القناة العربية لتلفزيون الصين الدولية CGTN
استجابة #الصين على انتشار فيروس كورونا الجديد، أعلنت حكومة #ووهان الصينية عزمها بناء مستشفى جديد لمعالجة الفيروس في ستة أيام. يهدف بناء هذا المستشفى إلى تخفيف الضغط على البنية التحتية في المدينة ومساعدة مرضى الحجر الصحي بشكل أفضل وسيتم تزويد المستشفى بحوالي 1000 سرير. نشرت وسائل الإعلام الصينية صور الحفارات في موقع البناء، لإظهار السرعة غير المسبوقة والجدية فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الوضع الحالي. كما تم إنشاء مستشفى في ظروف مماثلة استجابة لمرض السارس في عام 2003.
كيف يمكن للصين بناء مستشفى في ستة أيام؟ وهل هناك أي نتيجة لهذا؟ هذا هو المجال الذي تختلف فيه الصين عن الدول الغربية، وقد يكون لها ميزة. يساعد النظام السياسي في الصين على حسم واتخاذ القرارات بصورة أسرع، والتي يمكن أن تحل محل العقبات البيروقراطية التقليدية في أوقات الطوارئ، مما يسمح للاستجابة بشكل أسرع.
نظرا لأن الأراضي في المدن الصينية مملوكة دستوريا من قبل الحكومة الصينية ويتم تأجيرها للأفراد، لذلك، يمكن دخول أعمال البناء الطارئة حيز التنفيذ على الفور، حيث تجعل قوة العمل الضخمة في البلاد سرعة البناء ممكنة دون أي ضرر بالجودة.
أولا، يختلف النظام السياسي الصيني عن المجتمعات التعددية الغربية من حيث كونه أكثر توحدا من خلال نظامه الهرمي. يعتمد نظام حكم الحزب الواحد في الصين على مبدأ اللينينية المتمثل في المركزية الديمقراطية، حيث يتم نقل القرارات التي تتخذها الحكومة المركزية من المركز إلى مختلف المستويات.
هذه العملية تجعل الحكومات المحلية في الصين أكثر مسؤولية ويمكن محاسبتها مباشرة أمام الحكومة المركزية، بينما في المجتمع الغربي مثل المملكة المتحدة، تتمتع السلطات المحلية بالاستقلالية إلى حد كبير عن السلطات المركزية وتنتخبها مجتمعاتها، مما يعني أن جداول أعمالها وتوقعاتها والقرارات تختلف اختلافا كبيرا.
في المجتمع الغربي، كل الأراضي مملوكة ملكية خاصة بشكل افتراضي، هذا مستحيل. عندما تعثر الحكومة الصينية على موقع، يكون لدي الحكومة القدرة على تعبئة أي موارد تحتاجها بسرعة إلى الموقع المحدد. ثالثا، لديها أكبر قوة عاملة في العالم للاختيار من بينها لضمان وجود عدد كاف من الأيدي لتحقيق سرعة البناء.
بناء مستشفى متكامل في ستة أيام يبدو غريبا، لكنه ممكن ومنطقي وفقا للمعايير الصينية. خلافا للاعتقاد الشائع، هذا لا يأتي على حساب الجودة. وكما قال هوانغ يانتشونغ، الباحث الصيني، للصحفيين: “إن الأعمال الهندسية هي ما تجيده الصين. لديها أرقام قياسية في بناء ناطحات السحاب بسرعة. هذا صعب للغاية على الغربيين.” لذلك، سيتم بناء المستشفى وتشغيله دون أي عقبات أو نكسات.
لذلك، ينبغي فهم الإنشاء السريع للمستشفى على أنه تعبئة المجتمع بأسره بقيادة الحكومة استجابة للأزمة. على النقيض من التعددية الغربية، فإن الصين قادرة على اتخاذ مسارات أكثر وضوحا وحزم من أجل حماية الصحة العامة والسلامة ومنع انتشار الكوارث الطبيعية. يجب على المستشفى الجديد تسريع عملية البناء لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد، وهذه الخطوة ستضمن بالتأكيد ثقة الجمهور.
*ملاحظة المحرر: توم فودي محلل علاقات سياسية ودولية بريطاني وتخرج من جامعتي دورهام وأكسفورد. يكتب عن مواضيع تتعلق بالصين وكوريا الديمقراطية وبريطانيا والولايات المتحدة. ويعكس المقال آراء المؤلف ولا يمثل بالضرورة آراء CGTN العربية.