد ذلك سببا مهما لتعثر الحوار بين الجانبين. في الوقت الراهن، تتراكم العناصر غير المتأكدة في الملف النووي في شبه الجزيرة الكورية. قد طرحت الصين وروسيا بشكل مشترك مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن الحل السياسي لملف شبه الجزيرة الكورية، واقترحتا لعدة مرات إطلاق النقاش في مجلس الأمن الدولي حول البنود القابلة للرجعة في القرارات بشأن فرض العقوبات على كوريا الديمقراطية، وذلك من أجل مساعدة كوريا الديمقراطية على تخفيف صعوباتها الاقتصادية والمعيشية، وتهيئة ظروف مواتية لإيجاد حل سياسي لملف شبه الجزيرة الكورية. نأمل من كافة الأطراف بما فيه الجانب الأمريكي أخذ ذلك على محمل الجد، وعدم استنزاف نتائج الحوار التي لم تأت بسهولة. يبقى الملف النووي في شبه الجزيرة الكورية بدون حل على مدى حوالي 30 سنة، وقد اتضح المنهج لحله، ألا وهو الالتزام بفكرة “المسارين المتوازيين” المتمثلة في نزع السلاح النووي وإنشاء آلية السلام في آن واحد، ووضع خارطة الطريق للحل على مراحل وبخطوات متوازنة في أسرع وقت ممكن، حتى لا تضيع فرصة التسوية من أيدينا مجددا.
ذا بيبر: هل يقلق الجانب الصيني من مزيد من التداعيات السلبية التي ستتركها القضايا المتعلقة بتايوان على العلاقات الصينية الأمريكية؟
وانغ يي: إن أبناء شعب تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة هم أشقائنا، ظللنا نتابع تطورات الوباء في جزيرة تايوان، ونهتم بصحة شعب تايوان وأمنه. منذ حدوث الوباء، نقوم برعاية ومساعدة أبناء شعب تايوان المتواجدين في بر الصين الرئيسي وخارج البلاد بعيانة فائقة، سنواصل بذل قصارى الجهد لتلبية حاجات شعب تايوان في مجال مكافحة الوباء في المستقبل.
قد وضعت الحكومة الصينية ومنظمة الصحة العالمية ترتيبات مناسبة بشأن مشاركة منطقة تايوان الصينية في الشؤون الصحية العالمية على أساس مبدأ الصين الواحدة. تبقى القنوات مفتوحة بين تايوان ومنظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء لها لتقاسم معلومات الوباء وإجراء التعاون والتواصل بين الخبراء، لم تكن هناك عقبات تقنية وثغرات في أعمال مكافحة الوباء. تتغاضى سلطات تايوان عن رفاهية الشعب وترفض الاعتراف بـ”التوافق عام 1992″ الذي ينص على تبعية جانبي مضيق تايوان إلى صين واحدة، وهي التي أغلقت باب التشاور بين جانبي المضيق للتعامل مع الشؤون الخارجية.
إن قضية تايوان من الشؤون الداخلية الصينية. ويعد مبدأ الصين الواحدة توافقا سائدا في المجتمع الدولي وأساسا سياسيا للعلاقات الثنائية بين الصين وجميع الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية معها. نرفض قطعا التواصل الرسمي مع سلطات تايوان تحت ذريعة التعاون في مكافحة الوباء، ونرفض قطعا المساعي وراء ما يسمى بهامش التحرك لسلطات تايوان في الساحة الدولية بمخالفة مبدأ الصين الواحدة، ونرفض قطعا قيام القوى الخارجية بتشجيع وتحريض العناصر الداعية لـ”استقلال تايوان” على “تحقيق الاستقلال باستغلال الوباء”.
