خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
ـ بقلم: وو فو قوي / عبد الكريم
ـ مُستشرق وعضو مَجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي؛
ـ عضو مَعهد العلوم والتقاليد الصينية للثقافة الدولية؛
ـ كاتب من الصين وواحد من أهم الخُبراء في شؤون الشرق الأوسط.
تعرف الأمم في مسيرة حياتها رجالاً وهبوا أنفسهم لأوطانهم، أخلصوا في عطائهم وتفانوا في أداء رسالتهم، ولا نحسب إلا أن الملك الأردني الحالي، جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، تسلّم دفة الحكم ليخلّد ذكرى والِده، الملك الراحل الحسين بن طلال تغمده الله برحمته. الملك عبدالله الثاني هو الرجل الذي تسلّم دفة القيادة، وها هو يحمل قلباً شاباً وعقلاً نيراً يافعاً.. قرأ تاريخ بلاده وخبر واقع العالم، فطرح سياسته في الإصلاح الاقتصادي و الانفتاح على العالم الخارجي، و التي جعلت من الأردن واحداً من القوى الاقتصادية الكُبرى في العالم، وبحكمة واعية وواقعية سياسية طرح صيغة ثابتة مُسَانِدة للحقوق العربية المشروعة، أكدت دائماً الموقف الاردني الداعي إلى الوحدة العربية، سبيلاً لتحقيق مطالبها القومية.
ولا يسعنا إزاء هذا الحدث الجلل، إلا أن نعرب باسم كاتب هذه السطور من الصين، وواحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الصيني والشرق الأوسط، عن خالص العزاء للمملكة الأردنية الهاشمية، حكومةً وشعباً، لفقدان هذه الشخصية التاريخية العظيمة، والتي وقفت دائماً مع الحقوق العربية المشروعة، و أكدت باستمرار الموقف الأردني الداعي إلى الوحدة العربية سبيلاً لتحقيق مطالبها القومية.
لقد كان موقف الأردن من إقدام حكومة (إسرائيل) على إقامة مستعمرات جديدة لها في الأراضي العربية في القدس الشرقية واضحاً، حيث أكد على.. أن حكومة الأردن ترى دائماً أن مشكلة القدس يجب حلها بواسطة الأطراف المعنية وبمفاوضات سلمية على أساس قرارت منظمة الأمم المتحدة ذات الصِّلة، فما توقف الأردن عن التعبير عن قلقه إزاء هذه المشكلة، التي تضع عقبات أمام محادثات السلام بين فلسطين و إسرائيل، وطالب حكومة إسرائيل بإلغاء خطتها بتوسيع المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية، و تنفيذ كافة الاتفاقيات التي تم التواصل إليها، وعبّر عن رغبته – كعضو دائم في الأمم المتحدة – لضرورة التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق سلام عادل و شامل في الشرق الأوسط.
و الحقيقة أن المستوطنات الإسرائيلية تمثل تحدياً سافراً من جانب حكومة تل أبيب لكل القوانين الدولية، ممثلة في قرارات الأمم المتحدة، وتستهتر بصورة مستغربة بإرادة المجتمع الدولي، الذي أجمع من شرقه الى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، على إدانة انتهاكات إسرائيل لقرارات المجتمع الدولي و الاتفاقات التي وقعتها إسرائيل مع الأطراف المعنية.
لقد أكدت الصين على تمسكها وسعيها لإقرار السلام الإقليمي و العالمي كما جاء في خطاب عمل الحكومة الذي ألقاه رئيس مجلس الدولة، معالي لي بنغ، أمام المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني، ولا شك أن الصين تشارك الدول العربية في التمسك بالسلام العادل و الشامل، حتى يكون مستمراً، ويُحقّق التقدم و الرخاء ليس فقط لأبناء المنطقة العربية بل وللعالم كله .
العام الحالي 2020، هو عام الاحتفاء بالذكرى الـ43 لانطلاق العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية. وبهذه المناسبة يطيب لي أن أتقدّم بفائق التقدير والاحترام للأسلاف و الزملاء والأصدقاء الذين ساهموا في قضية الصداقة الأردنية – الصينية – العربية. ومن خلال هذه الديباجة، أؤكد باسمي – كمستشرق وعضو في (مَجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي)؛ وعضو في معهد العلوم و التقاليد الصينية للثقافة الدولية؛ و كاتب صيني قديم ، وواحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط والشرق الصيني – وأتقدّم بأصدق عبارات التهنئة وأطيب الأمنيات للبلدين الصديقين بمزيد من التقدم والازدهار والرفعة.
