قال الخبراء إن مبادرة “الحزام والطريق” التي اقترحتها الصين تحمل روح طريق الحرير التي تجسد التنمية السلمية والمنفعة المتبادلة.
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ بكلمة في حفل افتتاح الدورة الأولى لمنتدى قمة “الحزام والطريق” للتعاون الدولي عام 2017، إن طريق الحرير القديم يمتد آلاف الأميال والسنوات، ويجسد روح “السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة”.
وفي عام 140 ق.م، سافر تشانغ تشيان (164-114 ق.م)، المبعوث الملكي في أسرة هان الصينية (206 ق.م-220 م)، غربا من مدينة تشانغآن (شيآن في الوقت الحالي)، وفتح “طريق الحرير”، طريق بري يربط بين الشرق والغرب ويربط آسيا بأوروبا. وقامت البعثة بقيادة تشانغ بتبادل المنتجات المميزة الصينية مثل الحرير والخزف والشاي مع الدول الغربية على طول الطريق.
وقال لو شان بينغ، مدير معهد أبحاث طريق الحرير في جامعة الشمال الغربي الصينية “قد يتساءل الكثير عما إذا كان الحرير هو السلعة الوحيدة التي تم تداولها على طريق الحرير. لا، ما تم تداوله شمل سلعا عديدة أخرى مثل الشاي والخزف والحديد، بل شمل أيضا مجالات العلوم والتكنولوجيا والثقافة والدين. وكان طريق الحرير قناة ومنصة هائلة للتواصل الشامل. ويمكن القول إنه مثل قناة مهمة للتبادلات التجارية والاقتصادية والثقافية بين آسيا وأوروبا في العصور القديمة”.
لقد ربط طريق الحرير بين الشرق والغرب، وأنشأ لأول مرة ممر نقل دوليا رئيسيا، التقت واندمجت فيه مجموعات عرقية وثقافات متعددة. وفي التبادلات على مر السنين، شكلت الدول روح طريق الحرير المتمثلة في “السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة”، والتي أصبحت مصدرا روحيا مشتركا لشعوب جميع البلدان على طول الطريق.
وتم الكشف عن مبادرة “الحزام والطريق”، مقترح الصين لبناء حزام اقتصادي لطريق الحرير وطريق حرير بحري للقرن الـ21 بالتعاون مع الدول المعنية، من قبل الرئيس شي خلال زيارته إلى كازاخستان وإندونيسيا على التوالي عام 2013. وذلك يساعد على توريث روح طريق الحرير القديم وتنميتها في الأزمنة المعاصرة.
وقال قو شيويه مينغ، مدير الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي التابعة لوزارة التجارة “إن روح طريق الحرير ليست فقط تبلورا للحكمة الشرقية، بل هي أيضا إرث ثمين للحضارة الإنسانية. ويعزز البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” روح طريق الحرير لتقديم حلول صينية لتعزيز التعاون والتنمية العالميين. وفي العصر الجديد، حيث يمثل السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المتبادلة موضوعا، وفي مواجهة الوضع الدولي المعقد، من المهم بشكل خاص تعزيز مبادرة “الحزام والطريق” والمضي قدما بروح طريق الحرير”.
منذ اقتراحها عام 2013 إلى عقد الدورة الأولى لمنتدى القمة بشأنها عام 2017، تحولت مبادرة “الحزام والطريق” من تصميم رفيع المستوى إلى مشاريع عملية. وتم إطلاق مشاريع كبرى وتنفيذها، مما دفع عجلة التنمية الاقتصادية لمختلف البلدان المشاركة. واكتسبت هذه البلدان فوائد ملموسة، وازداد اعترافها بالمبادرة ومشاركتها فيها بشكل مستمر.
وعقدت الدورة الأولى لمنتدى قمة “الحزام والطريق” للتعاون الدولي في بكين في مايو عام 2017. وألقى الرئيس شي كلمة في حفل الافتتاح، كشف خلالها عن دلالة روح طريق الحرير، وأوضح أهمية بناء مبادرة “الحزام والطريق”، وقدم مقترحات الصين لتعزيز البناء المشترك للمبادرة، مشيرا إلى اتجاه التنمية، كما ضخ زخما قويا لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق المنفعة المتبادلة.
وفي الدورة الثانية للمنتدى في أبريل عام 2019، لخص شي الإنجازات المثمرة التي تحققت في البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق” خلال السنوات الماضية، وأشار إلى المسار العملي للتنمية العالية الجودة لبناء المبادرة بشكل مشترك، وأعلن عن عزم الصين القوي وإجراءاتها العملية لتعميق الإصلاح والانفتاح في العصر الجديد.
وقال قو “تكمن الأهمية العملية لتعزيز روح طريق الحرير في حقيقة أن مفهوم السلام والتعاون الذي تدعو إليه، يسهم في تحقيق السلام العالمي الدائم والازدهار المشترك، وبناء مجتمع سلمي ومزدهر ذي مصير مشترك للبشرية. وتتمسك الصين بروح طريق الحرير، وتلتزم بمبدأ التشاور والتشارك والمنفعة المتبادلة لبناء منصات جديدة للتجارة والاستثمار الدوليين، وفتح مساحة جديدة للنمو الاقتصادي العالمي. وفي الوقت نفسه، سيساعدنا على تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق” بالاستفادة بشكل أفضل من الأسواق والموارد المحلية والدولية، لتحقيق التنمية المترابطة بين الصين ودول أخرى، وتوفير زخم جديد لتعزيز النمط التنموي الجديد للصين”.