Wednesday 20th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

 مثابرةً و تحدٍ و أشادات دولية لمشاركة فعالة أساسها المصير المشترك.. جُلها وصف لخطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي

منذ 4 سنوات في 19/فبراير/2021

خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

 مثابرةً و تحدٍ و إشادات دولية لمشاركة فعالة أساسها المصير المشترك.. جُلها وصف لخطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي

 

بقلم: الأُستاذة منال علي*

*تعريف بالكاتبة: صحفية إذاعية بالبرنامج الأوروبي في الإذاعة المصرية، و مختصة بشؤون دول البحر الأبيض المتوسط و بلدان أسيا، وصديقة مُقربة من الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

 

 قد يختلف الكثير من أصحاب الرؤى و المحللون حول تقييم شخص ما و خاصة إِنْ كَانَ ذُو حيثية و قيمة سياسية كبيرة، كشخصية الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي لا عجب أن اجتمع معارضوه القللائل قبل محبيه الكُثر على أمر مشترك واحد في طبيعة شخصية الرجل التي تتسم بذكاء موفور، كما أنه لا عجب أن أبدأ كلامي بالخلاصة، أي أن خلاصة القول لكل مَن حاول وصف شخصية الرئيس شي – الذي استطاع بحنكة شديدة تحمد له، أن يكون في عين الإهتمام الدولي، ويتبوأ قمة المجد ويشغل المكانة الأولى في طليعة قادة الدول الأهم في تاريخ الصين والعالم خلال فترة حكمه الحالية الأولى – فهو الرجل الذي استطاع وضع يده على مواطن الجروح و عمل على التئامها جميعا بنجاح منقطع النظير.

 استنادا إلى كل ذلك وغيره الكثير، أصبح الرئيس شي من أكثر الرؤساء تأثيرًا و الهامًا في العالم، فأجمع الكثيرون من متابعيه حول الكرة الأرضية على أنه أقوى قائد قاد الصين منذ نهاية عهد مؤسس جمهورية الصين الشعبية الزعيم ماو تسي تونغ، إذ تظهر مشاركات الرئيس شي الخارجية في العديد من المحافل الدولية كأكبر شاهد على تلك الشهادة العادلة، و لعل مشاركته الأخيرة في اجتماع منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الأخير the world economic forum كانت الأهم.

 والجدير بذكره، أن مؤتمر دافوس عُقد المنتدى هذا العام في الفترة من 25 إلى 29 من يناير الماضي عبر الفيديو كونفرانس؛ نظرًا لجائحة كورونا كوفيد/19؛ تحت عنوان حاسم لإعادة بناء الثقة – و بمشاركة أكثر من 1500 من كبار المسؤولين في مجالات السياسة و التجارة و رؤساء الدول و الحكومات و كِبار صناع القرار الاقتصادي و ممثلي كبريات الشركات العالمية و المنظمات الدولية – وخلاله ناقش المجتمعون أحد أهم أهدافه الآنية، وهي كيفية التغلب على تفشي الوباء، وتذليل التحديات التي تواجه الاقتصاد بعد الجائحة.

 وفي هذا الإطار الآني، جاءت كلمة الرئيس شي، الذي أثلج صدور كل الطامحين نحو العدالة و التطور، لتحظى بالاهتمام البالغ عالميًا، برغم صغر حجمها، إذ استمرت لِ 25 دقيقة، إلا أن المحللين السياسيين والدوليين أعربوا عن أنها كانت واحدة من أقوى الخطابات، بل أكثرها تأثيرًا، فلم يكن الخطاب مجرد خطابًا رسميًا لقائد واحدة من أهم و أكبر الدول في العالم، لكنه كان وصفًا دقيقًا تضمن تحديد ملامح الأزمة التي يمر بها العالم، ويحاول فيه الجميع النجاة من مجهول يتربص بالبشرية أن لم يستمسك الكل بمبدأ إعلاء قيمة الفرد لا الفردية، في اتخاذ القرار.