شهدت العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية تطوراً كبيراً خلال 43عام الماضية. فقد حرص جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين، على القيام بزيارة رسمية إلى الصين خلال العام الأول من عهده الميمون، حيث أجرى محادثات ودية خلال الزيارة- التي تمت في ( ديسمبر ) عام 1999 – مع فخامة الرئيس الصيني، السيد جيانغ زيمين، والزعماء الصينيين الآخرين.
وتلبية لدعوة من فخامة الرئيس جيانغ زيمين، رئيس جمهورية الصين الشعبية، قام جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين، ملك المملكة الاردنية الهاشمية، و جلالة الملكة رانيا العبدالله، بزيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية، خلال الفترة من 6 إلى 8 من شهر ديسمبر عام 1999 .
وقد جرى خلال الزيارة عقد مباحثات معمقة بين الرئيس جيانغ زيمين وجلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين حول كيفية تعزيز العلاقات بين البلدين، وتناولا عدداً من القضايا الاقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك، وقد سادت المحادثات جواً من الود و الصداقة وتطابق الأراء على نطاق واسع.
وقد إستعرض الجانبان بصورة شاملة مسيرة تطور العلاقات بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث أكدا على إن زيادة توطيد وتنمية علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في كافة المجالات، تنسجم و المصالح القريبة و البعيدة الودية للشعبين الصديقين، كما تخدم مصلحة السلام و تنمية على النطاقين الاقليمي و الدولي.
وقد أعرب الجانبان أيضاً عن تصميمهما على تطوير هذه العلاقات و الصداقة على أسس تستشرف أفاق القرن الحادي والعشرين وتقوم على الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الاراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وغيرهما من قواعد العلاقات الدولية المتعارف عليها ومقاصد ميثاق الامم المتحدة.
وكسبيل لتحقيق ذلك فقد إتفق الجانبان على تعزيز الحوار بينهما، وتكثيف الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى، ودعم الاتصالات بين مختلف الاجهزة الحكومية في البلدين وبين البرلمانات و المنظمات و الهيئات الحكومية وغير الحكومية، بما يساعد في تعميق عرى التفاهم و الصداقة بين البلدين و الشعبين. وأعرب الجانبان كذلك، عن قناعتهما بضرورة تفعيل عمل اللجنة الاقتصادية و التجارية و الفنية الاردنية – الصينية المشتركة، لتلعب دورها بصورة أكثر فعالية، لتقوية التعاون بينهما في المجالات السياسية و الاقتصادية و الفنية .
ويرى الجانبان أن التعاون و التبادل الاقتصادي بين البلدين يمثل جزءاً أساسياً في العلاقات بينهما. وعليه، فإنهما سيعملان على توسيع مجالات التعاون التجاري و الاقتصادي. كما سيقدمان الدعم لاجراء إتصالات مباشرة بين الشركات و المؤسسات الاقتصادية في البلدين لزيادة تعاونهما في توسيع التبادل التجاري و القيام بمشاريع إقتصادية و تنموية مشتركة. وسيواصل البلدان دعم التبادل و التعاون بينهما في مختلف المجالات الثقافية و الفنية والصحية.
ثم التقى جلالته مجدداً مع الرئيس جيانغ في نيويورك، على هامش قمة الألفية في شهر أيلول ( سبتمبر ) عام 2000، حيث بحث الزعيمان أهم القضايا الدولية إضافة إلى العلاقات الثنائية وسبيل تعزيزها. وفي عام 2001 المنصرم، قام السيد خوجنتاو نائب الرئيس الصيني، بزيارة رسمية إلى الأردن، التقي خلالها جلالة الملك والمسؤولين الأردنيين، وبحث معهم في مختلف المسائل ذات الاهتمام المشترك.
ومع إطلالة العام الجديد 2002 كانت الصين على رأس جدول زيارات العاهل الأردني الذي يكن للزعامة الصينية و للشعب الصيني مشاعر خاصة من المودة، جعلت جلالته حريصاً كل الحرص على توثيق عرى الصداقة و الروابط المتينة بين البلدين في كافة المجالات، من سياسية و الاقتصادية وثقافية، و إضافة الى التبادل التجاري والتعاون الاستثماري.
الزعيمان استعرضا وجهات النظر حول القضايا الدولية و الإقليمية الهامة، و على رأسها قضية الشرق الأوسط، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة السائدة أنذاك في المنطقة، بسبب الاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني، و استمرار سياسة الحصار وهدم المنزل و الاغتيالات وكل أشكال والعنف. كذلك بحث الزعيمان مسألة مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله ومهما كانت مصادره، كما تناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين .
وفي إطار منتدى التعاون العربي – الصيني وتدعيما للعلاقات العربية – الصينية الاقتصادية، و بناء على ما تم تحقيقه من نجاحات و انجازات في التبادل التجاري وتدفق الاستثمارات بين الجانبين، انعقد المؤتمر العربي – الصيني الثاني لرجال الأعمال برعاية ملكية سامية، تحت شعار” تعميق التعاون – شراكة في الأزدهار” في مدينة عمّان، عاصمة المملكة الأدرنية الهاشمية، خلال الفترة 2007 / 6 /18–20.
و في إطار اهتمام الأردن بتطوير العلاقات العربية الصينية، استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم رئيس و أعضاء الوفد الصيني وعدد من كبار المسؤولين العرب من القطاعين العام و الخاص، المنظمين للمؤتمر و المشاركين فيه. وفي الختام تقدم المشاركون في المؤتمر بالشكر إلى جلالة الملك عبدالله الثاني لتفضله برعاية المؤتمر.
جلالة الملك عبدالله إبن الحسين مع السيد “وان جيفي” رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية
كذلك سبق أن التقى جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين معالي السيد لو هاوتساى، نائب رئيس المجلس الاستشارى السياسي الصيني – رئيس الوفد الصيني، أثناء المؤتمر العربي الصيني الثاني لرجال الأعمال في عمّان.
جلالة الملكة رانيا العبدالله تتوسط طلاب كلية اللغة العربية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين
قامت جلالة الملكة رانيا العبدالله ملكة المملكة الاردنية الهاشمية بزيارة إلى بكين، في الفترة ما بين 2007 سبتمبر 4—6، حينها أكدت جلالها رغبتها في تعزيز التبادلات الثنائية بين الاردن و الصين خاصة في مجالات التعليم و التربية و الجمعيات النسائية و تحسين صحة الاطفال، واعربت الملكة عن إعجابها بسرعة نمو و تطور الصين في مختلف المجالات خلال كلمة القتها في جامعة بكين، نوهت خلالها إلى قدرة الصين على النجاح و تقديم خبرات التنمية للدول الاخرى و خاصة للدول النامية.
وقد زارت جلالة الملكة رانيا خلال زيارتها هذه بعض الجامعات في بكين واتحاد النساء الصيني، وعدداً من المستشفيات و الهيئات الخيرية. ومن المعروف أن لجلالة الملكة رانيا اهتمامات و مبادرات في مجال الطفولة و الاسرة ولها مساهمات مقدرة في اطار دعم برنامج منظمة اليونيسيف التابعة للامم المتحدة.
قام الملك عبدالله الثاني إبن الحسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية بزيارة دولة الى الصين بدأت 29/ 10 /2007، واستغرقت أربعة أيام. التقي خلالها الرئيس هوجينتاو وعدد من المسؤولين الصينيين.
كما أعرب جلالته خلال لقائه مع الرئيس هوجينتاو مساء يوم 30 أكتوبر في قاعة الشعب، عن أمله في ان يتنامي الدور الصيني في العالم العربي على أساس العلاقة الاستراتيجية، وخاصة بعد اطلاق الحوار الاستراتيجي الاردني الصيني. كما رحب جلالته بالدور الذي تلعبه الصين في عمليلت حفظ السلام في دارفور و لبنان و تمنى ان يكون لها دور اكبر في قضية الشرق الاوسط كونها الوسيط الذي يتمتع بالمصداقية و النزاهة. كما تم مناقشة مواضيع اخرى مثل مؤتمر السلام الذي عقد في نهاية نوفمبر و الاوضاع في العراق والمنطقة. ومن جهته أكد الرئيس هوجينتاو ان زيارة جلالة الملك تعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية..و أثنى هوجينتاو على تمسك جلالة الملك عبدالله الثاني بالصداقة الصينية الأردنية منذ اعتلاء جلالته العرش، و مساهمته البارزة في تطوير العلاقات بين البلدين.
والتقى جلالة الملك عبدالله الثاني رئيس مجلس الدولة ون جياباو في مقر رئاسة الوزراء في بكين 31 أكتوبر، و أكد له ان الأردن يرحب بدور صيني فاعل في منطقة الشرق الاوسط يضمن الاستقلال ويعكس الثقل الاستراتيجي للصين.. واشار الى ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.. واشار ون جياباو إلى ان الأردن شريك هام للصين في منطقة الشرق الاوسط.. وإن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً سريعاً للتعاون الاقتصادي بين الصين و الأردن، و”ستواصل الصين تشجيع الشركات على الاستثمار في الأردن وتعزيز التعاون في قطاعات تجارة الخدمات و المقاولات وغير ذلك”.
وفي كلمة القاها الملك عبدالله يوم الثلاثاء 30 أكتوبر بجامعة بكين، عبّر خلالها عن امله في ان تلعب الصين دورا هاما في عملية السلام بالشرق الاوسط ودعم عملية السلام بصفتها قوة دولية ومحل احترام وثقة، نظرا لانها احد الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولى، وان الصين والعالم العربي عنصران رئيسيان في حل اهم القضايا في القرن الحادي و العشرين وانه ليس هناك شراكة أهم من الشراكة بين الصين و العالم العربي.
وحضر العاهل الاردني، الذي زار شانغهاي يوم 31 أكتوبر، منتدى الصين –الأردن الاقتصاي التجاري، وزار حديقة تشانغجيانغ للتكنولوجيا الفائقة في حي بودونغ الجديد، وشهد مراسيم توقيع ست مذكرات تفاهم واتفاقيات مشتركة بين مؤسسات وشركات صينية و اردنية لاقامة مشاريع استثمارية صناعية في الاردن بقيمة اولية تقارب 150 مليون دولار، وغادر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مدينة شانغهاي ظهر يوم الخميس 1 نوفمبر، مختتماً زيارته للصين والتي استمرت اربعة ايام.
وأثمرت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى الصين عن توقيع اربع اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين وتتضمن مذكرتي تفاهم لدعم الاستثمار و التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية،, واتفاقية بمنحة بقيمة50 مليون يوان، كما اتفق الجانبان على برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي بينهما للاعوام 2007 –2010.
كما قام جلالة الملك عبدالله الثاني بزيارة الى الصين اجرى خلالها مباحثات مع فخامة الرئيس الصيني هوجينتاو في قصر الشعب ببكين يوم 2008 / 9 / 17 ، تركزت على علاقات التعاون بين البلدين و تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، وجهود تحقيق السلام والاستقرار فيها بالاضافة الى القضايا ذات الاهتمام المشترك. واعرب الزعيمان عن ارتياحهما للمستوى المتقدم الذي وصلت اليه العلاقات بين البلدين في كافة الميادين، مؤكدين حرصهما على تعميق العلاقات الاردنية – الصينية على المستوى الاستراتيجي، و البناء عليها في كافة المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية.
اعرب الرئيس الصيني عن تقدير الصين التزام الأردن المستمر بسياسة الصين الواحدة وأكد دعمها لجهود الأردن الرامية الى حماية الاستقرار وتطوير الاقتصاد وكذلك دور الأردن الأكبر على الساحتين الإقليمية و الدولية .
من جانبه قدم العاهل الأردني التهاني بمناسبة نجاح الصين حكومة وشعبا في إقامة أولمبياد بكين و أولمبياد بكين لمتحدي الإعاقة الذي ترك لدى المجتمع الدولي انطباعا عميقا، مؤكدا على أن الأردن يلتزم التزاما ثابتا بسياسة الصين الواحدة والعمل على تطوير التعاون الاستراتيجي مع الصين في مجالات تطوير البنية الأساسية والتجارة والتكنولوجيا و لثقافة والموارد البشرية . كما أشار الى أن الأردن يرحب ويؤكد الدور الهام و البناء الذي تعتمده الصين في الشرق الأوسط وافريقيا.
وبعد جلسة المباحثات وبحضور جلالة الملك والرئيس الصيني وقّع كبار المسؤولين في البلدين اتفاقيات وبروتوكولات تعاون ومذكرات تفاهم ثنائية، فقد وقع الطرفان على مذكرة تفاهم حول استخراج اليورانيوم ومشاريع و تقنيات التنمية، و برتوكول تعاون حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، واتفاقات للتعاون الاقتصادي و التقني واتفاقية تعاون بين الجمعية العلمية الملكية الاردنية واكاديمية العلوم الصينية.
وعلى هامش زيارته للصين حضر جلالة الملك عبدالله الثاني الى جانب الرئيس الصيني هوجينتاو وكبار المسؤولين الصينيين الحفل الختامي لدورة اولمبياد بكين لمتحدي الإعاقة .
