تستمر الثمار الغنية للتعاون الصيني االإفريقي في إفادة أبناء الشعوب الأفريقية، والتي تتمثل في أكثر من 10000 كيلومتر من السكك الحديدية ونحو 100000 كيلومتر من الطرق وما يقرب من 1000 جسر وما يقرب من 100 ميناء وعدد كبير من المستشفيات والمدارس… في حين تحاول بعض وسائل الإعلام الغربية المناهضة للصين تشويه صورتها، قائلة إن مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها الصين تهدف إلى صنع “فخ ديون” للدول الإفريقية. في مواجهة ذلك، أشار متابعو قناة CGTN العربية إلى أن الأفارقة يمكنهم التمييز بوضوح بين الاستثمار الصيني والاستعمار الغربي.
زار مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إريتريا وكينيا وجزر القمر في أفريقيا مطلع العام الجديد. قبل أكثر من شهر، أعلنت الصين عن تنفيذ مبادرات رئيسية مثل “المشاريع التسعة” للتعاون الصيني الإفريقي في المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي. وتهدف زيارة وزير الخارجية الصيني لإفريقيا إلى تعزيز تنفيذ نتائج المؤتمر ودعم الدول الإفريقية في التغلب على الجائحة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي في وقت مبكر.
ويشعر أبناء شعوب الدول الإفريقية بشكل ملحوظ بحسن النوايا الصينية مع تعميق مساعدة الصين لإفريقيا. وبحسب تقرير حديث صادر عن وكالة الاستطلاع “أفريكان باروميتر”، فإن 63% من المستطلعين يعتقدون أن التأثير السياسي والاقتصادي للصين على بلادهم إيجابي “للغاية” أو “نسبيا”، ويرى 66% من المستطلعين أن تأثير الصين السياسي والاقتصادي في أفريقيا إيجابي. كما شدد الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي على أن الصين لم تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أبدا، وهي شريك لا غنى عنه وحقيقي في التنمية لإفريقيا.
وإذا أخذنا الجزائر كمثال، فإن الطريق السريع للجزائر بين الشمال والجنوب الذي بنته شركة CSCEC هو شريان مروري رئيسي يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى المناطق النائية جنوبي البلاد ويمر عبر الشمال والجنوب. منذ ما يقرب من 7 سنوات، فتحت شركة CSCEC “طريقا سحريا” إلى الصحراء للشعب الجزائري. في 20 ديسمبر 2020، تم افتتاح الجزء البالغ طوله 53 كيلومترا من مشروع الطريق السريع بين الشمال والجنوب رسميا أمام حركة المرور. أعرب رئيس الوزراء الجزائري الأسبق عن امتنانه لفريق البناء الصيني على مستوى البناء من الدرجة الأولى وروح الكفاح الإيجابية من البداية إلى النهاية، وقال: “هذا المشروع إنجاز كبير وله أهمية إستراتيجية للجزائر”.
قال حسن، أحد متابعي قناة CGTN العربية إن الشراكة المتبادلة والمفيدة للطرفين لا يوجد خاسر فيها، هذا مبدأ الدولة الصينية في كل علاقاتها مع الدول، كبيرة أم صغيرة غنية أم فقيرة. وأشار متابع آخر من المغرب اسمه حليم، إلى المنطق الكامن وراء اتهامات الولايات المتحدة والغرب بـ”فخ الديون”: فعلت الصين ما عجزت عنه دول الاستعمار سابقا، الفعل على الأرض. كما قال وانغ يي بعد زيارته، فإن ما يسمى بـ”فخ الديون” في أفريقيا هو معلومات خاطئة تماما أوجدتها قوى لا تريد أن ترى التنمية المتسارعة لإفريقيا، في محاولة لإبقاء أفريقيا محاصرة في “فخ الفقر” و “الفخ المتخلف” إلى الأبد.
هل قدمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية مساهمات حقيقية للتنمية المستدامة في أفريقيا؟ علق دوري آيك، أحد متابعي قناة CGTN العربية من الجزائر، قائلا: “ما جاءنا من أوروبا وأمريكا إلا المجاعات والانقلابات والإرهاب والانحلال الأخلاقي وجعلنا سوقا لفضلاتهم”. الشيخ عبد الأمير هاشم الحسناوي من العراق قال: “إن الإمبريالية الأمريكية لا تريد الخير والتطور لإفريقيا حتى يتسنى لها نهب خيرات هذه القارة الغنية بالموارد الطبيعية”.
تنبع تعليقات متابعي قناة CGTN العربية مما فعلته الولايات المتحدة في الدول الإفريقية والدول النامية الأخرى: لقد قامت الولايات المتحدة بتطوير طويل الأمد للقوات العسكرية في أفريقيا. وفقا للمعلومات الصادرة عن مؤسسات البحث ذات الصلة، يمكن تحديد أن الجيش الأمريكي لديها ما لا يقل عن 34 قاعدة عسكرية في أفريقيا فقط من خلال الاعتماد على صور الأقمار الصناعية. فيما يتعلق بتجارة الطاقة، أنشأت الولايات المتحدة قواعد واسعة في أفريقيا، ولكن هذا فقط لخدمة مصالحها الخاصة. تقع 30% من الموارد المعدنية في العالم في أفريقيا، وهي موارد إستراتيجية رئيسية من وجهة نظر الولايات المتحدة ويجب السيطرة عليها بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، في الخلفية الخاصة لـ”أمريكا أولا”، ارتكبت الولايات المتحدة جميع أنواع الشرور في أفريقيا. في السنوات الأخيرة، تزايد التدخل الأمريكي في دول القرن الإفريقي، مما أدى إلى اضطرابات في المنطقة. بينما تكثف الولايات المتحدة جهودها لتنمية القوى الموالية لأمريكا في أفريقيا، فإنها تعمل باستمرار على عزل بل وحتى التمييز ضد البلدان الإفريقية من حيث الاقتصاد والتجارة والسياسات المتعلقة.
من أجل “الدفاع” عما يسمى بـ”مصالحها”، تعمل الولايات المتحدة على زعزعة استقرار الدول الإفريقية، والتخلص من التأثير السلبي المحتمل، وتطوير مصالحها الراقية إلى ذروتها. ومع ذلك، تبذل الصين قصارى جهدها لإحلال السلام في البلدان الإفريقية، وإعادة الحياة والحيوية للاقتصاد الإفريقي، وإسعاد أبناء الشعوب الإفريقية. بمقارنة الجانبين، من الواضح من الذي يصنع الفخاخ للدول الإفريقية. حان الوقت لإيقاف الخدعة التي تعمد لإحداث الارتباك والتحريف.
*سي جي تي إن العربية.