  كما تضمن الخطاب تقديم حلول مناسبة لتخطي تلك العقبات، و لن يتسنّى ذلك إلا بالارتقاء و الترفّع عن خوض الحروب العديدة، التجارية منها و الاقتصادية، و التي من شأنها تأخير النجاة الاقتصادية للعديد من الدول، و إعاقة التقدم العلمي و التكنولوجي و التباطؤ في تحقيق الرخاء المرجو في مختلف الدول.

 

 من جانبه أكد الرئيس شي جين بينغ بصوته الهادئ في خطابه الذي اتّسم  بالواقعية و الثقة و الحماس  أن البقاء على القمة لا يتطلب إزاحة باقي القوى الأخرى، و إنما يستلزم التعاون و القبول على أساس المكسب المتبادل، و على مبدأ المصير المشترك بين الدول، من أجل تحقيق مصالح الجميع في حق العيش بأمان و أمن و نمو مرجو و تصميم أنظمة إقتصادية متماسكة و مرنة و مستدامة، فنجد  الرئيس شي جين بينغ ايضًا يوجّه رسائله صوب الاهتمام بالاقتصاد العالمي، الذي كان هو الركيزة الأساسية على جدول أعمال المنتدى الأهم عالميًا، و الذي يناقش أبرز القضايا التي تهم الحكومات، فدعا الرئيس شي جين بينغ دول العالم إلى تعزيز تنسيق الاقتصاد الكلي، و تعمير دور مجموعة العشرين في الحوكمة الاقتصادية العالمية،  فإن ذلك التعافي – المهترئ نوعًا ما جراء جائحة كورونا،  قد يؤدي الى إمكانية تكرار حالات الطوارىء الصحية العامة مرة أخرى، بما أنه لم تظهر في الأفق حدودًا نهائية لمثل تلك الجائحة.

  و هنا تتجلى حكمة الرئيس شي فيما دعا إليه من ضرورة التعاون دون إقصاء طرف لأن الجميع يواجهون نفس المصير، مما يساهم في تعزيز روح التعاون بين الدول والذي أصبح أمرًا ضروريًا و ملحًا من أجل النجاة و العيش بسلام .

 و من الجدير بالذِكر، أن حرص الرئيس شي على ضرورة التطلع لإرساء قواعد اقتصادية راسخة كان أمرًا واضحًا في كلمته هذا العام،  في يناير الماضي، كما كان الحال أثناء ظهوره في المنتدى و منذ دفاعه عن حرية التجارة و العولمة، في الكلمة التي ألقاها في دافوس 2017، ليعود و يتحدث بطريقة مماثلة مؤيدًا التعددية باعتبارها السبيل لمواجهة التحديات الآنية، و قال: علينا بناء اقتصاد عالمي مفتوح و نبذ المعايير و القواعد و النظم التميزية و الإقصائية و إزالة أية حواجز أمام التجارة و التبادل التقني، فلا مكان للكراهية و الأحقاد و التكبّر، لأن كل هذه أمور معطِلة لإمكانية تحقيق ما يصبو إليه أصحاب النوايا الحسنة و الصالحة للتطور و النهوض من العثرة الاقتصادية التي يواجهها العالم بأسره، و بخاصة الدول النامية التي تعاني بالفعل من مشكلات اقتصادية و بعض العثرات التنموية، فهي غير مضطرة لمواجهة تبعات محاولة خلق صراعات مزعومة قد تنشئ بسبب محاولات البعض عرقلة التنافسية، الأمر الذي قد يترتب عليه تعطيل المبادرة إلى تنسيق أوثق لسياسة الاقتصاد الكلي، كما ينبغي على المجتمع الدولي التوصل لصيغة عادلة بما يتفق مع قواعد و إجماع كافة الدول بدلًا عن دولة واحدة أو بضع دولٍ تصدر الأوامر و تحتكر لنفسها ذلك المبدأ، فلقد حان أوان اعتماد التعددية القطبية و النزول على قانون الطبيعة فالحياة تعطي الفرصة  للمجتهد و لا مجال لمن يرفض ذلك .