لقد مرت العلاقات بين البلدين بمحطات متعددة من التقدم طوال السنوات الثلاث والأربعين، منذ أن أرسى دعائمها جلالة المغفور له باذنالله الملك الحسين بن طلال، الى أن وصلت الى الشراكة الاستراتيجية التي أعلن عنها خلال الزيارة الرسمية الأخيرة لمولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه، الى جمهورية الصين الشعبية، في أبريل من عام 2015، مما يعكس حرص القيادة الأردنية على تعزيز أواصر الصداقة واستكشاف أفاق جديدة للتعاون مع الصين، و ادراكها للدور الهام الذي يمكن أن تقوم به الصين في قضايا المنطقة و العالم.
تريد المملكة الأردنية الهاشمية تطوير علاقاتها مع جمهورية الصين الشعبية في شتى المجالات.. وتعي بأن جهودنا المشتركة وتعاوننا المستمر سيفتحان أفاقا أوسع لصداقة متينة راسخة وعلاقات دائمة التطور و النمو.
ان العلاقات الصينية – الأردنية تستند الى أسس صلبة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك . لقد دعم الأردن مبدأ “صين واحدة ” وكان من أوائل الدول التي دعمت مبادرة “الجزام و الطريق”، كما أصبح عضواً مؤسساً في بنك الاستثمار الأسيوي للبنية التحية الذى بادرت الصين بانشانه. وبالمقابل، التزمت الصين بدعم استقرار الأردن و أمنه، وقدمت الدعم لمشاريعه التنموية ودعمت قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
جلالة الملك الأردني عبدالله الثاني إبن الحسين صديق قديم وحميم للشعب الصيني، ومكافحته لمرض كورونا الآن في الاردن يلتزم بنهج وآليات علمية دقيقة ونشاط حثيث، وهو يبذل ليلاً ونهاراً جهوداً ضخمة وثابتة بهدف وقف انتشار الجائحة الفيروسية / كورونا، ولخدمة شعبه، ولتعزيز صداقته مع الرئيس الرفيق المكرم شي جين بينغ.
وفي ظل القيادة الثاقبة والحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني، أعربت الحكومة الأردنية والشعب الأردني الصديق عن تعاطفهم ودعمهم الكبير للشعب الصيني في معركته العظيمة ضد الوباء، وفي لحظة حاسمة من معركة مقاومة ووهان، جاءت رسالة مواساة أرسلها جلالة الملك عبدالله الثاني، بالاضافة الى الأردنيين من كافة أطياف المجتمع، الذين عبّروا عن دعمهم وقدموا للصين دعما ماديا ومعنويا ثمينا.
لقد اتخذ الأردن إجراءات احترازية حاسمة وعازمة في ظل انتشار الوباء على القضاء عليه، ونحن نقدر عاليا ذلك. ولدعم الجانب الأردني لمكافحة الوباء، نساعد الجانب الأردني لشرائه مواد صحية من كافة الأنوا،ا وإهداء الأردن حزمة من كواشف الاختبار. كما وأعربت الشركات الصينية عن دعمها للأردن من خلال التبرع إليه. ان الصين مستعدة في الوقت المناسب لمشاركة تجربتها في مكافحة المرض وطرق علاجه مع الأردن، وللمساعدة على استقرار الوضع الوبائي والسيطرة عليه.
قبل أيام، صرّح وزير الدولة لشؤون الإعلام والمتحدث باسم الحكومة الأردنية السيد أمجد العضايلة أن «النموذج الصيني ناجح ونحن نحاول أن نقلد هذا النموذج وننتج به» نحن على استعداد لمواصلة تعزيز التعاون مع الجانب الأردني.
وأخيراً وليس اخراً، أود كاستاذ صيني وواحد من أهم الخبراء الصينيين في شؤون الشرق الأوسط والشؤون الصينية في كافة المجالات، أن اعرب عن أن الأمل الذي يحدوني بأن تستمر العلاقات الاستراتيجية ثابتة بين بلدينا، لكي تكون مثالاً يُحتذي لعلاقات الصداقة التقليدية بين بلدان العالم النامي والصين كبرى هذه البلدان، فالصين هو العملاق الذي يُعوّل عليه الكثير من أجل استمرار التنمية الاقتصادية واستتباب الأمن و السلام والاستقرار وتحقيق الرخاء في عالم اليوم.
