“إن الديمقراطية الشعبية هي شريان حياة الاشتراكية، وتعد من المتطلبات الأصيلة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. وتدفع النهضة العظيمة للأمة الصينية بالتحديث الصيني النمط بشكل شامل.” قال بعض العرب الذين تابعوا الصين عن كثب بالسنوات الأخيرة، إن الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية هي ديمقراطية تخدم الشعب وأداءها أفضل من ما يسمى بـ”الديمقراطية العالمية”.
بعد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، اطلقت الصين حزمة من التغييرات الكبيرة التي اتسمت بفعاليتها الواضحة، حيث ازداد حجم الاقتصاد الإجمالي للصين من 54 تريليون يوان إلى 114 تريليون يوان، بينما سجلت الصين منجزات تاريخية تتمثل في القضاء على الفقر المدقع وإكمال بناء مجتمع رغيد الحياة بشكل معتدل في شتى النواحي لتحقق هدف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وقال أحد العرب الذين زاروا الصين لعدة مرات خلال السنوات الأخيرة، إن الصين كانت تسير دائما على طريق التقدم والازدهار وتعمل باستمرار على الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي، وإن الصين تسعى وراء تحقيق سعادة المواطنين ودفع العدالة والانصاف والمساواة والانسجام بين أبناء الشعب من كافة القوميات في جميع أنحاء البلاد. وإن الحكومة الصينية تعمل من أجل الشعب الصيني وتوحيده للتقدم إلى الأمام.
اكتشفت الحكومة الصينية نموذجا ديمقراطيا يتماشى مع ظروف الصين الواقعية. فالصين دفعت عملية الديمقراطية على أساس التنمية الوطنية وتتخذ التنمية كمهمة ذات أولوية قصوى. واتفق متابعو CGTN العربية على أن “الاستنتاج النهائي لتقييم النظام الديمقراطي هو ما إذا كانت جودة معيشة المواطنين قد تحسنت وما إذا كان أبناء الشعب راضين عن الوضع المجتمعي. ومن الواضح أن نموذج الديمقراطية الذي تتبناه الحكومة الصينية قد نجح. ما يسمى بالديمقراطية في عدد من البلدان هو عبارة عن السماح للمواطنين بالتصويت ومن ثم تزوير نتائج الاقتراع، بل وتجاهل أصوات الناخبين … ولكن الديمقراطية الحقيقية تتمثل في اهتمام الحكومة بخدمة الشعب، وليس لها علاقة بالنظام السياسي المتمثل في حكم الحزب الواحد أو حكم الأحزاب المتعددة.”
تنعكس الديمقراطية في أن يكون أبناء الشعب هم سادة البلد داخليا فيما تنعكس في إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية بين الدول. بعد الحرب الباردة، احتكرت الولايات المتحدة ودول غربية بشكل تدريجي الحق في تفسير مفهوم الديمقراطية، وبدأت في تنفيذ ما يسمى بعملية “التحول الديمقراطي” في أنحاء العالم، وخاصة في الدول العربية. لقد عانت الشعوب العربية بشدة من نمط “الديمقراطية الأمريكية”، وسعي الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها الخاصة حول العالم تحت شعار تطبيق “الديمقراطية” من خلال تدمير الدول الأخرى بما فيها سوريا والعراق واليمن وفنزويلا وكوبا.
الديمقراطية حق لجميع الشعوب، وليست حكرا على عدد قليل من الدول. يعتقد متابعو CGTN العربية أنه بينما تسعى الحكومة الصينية جاهدة لبناء مجتمع رغيد الحياة باعتدال والمشاركة في التنمية العالمية، تسعى جاهدة لتحقيق مصالح الشعوب في جميع أنحاء العالم في إطار بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية. وتسعى لمشاركة تجاربها الإنمائية الناجحة مع العالم ولا سيما الدول النامية. وتنظر الصين الى العالم من منظور التنمية المشتركة والإنسانية وتهدف سياستها الخارجية إلى تحقيق العدالة والتوازن في العلاقات الدولية علي أساس الالتزام بالمعايير الأخلاقية؛ تريد الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية فقط استخدام شعارات الديمقراطية لترسيخ هيمنتها في العالم، وتحقيق مصالحها الخاصة. إن الفجوة بين الصين والولايات المتحدة شاسعة، غالبا ما يتبين أن ما يسمى بـ”الديمقراطية الغربية” التي تنادي بتطبيقها الولايات المتحدة والغرب ما هي إلا كذبة مزدوجة المعايير.
“أولئك الذين يريدون تحقيق إنجازات عظيمة، يجب أن يضعوا الشعب في المقام الأول.” طرح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني مبدأ الدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية من خلال التحديث الصيني النمط. تتطلع الصين إلى تقديم مساهمات إيجابية لبناء بيئة سياسية عالمية تتميز بالتنمية السلمية والإنصاف والعدالة والمساعدة والبناء المشترك من خلال نموذجها الخاص بالديمقراطية.