و أكد الرئيس شي جين بينغ، أن أهمية تعدد الأقطاب عالميًا هو أمر مفيد لعالم واحد تكنولوجيًا و وبائياً، فلم يخص الوباء دولة بعينها، لكنه عبر حدود جميع الدول، و عمل الكل على محاربته بنفس السياسة غالبًا، و لو بأدوات مختلفة. و لذلك، على العالم أن يستنفر و يتمسك ببعضه يدًا بيد لإتخاذ الإجراءات المطلوبة، و من خلال المنصات متعددة الأطراف، لمواجهة تلك الجائحة، فكان التوجه إلى ضرورة الاستثمار في تطوير اللقاحات اللازمة دون النظر للأرباح المرجوة من ذلك، لأن حياة الإنسان هي المكسب الأساسي و المُبتغى النهائي.

 

  • الصين ترسخ لتعاون مستدام مع كافة الدول لتحقيق الرخاء للجميع 

 

 نجحت الصين في تحقيق نمو اقتصادي و دفع عجلة التنمية الوطنية  في نهاية 2020 برغم ما الحقته الجائحة  من أضرار لاقتصادات العالم، و ذلك بدافع الحرص على تحقيق النمو رغم الصعوبات التي تواجهها، و هذا ليس أمرًا مستغربًا، فقد عملت الصين على مدار الأربعين عامًا الماضية على القضاء على الفقر، و حققت معدلًا تاريخيًا غير مسبوق بإخراج أكثر من 800 مليون شخص من الفقر، مما يعادل أكثر من 70./. من معدل خفض نسبة الفقر على مستوى العالم.

 و تتعهد الصين من جانبها بالعمل مع كافة الدول لبناء عالم نظيف و جميل ينعم بالسلام العالمي و الرخاء. هكذا صرح الرئيس شي الذي تعهد بنفسه أن يقدم يد العون للدول النامية للقضاء على الفقر و تسهيل تخفيف عبء الديون عن كاهلها و تحقيق المزيد من النمو. و مع دخول الصين عصرًا جديدًا من التقدم، باتت تعتمد فلسفة تطور للجميع، ليس فقط لنفسها، و إنما تسعى لتحقيق الاستفادة المتبادلة لكل الدول التي تتعامل معها بالتزامن مع خلق أسواق جديدة و متعددة من أجل توفير متطلبات السوق الداخلية .

 و اذا ما أردنا توسيع دائرة المقارنة  بين الصين و غيرها من الدول التي ترى في نفسها القائد الوحيد، و الطرف المتفوق على بقية بلدان العالم، و القادر على أن يعلّم العَالم قيم الحكمة و الحكم، فهذا الطرف لا يرى العَالم متساويَا، بل ينظر بفوقية لا تتناسب مع الأوضاع الصحية و الاقتصادية العالمية الحالية، بينما الصين التي تفتح ذراعيها للتعاون و الاحتواء، كما جاء في خطاب الرئيس شي، تعكس منهاج أعمالاً متوازنة لكل المؤمنين بالمساواة و الحالمين بإخلاص لإيجاد سبيل للخلاص من الحروب و الاحتلال و الصراعات التجارية و غيرها، من تلك التي تودي بحياة الأبرياء من الشعوب بسبب النزاعات العرقية الاستعمارية و الطامعين في ثروات تلك الشعوب التي لا ذنب لها سوى أنها أصبحت المطمع لمَن يرى الآخر مجردًا من حقه في الحياة وأن يحيا بكرامة مماثلة، أو ينظر للأخرين بفوقية و تعالي، ربما بسبب “بعض!” التفوق العسكري أو التكنولوجي. 

 و لذلك، نجد الحرب على الصين مندلعة من اتجاهات عديدة من أجل إشغالها عن التقدم، ولتحافظ الدول الاستعمارية على مبدأ القطب الأوحد،  لكن تأبى الصين أن تستسلم لتلك المحاولات وها هي تقاوم فرضها عليها. ويُعد ذلك منطلق قوة الصين و التي تزداد شأنًا وجبروتًا بتعاون جميع الدول معها لتحقيق التألق و النجاح من خلال آليات العمل المشترك، وعلى أرضية مشتركة وثابتة لتذليل التحديات الكبرى، والتخلص من العقبات، في سبيل تحقيق الرخاء و الرفعة للجميع.  

 

التصنيفات: مقالات
بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *