خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
محطات في مسيرة العلاقات الأردنية الصينية عبر قرنين بأبعادها المتعددة
بقلم: سَمر الشعشوع*
*كاتبة أردنية وعضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
تعمّقت سياسة جمهورية الصين الشعبية إتجاه الأردن وترسّخت على مدى أكثر من أربعين عامًا متصلة، تطورت خلالها علاقات الصداقه، وتشعبت صِلات التعاون الثنائي فيما بينهما. وبالرغم من الاختلافات في مساحتي وقُدرات البلدين وتباين ثقافتيهما ولغتيهما، إلا أن دعم الأردن لسياسة صين واحدة، وتشجيع سُبل التجارة والاستثمار في البُنى التحتيه بين الجانبين، وتعزيز تبادل الخبرات في الثقافة والتعليم والرعاية الصحية، واصل وهو يواصل السير بثقة بصورة متقنة وفي خط مستقيم وصاعد.
وفي الوقت نفسه لا يمكن أن نغفل الدور الذي كانت ولا زالت بكين ومنذ فترة طويلة تلتزم به بتقديم أشكال المساعدات الصينية كافة للأُردن، عبر قنوات مختلفة بتوفير مشاريع واعدة في ظل ضغط استضافة اللآجئين من مختلف الجنسيات والبلدان، مُعتبرة ذلك من باب رد الجميل للمجتمع الأردني الذي يؤيد مبدأ “صين واحدة”.
في مجال تعاون الدولتين الأردن والصين، نقرأ تصريحات مهمة للغاية ولافتة عن سعادة السفير الجديد لجمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الأردنية الهاشمية الرفيق تشن تشوان دونغ، إن “عام 2021 يحظى بأهمية خاصة لكل من الصين والأردن، إذ تحتفل الصين رسميًا بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، ويحتفل الأردن بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة”.
ونوّه سعادته إلى أنه وعلى مدار المئة عام الماضية، التزم الحزب الشيوعي الصيني دائمًا بِنيته الأصلية ومهمته المتمثلة في السعي لتوفير المزيد من السعادة للشعب الصيني، وتحقيق نهضة الأمة الصينية، وتصليب وحدة الشعب الصيني وقيادته إلى مزيد من العمل الجاد ومواصلة النضال، وقد شق طريقًا عظيمًا، وأسس إنجازًا عظيمًا، مُحدثًا معجزة عظيمة في تاريخ تطور الأمة الصينية وتقدم الحضارة الإنسانية”. وبيّن، إن قيادة الحزب الشيوعي الصيني هي اختيار العصر واختيار الشعب الصيني”.
وتناول السفير التنمية في الصين مؤكدًا أنها لا تتيح فقط للشعب الصيني العيش في حياة كريمة، بل أنها تفيد العالم أيضًا، وتعزز القضية النبيلة المتمثلة في السلام والتنمية للبشرية. وعرض لتوجهات الرفيق شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية، إلى أن “الحزب الشيوعي الصيني هو حزب يسعى إلى إسعاد الشعب الصيني، وهو أيضًا حزب يعمل من أجل قضية التقدم البشري.”تلتزم الصين بسياسة خارجية مستقلة للسلام واستراتيجية انفتاح متبادل المنفعة ومربحة للجانبين، تحمي بدقة القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وتحمي العدل والإنصاف الدولي، وتعزّز بناء مجتمع ذات مستقبل مشترك للبشرية.
وأكد أنه في المئة عام الماضية حقق الشعب الأردني استقلاله الوطني واستولد إنجازات كبيرة في البناء الوطني من خلال العمل الجاد لعدة أجيال، وتقدم السفير بأحر التهاني على ذلك، مشيرًا إلى أنه ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن، تعزّزت الصداقة التقليدية بين البلدين بشكل مستمر وتواصل التعاون والتطور في مختلف المجالات. وأنه وبالوقوف عند نقطة الانطلاق الجديدة للقرن الثاني للبلدين، نحن على استعداد للاستمرار في العمل مع الجانب الأردني لإثراء معنى الشراكَة الاستراتيجية بين البلدين والممارسة المشتركة للتعددية الحقيقية، وسيعمل البناء المشترك عالي الجودة لـ”الحزام والطريق” على تعزيز تشييد مجتمع المصير المشترك للبشرية، لإفادة الشعبين الصديقين، ويُعزّز السلام والاستقرار الإقليميين”.
في ناحية موازية ومطابقة، أكد السفير الصيني السابق لدى المملكة الأردنية الهاشمية الرفيق الرفيق بان ويفانغ، عدة مرات، أن الصين ثالث أكبر شريك تجاري للأردن، وثاني أكبر مصدّر للواردات، وأن المملكة والصين وقفتا إلى جانب بعضهما البعض في التصدي لفيروس كورونا المستجد، وقد قدّم كل منهما المساعدة للآخر، وهذا يَدل على علاقة الصداقه العميقه بين الشعبين والوشائج الودية الطويلة الأمد بينهما، وأشار ويفانغ إلى أن الأردن والصين يتمتعان بإمكانيات هائلة للتعاون في مجالات البُنية التحتية والقدرة الانتاجية، والاتصالات والطاقة الجديدة، واقتصاداتها متكاملة للغاية وهو ما يُثلج الصدور.
أما بالنسبة لقضايا الأديان والمؤمنين، فيسرني ونحن في خضم الأحداث المقدسية ومعاناة أهلنا في الأرض المحتلة من الهجمات الصهيونية المتكررة وغير المُبررة على شعب فلسطين، وتدنيس المستوطنين للمسجد الأقصى، أن أُعيد للقراء وأكرّر عليهم تصريحات مهمة لرئيس مصلحة الأديان في الصين السيد لونغ زون ، الذي سبق وزار الأردن في عام 2012 وأعرب عن سروره بذلك، ولتعاون بلادخ الصين مع الأصدقاء الأردنيين، لافتًا إلى إن الأردن يتمتع بسمعة طيبة فيما يتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية، وإنه يُمثل وسطية الإسلام واعتداله، وتعاون المملكة المستمر مع الصين والعالم هو في سبيل تطوير العلاقات الدولية، وتأصيل العلاقات الانسانية بينها.
وفي مجال الأديان كذلك، سررنا للكلمات الطيبة للسيد لونغ زون الذي كان قد أعرب عن إعجابه وتقديره للدور الأردني في هذا الفضاء، وإلى مبادرة جلالة الملك عبدالله الثاني التي أطلق من خلالها أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، والذي أيّده الرئيس الصيني السابق فخامة السيد هو جين تاو، انطلاقًا من الحِرص في التعاون بين أتباع الديانات، موكدًا إن الصين من أكثر الدول استجابة له، حيث ان جميع الأديان في الصين تحتفل به.
كما عبّر الضيف الصيني الذي زار الأردن في شهر مايو / أيار 2012، عن تقديره الكبيرللدور الأردني المحمود والبارز في مجال الأديان وتنمية المجتمعات وقدراتها في جميع مناحي الحياة، لافتًا الأنظار إلى أهمية الدور التاريخي لجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم للحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف والأراضي العربية الفلسطينية المحتلة، وتوجيهه أعمال وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية وإنجازاتها في المدينة المقدسة، والتزام المملكة الأردنية الهاشمية بالمواثيق والقوانين الدولية للمدينة المقدسة، حيث يؤكد العالم الدور التاريخي الأردني في إدارة الأوقاف الإسلامية وحماية الأوقاف المسيحية، إذ يُعد أي مساس بالرعاية والإشراف الأردني على المقدسات خرقًا للأعراف الدولية والإنسانية.
ها هي الصين تدعم حقوقنا المشروعة بأكملها، وهو موقف تشكر عليها من نجيع قلوبنا، وتساهم بدور رئيسي ملحوظ لكل البشرية والدول بدعم شعب فلسطين ماديًا ومعنويًا وسياسيًا ودوليًا، وفي غيرها من المجالات..
شكرًا لك رفيق شي جين بينغ – الزعيم الفاتح لعصر جديد سلمي وتعاوني واحد وموحِّد للبشرية جمعاء، والعَامل المُجد على قبر كل الحروب والنزاعات والصراعات والمجاعات والتخلف، لأجل آمان الإنسانية وراحتها.. كل الإنسانية، واستقلال فلسطين وسيادتها وسلامها ولتتمتع بدفء الشمس وضياء القمر بعد ليلٍ بهيم طويل خَيّم عليها دهورًا عِجاف.