CGTN العربية/
استهدفت واشنطن مؤخرا شركة التكنولوجيا المالية “آنت جروب”(Ant Group) التابعة لشركة “علي بابا” الصينية، ما يعني أنها ستوسع عقوباتها ضد شركات التكنولوجيا الصينية قريبا.
لكن بالنسبة لهذه الشركة المالية الرقمية، يبدو أن الحكومة الأمريكية لا تستطيع فعل الكثير. على عكس شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى التي تسببت في عدم رضا واشنطن، فإن “آنت جروب” لا تملك إلا جزءا بسيطا جدا من الأعمال في الولايات المتحدة.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرغ نيوز” في الأسبوع الماضي أن إدارة ترامب تفكر في فرض قيود على “آنت جروب” وخدمة الدفع الذكي “وي تشات باي” لشركة تينسنت. ونقل التقرير عن مصدر قوله إن الحكومة الأمريكية تخشى أن تهدد منصات الدفع الخاصة بهاتين الشركتين الأمن القومي الأمريكي.
يواجه تطبيق “وي تشات” تدقيقا مكثفا في الولايات المتحدة. وفي حال فرضت الأخيرة عقوبات على “آنت جروب” وتطبيق الدفع الخاص بها “علي باي”، فهذا يعني تصعيدا إضافيا للحرب التكنولوجية الصينية الأمريكية. بالنسبة لمئات الملايين من التجار والمستهلكين الصينيين، لا يمكن الاستغناء عن “علي باي” و”وي تشات باي” في حياتهم اليومية. في الوقت نفسه، تمتلك المنتجات المالية لشركة التكنولوجيا المالية “آنت جروب” ملايين المستخدمين أيضا.
أشار كاميرون جونسون، عضو هيئة التدريس غير المتفرغ في فرع جامعة نيويورك لدى شانغهاي وشريك في شركة الاستشارات “Tidal Wave Solutions” إلى أن الحكومة الأمريكية قلقة من أن تمثل شركة “آنت جروب” نوعا جديدا من النموذج المالي لا يمكنها التحكم فيه.
وقد شهدت الفترة الأخيرة مواصلة الحكومة الأمريكية في ممارسة الضغط على الشركات الصينية. فبالإضافة إلى تطبيق “وي تشات”، هدد ترامب أيضا بحظر تطبيق الفيديو القصير “تيك توك” في أغسطس الماضي مشترطا أن تبيع الشركة الأم “بايت دانس” أعمالها في الولايات المتحدة. على غرار كل ذلك لطالما كانت شركة التكنولوجيا الصينية “هواوي” هدفا رئيسيا للحكومة الأمريكية، وقد تم قطع قنوات التوريد الخاصة بها لمنتجات الرقائق الخاصة بإنتاج الهواتف الذكية ومعدات الاتصالات.
لا تمثل سوق الولايات المتحدة سوى جزءا صغيرا بالنسبة إلى أعمال “آنت جروب”
أظهر التقرير الصادر عن وكالة بلومبيرغ أنه مثل الإجراءات المتخذة ضد “تيك توك” و”وي تشات”، قد يقوم المسؤولون الأمريكيون بصياغة أوامر تنفيذية لمنع تشغيل تطبيق الدفع “علي باي” التابع لشركة التكنولوجيا المالية “آنت جروب” في الولايات المتحدة.
بيد أن هذه الشركة وخدمتها “علي باي”، وعلى عكس “تيك توك”، لا تملك ملايين المستخدمين الأمريكيين. وقد نوه بيان الشركة أنها تعمل بشكل رئيسي في الصين وأن آفاق نمو أعمال الشركة في السوق الصينية مشرقة للغاية. كما تظهر نشرة “آنت جروب” أن 5% فقط من إجمالي إيرادات الشركة تأتي من الخارج. وقال المصدر إن الأعمال الأمريكية “لا تمثل سوى جزء صغيرا جدا”.
إذا كان للحظر المفروض على “علي باي” أي تأثير، فإنه يضر بالشركات الأمريكية في الصين التي تعتمد على التطبيق. في وقت سابق، بعد أن هدد ترامب بحظر تطبيق “وي تشات”، أعربت هذه الشركات أيضا عن قلقها.
قال كاميرون جونسون إنه إذا لم تتمكن الشركات الأمريكية في الصين من استخدام نظام الدفع الرقمي السائد في الصين، فستتضرر الأعمال الإجمالية للشركات الأمريكية في الصين بشكل مدمر وهو ما يعني أن التأثير الخطير. سيطال الشركات الأمريكية، لكن يبقى من غير المؤكد إلى الآن أن تتخذ إدارة ترامب هذا الإجراء بالفعل.