إن إعادة توحيد الصين تعد تيارا تاريخيا حتميا لا يقاوم من قبل أي شخص أو قوة. نحث الجانب الأمريكي على إدراك تام للحساسية العالية لقضية تايوان، والالتزام بمبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاث بين الصين والولايات المتحدة. ننصح الجانب الأمريكي بالتخلي عن أوهام غير واقعية ونبذ حساباته السياسية الداخلية، بل ونحذر الجانب الأمريكي من تحدي الخط الأحمر للصين وسوء تقدير العزيمة الثابتة لأبناء الشعب الصيني البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة على الدفاع عن وحدة البلاد.*
ستريتس تايمز السنغافورية: يرى البعض أن الصين تكثف تحركاتها في بحر الصين الجنوبي باستغلال الوباء، ما تعليقكم على ذلك؟ هل سيؤثر على المشاورات بشأن “قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي”؟
وانغ يي: إن الادعاءات حول توسيع الصين وجودها في بحر الصيني الجنوبي باستغلال الوباء مجرد افتراء لا أساس له من الصحة. في الآونة الأخيرة، تركز الصين جهودها على إجراء التعاون مع دول آسيان في مكافحة الوباء، حيث يتبادل الجانبان الدعم والمساعدة، مما عزز الثقة المتبادلة بينهما. تتحرك السفن والطائرات ذهابا وإيابا في بحر الصين الجنوبي وعلى متنها المستلزمات الطبية، مما جعل بحر الصين الجنوبي بحرا للتساند والتعاون بين الصين ودول آسيان في مكافحة الوباء. في المقابل، ترسل قلة قليلة من الدول خارج المنطقة طائراتها وسفنها الحربية إلى بحر الصين الجنوبي للتباهي بقوتها العسكرية، وتحاول مرارا وتكرارا زرع بذور الشقاق بين الصين ودول آسيان، ولا تدخر جهدا في تخريب الوضع المستقر الذي لم يأت بسهولة في بحر الصين الجنوبي. تكون وراء هذه التصرفات نوايا خبيثة مشينة.
في السنوات الأخيرة، وبفضل الجهود المشتركة المبذولة من قبل الصين ودول آسيان، يتجه الوضع في بحر الصين الجنوبي على نحو الاستقرار والتحسن باستمرار. أحرز التعاون بين الصين ودول آسيان تقدما إيجابيا كبيرا في مجالات أعمال البحث والإنقاذ على البحر وحماية البيئة البحرية والبحوث العلمية البحرية، كما تتقدم المشاورات بشأن “قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي” بخطوات سريعة ومنتظمة، وأطلقنا جولة ثانية من مراجعة مشروع القواعد. قد توصلت الصين ودول آسيان إلى توافق واضح حول إنجاز “القواعد” في يوم مبكر، وتكون ثقتنا وعزيمتنا على تحقيق هذا الهدف ثابتةً لن تتأثر بأي تشويش أو تخريب من الخارج. سيواصل الجانب الصيني تعزيز التعاون مع دول آسيان وسرعة استئناف المشاورات حول “القواعد” التي توقفت بسبب الوباء، وبحث سبل جديدة للتعاون على البحر، بما يصون السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في منطقة بحر الصين الجنوبي بشكل فعال.
تشاينا نيوز سيرفيس: هل يمكنكم التحدث عن جهود وزارة الخارجية والسفارات والقنصليات الصينية لمساعدة المواطنين الصينيين في الخارج على تجاوز الصعوبات؟
وانغ يي: منذ حدوث الوباء، ظل المواطنون الصينيون موضع الاهتمام في قلب بلادهم الأم. أكد الرئيس شي جينبينغ أكثر من مرة على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لحماية الأمن والصحة للمواطنين الصينيين في الخارج. تحركت وزارة الخارجية والسفارات والقنصليات الصينية بشكل عاجل من خلال تعبئة كافة طاقتها في العالم، وبذلت قصارى الجهد لنقل الرعاية والحب من الحزب والبلاد إلى كل مواطن صيني في الخارج، وأجرت حملة خاصة لا مثيل لها للحماية القنصلية في العالم.
قد اتصلنا بالمواطنين الصينيين الموجودين في جميع دول العالم، لمساعدتهم على تذليل الصعوبات. ورتبنا الجلسة الافتراضية للخبراء المشهورين في داخل الصين لإطلاع الطلبة الوافدين على معارف الوقاية. وقمنا بتنسيق لإرسال أكثر من 20 فرقة من الخبراء الطبيين إلى بعض الدول لإرشاد المواطنين والمغتربين الصينيين المتواجدين فيها. واتصلنا بالجهات الأجنية والصينية لتقديم خدمة التشخيص والعلاج عن البعد للمواطنين الصينيين في الخارج. نولي اهتماما خاصا لسلامة الطلبة الوافدين، وسلمنا أكثر من مليون “طقم الصحة” بكل سبل متاحة إلى كل طالب يحتاج إليها.
يبقى الخط الساخن لوزارة الخارجية 12308 للحماية القنصلية مفتوحا على مدار الساعة، وتلقى أكثر من 200 ألف اتصال في مارس وإبريل، وذلك يساوي أكثر من 3600 اتصال كل يوم. نولي اهتماما بالغا لكل مكالمة، وسجلناها وتعاملنا معها كل على حدة، سعيا إلى تيسير الممر الأخضر للمواطنين الصينيين المحتاجين إلى المساعدة.
أرسلنا الطائرات المستأجرة لإجلاء المواطنين الصينيين العالقين في الخارج في بداية ظهور الوباء. وبعد تفاقم الأوضاع في خارج الصين، قمنا بترتيب الرحلات الجوية المؤقتة لإجلاء مواطنين يواجهون الصعوبات الحقيقية بشكل منتظم.
تمثل خدمة الشعب مقصدا ثابتا للدبلوماسية الصينية. في هذه الأشهر الخاصة، يلتزم كل سفير وكل موظف في السفارة أو القنصلية بعمله بالمسؤولية العالية رغم مخاطر الإصابة، مستعدا للتضحية والعطاء في أي وقت. سيجد المواطنون الصينيون، رغم التواجد في الخارج، دعما من وطنهم الأم وإسنادا من سفاراتهم وقنصلياتهم في كل وقت.
وكالة الأنباء برس الباكستانية: كيف ينظر الجانب الصيني إلى الوضع الحالي
في أفغانستان؟
وانغ يي: تُلقّب أفغانستان بقلب آسيا، ولها تأثير مهم على السلام والاستقرار في المنطقة. في الوقت الراهن، تشهد الأوضاع في أفغانستان تطورات سريعة، وتقترب هذه الدولة من تحقيق السلام من أي وقت مضى، غير أن الطريق إلى الأمام ليس سهلا ويتطلب إنجاز خمس مهام ملحة:
أولا، تعزيز وحدة الصفوف داخل الحكومة. نرحب بالاتفاق الذي توصل إليه الرئيس أشرف غني والدكتور عبد الله عبد الله بشأن تشكيل الحكومة الائتلافية، ونتطلع إلى أدائها الطبيعي في أقرب وقت ممكن. ثانيا، إنشاء إطار المفاوضات السلمية. ندعو كافة الأطراف الأفغانية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن ترتيبات المفاوضات الداخلية في يوم مبكر للتشاور حول هيكل البلاد في المستقبل. ثالثا، الانسحاب السليم والمنتظم. يجب على القوات الأمريكية الانسحاب بشكل مسؤول، تجنبا للمساس بمصالح أفغانستان ودول المنطقة. رابعا، مكافحة الإرهاب. يجب على كافة الأطراف مواصلة مكافحة الإرهاب ومنع عودة القوى الإرهابية إلى الواجهة من جديد. خامسا، كسب الدعم الخارجي. يجب مواصلة تحسين العلاقات بين أفغانستان وباكستان والدول الأخرى وكسب مزيد من الدعم من المجتمع الدولي لعملية المصالحة السلمية في أفغانستان.