أشكركم مرة أخرى أيها الاكاديمي مروان سوداح، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في عمّان الاردن؛ وأشكر بعمق وبكل عقلي ومشاعري شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية بالجزائر وربّانها وقائدها الأستاذ عبد القادر خليل، لإتاحته هذه الفرص لي لأُعبّر بكلمات قليلة عن مدى الاحترام الذي نكنّه للصين وعن تطلعنا لتوسيع التعاون المشترك على جميع الصُّعد.
أما أنا فصديق حميم للأستاذ مروان سوداح، الذي هو صديق وحليف قديم جداً للصين رؤساء ودولةً وحزباً وشعباً، كما نرى أن علاقاته قوية مع الصين.. فقد بدأ بمراسلتها والتعرّف على شخصياتها وواقعها مباشرة منذ أكثر من خمسين سنة خلت. أنا وأيّاه نحن أخوة وأشقاء وحلفاء، وهو باحث و مُعلّق سياسي اختار أشهر الشخصيات العالمية ليكتب عنها، وليقوم بتعريف القراء عليها.
وُلِد الزميل مروان ورأى نور العالم في عائلة أممية وديمقراطية.. عائلته تقدّس الصداقة والتحلف مع جمهورية الصين الشعبية دولةً وقيادةً وشعباً، واستمد توجهاته من لدن والده المرحوم المثقف الأُممي الرفيع المستوى – موسى سالم سوداح. الأممي مروان موسى سوداح وُلِد من أُم وطنية وتقدمية هي سعاد جريس دبدوب؛ أما الكاتبة ورئيسة التحرير و المهندسة الروسية و المناضلة إلى جانب والد مروان لتشد عضده في روسيا و الأردن و الصين، ولتصلّب مسيرته المضنية والصعبة ولرد الحاقدين والشامتين بتوجهاته، فهي السيدة – يلينا ياروسلافوفنا نيدوغينا.
لقد استمد مروان من والده موسى ووالدته سعاد شعار الصين وجوهرها و أفكارها و توجهاتها الإنسانية، وحفظها كلها في قلبه وعقله منذ نهاية ستينيات القرن العشرين، وتصلبت توجهاته من خلال علاقاته المباشرة مع وسائل الإعلام الصينية ودبلوماسيي الصين وسفرائها، وكانت وما زالت علاقاته قوية وعميقة معهم وبخاصة مع القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI. وها هو مروان ما يزال ينشغل بهذا الهم بشغف يومياً ساعة بعد أخرى وثانية في إثر ثانية، ولهذا دفع ومايزال يدفع ضريبة مالية و مادية و معنوية و مهنية “غالية” جداً، ويتلقى الضربات الحادة من جهات حاقدة.
وها هو في سبيل مبادئه يُبقى على توجهاته الشريفة مِثالاً للآخرين، ولكل أولئك الذين لايخشون ما لم يخشاه هو في حياته.. وفي سبيل الحفاظ على: المبدأ مقابل التحالف مع جهورية الصين الشعبية و حزبها الباني، الشيوعي الصيني الذي يقوده فخامة الرئيس الحكيم شي جين بينغ.
السبق والريادة في إرساء علاقات عائلته بالصين، جدّه ووالده و والدته، و نتمني لعائلته ازدهارا إعلاميا متصلا عبر السنين المقبلات.. ولإدارتهم عميق الشكر و الامتنان الخاصن والتعظيم لمحافظتهم على الوهج الصيني الساطع المندفع بلا كلل من قلب بكين الى رياح و أصقاع العالم أجمع .
وكلمة أخيرة، شكراً جزيلاً وشاملاً وخاصاً للاخ الاستاذ عبد القادر خليل – الإعلامي والكاتب والباحث الكبير ومدير “شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر”، الشهيرة، ورئيس الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب اصدقاء وحُلفاء الصين، لجهوده الكبرى بل الضخمة الموصولة في نشر الحقيقة والاخبار الصحيحة والطيبة والمهمة بين العالم العربي والصين لتمكين علاقاتهما، وهو الانسان الذي يبتعد عن مصالحه الشخصية تماماً في سبيل أُمّته والعالم وعلاقات تبادل الكسب المشترك ما بين العرب عموماً والصين، واتمنى لشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر بمزيد من التقدم والازدهار وتوسّع انتشارها بهمة قيادتها الاعلامية الحكيمة، وليتعرّف عليها كل شعب الصين وها هي وسائل الاعلام الصينية تتابعها وتحترمها بعمق.
*تدقيق وتحرير: ا. مروان سوداح.
*تنسيق ونشر: ا. عبد القادر خليل.