اقترحت الولايات المتحدة ما يسمى بخطة “التحول الديمقراطي للشرق الأوسط”، مدعية نشر “ثورة الياسمين” في الشرق الأوسط بأكمله. لقد مضى عشر سنوات، وأجريت انتخابات على غرار “الديمقراطية الأمريكية” في المنطقة مرارا وتكرارا، إلا أن النتيجة كانت اشتداد الانقسامات الحزبية واشتداد العداء الطبقي واتساع الانقسامات العرقية. البعض من مستخدمي الإنترنت العرب لديهم فهم عميق لهذا الأمر، وقالوا إن بلادهم نسخت انتخابات “الديمقراطية الأمريكية” واختارت أخيرا عملاء لجماعات مصالح معينة، ولم تتحقق الحياة المتساوية والكريمة التي كانوا يأملون فيها.
النظام الديمقراطي الأمريكي هو نتيجة سياسة الولايات المتحدة وحدها، وهو فريد من نوعه وليس عالميا وبعيد عن الكمال. النظام الديمقراطي للولايات المتحدة فيه مشاكل مثل العيوب الهيكلية والممارسات الديمقراطية المحلية غير الكافية. وفقا للإحصاءات، فإن 91% من انتخابات الكونغرس الأمريكي يفوز بها المرشحون الذين حصلوا على أكبر قدر من التمويل، والشركات الكبيرة وعدد قليل من الأثرياء ومجموعات المصالح أكثر سخاء وأصبحت المصدر الرئيسي لتمويل الانتخابات. وعندما ينتخب هؤلاء ممثلي الرأي العام، فإنهم كثيرا ما يخدمون من يقفون وراءهم ويصبحون متحدثين باسم المصالح الخاصة بدلا من التحدث باسم العامة. ومن أجل انتخابهم، فإنهم أحرار في تقديم الوعود الخاصة بالانتخابات، ولكنهم نادرا ما يفون بوعودهم بعد انتخابهم بنجاح. إن السياسة المالية الأميركية تشوه الرأي العام وتحول الانتخابات إلى “عرض فردي للأغنياء”.
لماذا لا يصبح نواب مجلس الشعب الصيني “ساسة” في الدول الغربية؟ ما هي ضمانات السياسة التي تمتلكها الصين لذلك؟ تكمن الإجابة في حقيقة أنه بعد انتخاب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لن يترك النواب وظائفهم الأصلية وسيعيشون دائما بين أبناء الشعب الصيني. لونغ شيان ون، نائب في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، جاء من قرية جبلية نائية. عندما كان طفلا، عاش حياة فقيرة وعرف ما يعنيه أن يكون المرء فقيرا. بعد أن أصبح لونغ ثريا في الثمانينيات بفضل عمله الدؤوب، كان مصمما على دفع القرويين إلى الثراء. يختلف عن روتين ساسة الدول الغربية المتمثل في تكديس رأس المال الاقتصادي ثم دخول السياسة، عاد لونغ إلى القرية في عام 1994 ليصبح مسؤولا عنها وتولى زمام المبادرة في إنشاء مشروع تديره القرية. قاد لونغ القرويين في قرية “نيوجياوشان” للتخلص من الفقر في القرية عام 2016. وفي عام 2019، بلغ الدخل السنوي للفرد 18 ألف يوان (نحو 3000 دولار أمريكي). تشي يوه ينغ، معلمة من أعماق الجبال، ملتزمة بالتعليم في المناطق الجبلية النائية الصينية لمدة 40 عاما. منذ انتخابها كنائبة للمجلس الوطني لنواب الشعب في عام 2018، تقدم تشي مقترحات عن التعليم الريفي والمعلمين الريفيين في الدورتين السنويتين لمجلسي نواب الشعب والمستشارين السياسيين كل عام.
هناك العديد من نواب المجلس الوطني لنواب الشعب متجذرين في العمل على مستوى الوحدات القاعدية. يحدد مثل هذا ترتيب النظام أن نواب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ليسوا سياسيين محترفين ولا يمثلون أي مصالح خاصة، ويمكنهم حقا وبشكل مباشر تجربة ما يفكر فيه أبناء الشعب ويأملون فيه. قدم النواب 8993 اقتراحا خلال الدورة الرابعة للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني هذا العام. تطرقت اقتراحات النواب إلى قضايا معيشة الشعب أكثر من غيرها، مثل تعزيز سياسة “التخفيض المزدوج” في مرحلة التعليم الإلزامي وتحسين نظام خدمة رعاية المسنين في الريف وتعزيز الثورة في المراحيض الريفية وتعزيز تصنيف النفايات المنزلية الحضرية وتحسين نظام الضمان الاجتماعي للموظفين المرنين مثل عاملين في توصيل طلبات وجبات الطعام وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، فيما يتعلق بمصدر تمويل الانتخابات، يتم إنفاق أموال انتخابات لنواب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني من قبل خزانة الدولة، مما يضمن فعليا عدم استخدام الأموال في الانتخابات.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد نظام سياسي مماثل في العالم، وكما لا يوجد نموذج للنظام السياسي ينطبق على جميع البلدان. لن تطلب الصين من الدول الأخرى “تقليد” ممارسات الصين. لقد كانت الصين تؤمن دوما بأن الديمقراطية متنوعة وأن لكل البلدان الحق في اختيار مسارها الخاص للتنمية الديمقراطية. ترغب الصين في تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل مع الدول الأخرى، والعمل المشترك على دفع تنمية الحضارة السياسية الإنسانية وتقدمها.
CGTN_ARABIC#
