القناة العربية لشبكة تلفزيون الصين الدولية /CGTN/

تدخل معركة الشعب الصيني ضد “كوفيد-19” مرحلة حاسمة. وتحت القيادة القوية للحكومة المركزية، كرست الأمة بأكملها كميات هائلة من الموارد والجهود من أجل تحقيق النصر في هذه المعركة. في الوقت الراهن، لا تزال هناك بعض الأسئلة للمجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق بشأن موعد تغلب الصين بالكامل على الوباء، بما في ذلك متى ستأتي نقطة التحول للوباء؟

التنبؤ بنقطة التحول للوباء.. بناء على القانون الموضوعي لتطور “كوفيد-19”

هناك وجهتا نظر رئيسيتان حول نقطة التحول. فالمتفائلون كانوا يعتقدون أنها ستكون في وقت ما بين يومي 10 و15 فبراير الجاري، بعد عيد الفوانيس الصيني. ووفقا للبروفيسور تشونغ نان شان، خبير بارز في أمراض الجهاز التنفسي، فإن فترة الحضانة لـ”كوفيد-19″ تتراوح عادة بين ثلاثة وسبعة أيام ولا تتجاوز 24 يوما. ومع اتخاذ إجراء الحد من تدفق السكان في جميع أنحاء البلاد، ستظهر الذروة ونقطة التحول للوباء قبل عيد الفوانيس الصيني أو بعده. وحسب هذا الاتجاه، قد ينتهي الوباء بحلول نهاية أبريل.

وبالمقابل، يتوقع المتشائمون أن نقطة التحول ستأتي في أواخر شهر أبريل، مع تجاوز الحالات المؤكدة 70 ألف حالة. على سبيل المثال، توقع بحث أجراه فريق معهد الصحة العامة بكلية لي كا شينغ للطب بجامعة هونغ كونغ، والذي نشر على موقع مجلة “ذا لانسيت” في يوم 31 يناير، أن نقطة التحول ستكون في أبريل بناء على أحدث النماذج الرياضية. وفي الوقت نفسه، أشار البحث إلى أنه “من أجل تحقيق النصر المحتمل، يجب وضع – على الفور – التدابير الجوهرية وحتى الصارمة التي تحد من تنقل السكان في المناطق المتأثرة، كما ينبغي أن تكون هناك إستراتيجيات رامية إلى الحد بشكل كبير من معدلات الاتصال بين السكان مثلا من خلال إلغاء التجمعات وإغلاق المدارس والجامعات وتنفيذ خطة الدعوة للعمل في المنزل. وطالما تم تبني جميع التدابير المقترحة، فمن المرجح ألا يتحول هذا التوقع إلى واقع.

جهود الحكومة الصينية والشعب بدأت تؤتي أكلها

في الواقع، فإن نقطة التحول للوباء لا تعتمد فقط على القانون الموضوعي لتطور “كوفيد-19″، بل هي أيضا نتيجة لجهود الصين حكومة وشعبا. فوفقا للإحصاءات، رغم أن عدد الحلات المؤكدة لا يزال يزداد، إلا أن معدل نموه قد انخفض في الصين باستثناء مدينة ووهان وبعض المناطق الأخرى في مقاطعة هوبي. وبفضل الجهود المشتركة للأمة بأسرها، أثبتت تدابير الوقاية والسيطرة على أعلى مستوى في الصين فعاليتها ودورها، مع تباطؤ انتشار الفيروس وتزايد معدل التشخيص والعلاج بشكل مطرد.

ولكن البروفيسور تشن وي، باحث معهد العلوم الطبية العسكرية التابع لأكاديمية العلوم العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني، حذر من أن احتمال تكرار الوباء ما زال قائما على رغم من أن نقطة التحول ستحل قريبا. فمن الضروري التخطيط لأسوأ حالة والاستعداد التام للمعركة طويلة الأجل ضده. لذلك رغم التقدم الإيجابي في الوقاية من “كوفيد-19” ومكافحته، فإن حلول نقطة التحول بحاجة إلى مزيد من الجهود من قبل الحكومة الصينية والشعب الصيني. تواجه الصين الآن تحديات جديدة مع بد عودة ملايين الأشخاص من جميع أنحاء البلاد إلى المدن الكبيرة للعمل. وإذا ظل عدد الحالات المؤكدة حديثا في وقت لاحق في انخفاض فيمكن القول إن نقطة التحول قد حدثت بالفعل باستثناء مقاطقة هوبي.

مؤشرات مهمة لنقطة التحول والنصر في المعركة ضد الوباء

بشكل عام، تعد السيطرة القوية على الوباء والعلاج الطبي الفعال لمرضى “كوفيد-19” ورفع معدل الشفاء ثلاث مهام رئيسية مترابطة في معركة الصين ضد الوباء. ولا يمكن للصين أن تنتصر في هذه المعركة في أقصر وقت ما لم تكمل كل هذه المهام.

بالتالي فإن انخفاض الحالات المؤكدة والمشتبه بها حديثا سيكون المؤشر الأكثر مباشرة لنقطة التحول ودليلا واضحا لفعالية تدابير الوقاية والمكافحة. وفي الوقت الحاضر، على الرغم من أن الحالات المؤكدة والمشتبه بها حديثا في ازدياد متواصل إلا أن معدل نموها في انخفاض متواصل أيضا منذ أيام. وإذا استمر هذا الاتجاه لمدة أسبوع أو أسبوعين آخرين، فسيتم إنجاز المهمة الأولى.

إلى جانب ذلك، فإن الحالات الشديدة والوفيات الناجمة عن “كوفيد-19″، باعتبارها أكبر تهديد للصحة العامة، هي السبب الرئيسي للخوف العام من الوباء. ويعكس انخفاضها أن العلاج الطبي بدأ يعطي فعاليته وأن شدة الوباء باتت قيد السيطرة. ولغاية الآن، يحافظ معدل وفيات “كوفيد-19” على مستوى منخفض في الصين باستثناء مقاطعة هوبي. وذلك يعني أنه قد تمت السيطرة على الوباء في معظم المناطق الصينية. وبعد تنفيذ العلاج المصنف المعني وإدخال عدد أكبر من مرافق وحدة العناية المركزة إلى مقاطعة هوبي، من المتوقع أن ينخفض معدل الوفيات هناك أيضا.

عندما يتم علاج جميع مرضى “كوفيد-19” فسيتحقق النصر في نهاية المطاف. والآن، مع الإجراءات المعززة وزيادة القدرة على العلاج، ارتفع معدل شفاء المرضى باطراد وزاد وعي الجمهور حيال “كوفيد-19” وقدرتهم على الحماية الذاتية، وكل ذلك من شأنه أن يساعد في تقليل عدد الحالات المؤكدة حديثا ويرفع معدل شفاء المرضى.