رفض مدير مختبر ووهان P4 بشدة نظريات المؤامرة المتعلقة بمصدر فيروس كورونا الجديد، واصفا أنه من المستحيل أن نشأ الفيروس من مختبره، في حين أكد أن مثل هذه التصريحات الكاذبة لن تعوق التعاون العلمي العالمي في المعركة المستمرة ضد “كوفيد-19”.
وفي مقابلة حصرية مع شبكة تلفزيون الصين الدولية، دحض يوان تشي مينغ، مدير مختبر ووهان الوطني للسلامة الأحيائية وباحث في معهد ووهان لعلم الفيروسات، نظريات المؤامرة وغيرها من التصريحات الزائفة التي تربط المعهد بمصدر الفيروس.
وقال يوان: “يمكنني أن أقول لك بالتأكيد إنه لم يصب أي من المتقاعدين أو الطلاب أو الموظفين في المعهد بـ”كوفيد-19″. وقد كرسنا أنفسنا للبحث عنه منذ بدء تفشي كوفيد-19”.
وذكر أن المعهد لديه قواعد ولوائح صارمة في مجال البحث العلمي، وقال: “من المستحيل أن يخرج هذا الفيروس منا. ولدينا نظام تنظيمي صارم ومدونة سلوك للبحث، لذلك نحن متأكدون من ذلك”.
وفى حديثه عن نظريات المؤامرة والتصريحات الكاذبة الأخرى، قال يوان إن أيا من الادعاءات لا تدعمه أدلة علمية.
وقال يوان: “لماذا ظهرت تلك الشائعات؟ لأن معهد ووهان لعلم الفيروسات ومختبر P4 يقعان في ووهان، ولا يستطيع بعض الناس المساعدة في ربطهما بالفيروس، وهذا يعتبر أمرا مفهوما إلى حد ما. ولكن الأمر أصبح أسوأ عندما يحاول البعض تضليل العامة عمدا. وقال السيناتور الأمريكي توم كوتون في وقت سابق أن “كوفيد-19” كان مصدره معهد ووهان لعلم الفيروسات، ثم كتبت صحيفة “واشنطن بوست” وصحفيان آخران تقارير تقول إن “كوفيد-19″ قادم من المختبر في ووهان، بلا أي دليل أو أي ربط منطقي لتلك الفرضية. واستندت تقاريرهم بالكامل على المضاربة”.
وأشار إلى أنه يعتقد أنه طالما استمرت الجائحة في العديد من البلدان الأخرى، فإن مثل هذه الشكوك والتنافر لن تزول.
وفيما يتعلق بما إذا كان الفيروس من صنع الإنسان، قال يوان إنه بناء على معرفته وما قاله علماء آخرون، لا يعتقد أن أي شخص في العالم يمكنه إتقان مثل هذه التكنولوجيا الآن.
وقال: “من فهمي الشخصي لعلم الفيروسات، لا يوجد دليل يثبت أن الفيروس أنتج اصطناعيا. وإلى جانب ذلك، يعتقد بعض العلماء أن صنع الفيروس اصطناعيا يتطلب ذكاء غير عادي يتجاوز ذكاء البشر العاديين، ويتطلب عبء عمل يفوق ما يمكن أن يتعامل معه المجتمع البشري الحالي. لذلك لم أكن أعتقد أبدا أننا البشر لدينا الآن القدرة على صنع مثل هذا الفيروس اصطناعيا.
وعلى الرغم من كل نظريات المؤامرة، لم تحدث آثار ضارة كبيرة على بحث معهد ووهان لعلم الفيروسات، وفقا ليوان.
وتابع: “وفقا لترتيب اللجنة الوطنية للصحة، شاركنا تسلسل الجينوم للفيروس بالكامل مع منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي أرسى أسسا جيدة لمختلف دول العالم لتحديد طريقة الاختبار في مرحلة مبكرة، بما في ذلك تطوير لقاح mRNA. وفي الوقت نفسه، بادرنا بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية، وكذلك منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، للإبلاغ عن أحدث نتائج البحث والتطوير في مجال النماذج الحيوانية، حيث يعد معهد ووهان لعلم الفيروسات ومعهد علوم الحيوان المختبرية أولى المعاهد في العالم التي تبني نموذجا حيوانيا”.
ولفت يوان أنه بغض النظر عن كل ما سبق، إلا أن نظريات المؤامرة تلك لم تنتشر بشكل واسع النطاق، وأنه يمكن للمجتمع العلمي أن يكون له حكم عقلاني على مصدر الفيروس، معبرا عن تقدير للعلماء في جميع أنحاء العالم الذين يقولون ما يعتقدون أنه صحيح.
وأضاف: “يمكن للمجتمع العلمي أن يكون له حكم عقلاني على مصدر الفيروس. كما يعارض مجتمع العلم والتكنولوجيا في الولايات المتحدة بشدة نظريات المؤامرة وهذه النوعية من التصريحات التي يدلي بها السياسيون لأغراض سياسية. على سبيل المثال، قال بعضهم إن مختبرنا لا يدار بشكل جيد، لكن مدير مختبر غالفستون الوطني في الولايات المتحدة أوضح أن المختبر تحت إدارة جيدة وصارمة كمثيله من المختبرات في أوروبا والولايات المتحدة. كما تعاون بعض العلماء الآخرين في جميع أنحاء العالم لنشر مقالات على أمل ألا تضر نظريات المؤامرة بتعاون العلماء وتؤثر على مكافحتهم للوباء”.