نرى ضرورة التمسك بثلاثة مبادئ في هذه العملية:
أولا، يجب التمسك بالدور القيادي للشعب الأفغاني وترك الشعب الأفغاني يقرر مستقبل البلاد بإرادته المستقلة والتحكم الكامل بمصير الأمة. ثانيا، يجب التمسك بالسلام أولا، يجب على جميع الأطراف تجنب استخدام القوة لتحقيق مطالبها المصلحية. ثالثا، يجب التمسك بالاستيعاب على نطاق واسع وجعل أفغانستان أكثر استيعابا ووحدة وقوة في المستقبل.
يحق للشعب الأفغاني التخلص من ظلال الحرب والسعي وراء حياة سعيدة. ظل الشعب الصيني كجار وأخ للشعب الأفغاني يقف إلى جانبه بكل ثبات. سيواصل الجانب الصيني دوره الإيجابي والبناء في دفع المفاوضات الداخلية الأفغانية واستعادة السلام والاستقرار وإعادة الإعمار الاقتصادي في أفغانستان وإشراكها في التعاون الإقليمي.*
قناة هوبي الفضائية: بذلت وزارة الخارجية جهودا ضخمة للدفاع عن ووهان سمعة وأرضا. ما هي المساعدة التي ستقدمها وزارة الخارجية لهوبي في مجالي التنمية والانفتاح في المستقبل؟
وانغ يي: تحت القيادة القوية من اللجنة المركزية للحزب ونواتها الرفيق شي جينبينغ، حققنا نتائج حاسمة في معركة الدفاع عن هوبي وووهان. في هذه المعركة الشرسة، بذل شعب هوبي وووهان جهودا جبارة وقدم تضحيات هائلة، مما أسهم مساهمة كبرى في المعركة ضد الوباء في الصين والعالم. بهذه المناسبة، أود أن أتقدم نيابة عن جميع الزملاء في الجبهة الدبلوماسية بفائق التقدير والاحترام للشعب الباسل في هوبي وووهان!
منذ حدوث الوباء، خاضت الجبهة الدبلوماسية بشكل فعال في معركة الدفاع عن هوبي وووهان. تحت توجيه فريق القيادة للجنة المركزية، أرسلنا فريق العمل إلى ووهان لجمع المواد الوقائية المقدمة إلى هوبي وتلقي المساعدات الدولية. وتحرك أكثر من 100 كادر دبلوماسي كان يقضي العطلة في هوبي، وشاركوا في أعمال مكافحة الوباء هناك، وقوفا إلى جانب إخوتهم وأخواتهم. كان مواطنو هوبي في خارج الصين قلقون بشأن أقربائهم في ظل انتشار الوباء، غير أن السبل تقطعت بهم. فوجهنا جميع البعثات الدبلوماسية الصينية بالاتصال معهم وترتيب الطائرات المستأجرة لإجلائهم إلى الصين.
في الوقت الراهن، عادت الحركة الاقتصادية والاجتماعية في هوبي إلى طبيعتها بشكل أولي. ستوظف وزارة الخارجية مزاياها لتقديم قوة داعمة لهوبي في تنميتها في ما بعد الوباء. سنبحث في فتح ممرات سريعة للأفراد المحتاجين إلى هوبي وووهان ودعم استئناف العمل والإنتاج للشركات الأجنبية في هوبي. وسنخلق مزيدا من الفرص لاستئناف التواصل الدولي وتوسيع التعاون الخارجي في هوبي. تحرص وزارة الخارجية على إقامة فعالية دولية استثنائية لترويج هوبي إذا نضجت الظروف، حيث ستعرض للعالم ملامح هوبي وووهان اللتين ولدتا من جديد بعد التخلص من وطأة الوباء، وتعرّف شعوب العالم بهوبي وتدعوها لدعم ووهان بشكل أكثر.
استغرق المؤتمر الصحفي ساعة و40 دقيقة.*
تمنيت حضور هكذا مؤتمر ناجح.
أسئلة متنوعة وأجوبة وازنة من شخصية قيادية ذات مصداقية عالية.
شكراً للاستاذ الورقلي المحترم