ولغاية اللحظة ، سجلت القارة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليار نسمة، مليونين و163 ألف و284 حالة إصابة بفيروس كورونا، استنادا للمركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منه فيما بلغ عدد الوفيات الناجمة عن المرض 51708. وتبقى هذه الارقام أقل بكثير من تلك الموجودة في أوروبا وآسيا والقارتين الأمريكيتين .
وأشارت دراسة حديثة أجرتها مبادرة “بي إي أر سي”، التي تضم عددا من المنظمات الخاصة والعامة في القارة الأفريقية لتحقيق شراكة من أجل رد ضد كوفيد 19 مبني على الأدلة الموثقة، إلى أن معدل الوفيات في إفريقيا أقل من معدل الوفيات العالمي، مما يشير إلى أن نتائج تأثير الفيروس كانت أقل حدة بين السكان الأفارقة.
وتبقى الجزائر على غرار العديد من دول العالم، حريصة على حسن اختيارها للقاح وتؤكد على أنها تسعى لأن يكون الأفضل والآمن لتجنب أية أخطار أو مضاعفات على مواطنيها.
وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، قد جدد منذ أيام قليلة التزام السلطات العمومية باختيار أفضل لقاح ضد فيروس كوفيد-19 للمواطنين سواء من حيث التكلفة أو النوعية وبالنظر لأخطاره ومضاعفاته الجانبية.
وفي هذا الاطار، أوضح ان السلطات العمومية قامت بعدة اتصالات عبر المخابر والسفراء وغيرهم من أجل اقتناء اللقاح حال توفره بالشروط الصحية التي نصت عليها منظمة الصحة العالمية.
كما طمأن الوزير بأن دائرته الوزارية تمتلك كل الملفات التقنية حول كل اللقاحات عبر العالم، التي يجري إعدادها أو التي هي في مراحل التجارب، لاعتمادها رسميا كلقاح، مضيفا القول “نحن في مسعى يتصف بالحساسية الكبيرة لأسباب تتعلق من جهة، بكثرة اللقاحات المعلن عنها، ومن جهة ثانية لعدم وجود تلقيح عام باستثناء في بعض البلدان التي اختبرت المرحلة الثالثة منه باللجوء إلى عدد محدود من المتطوعين لتجريبه”.
للإشارة، تضع كل دولة قواعد مختلفة لتحديد مدى أمان وفعالية اللقاحات التجريبية للاستخدام فمنها تلك التي تفرض اختبارات علمية صارمة على اللقاح وأخرى تجيزه قبل اجتياز المراحل النهائية من الاختبارات.
وفي إطار السباق الدولي للحصول على اللقاحات الواعدة ضد فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة الملايين وخلف أزمة صحية واقتصادية خانقة للعديد من دول العالم، أصبحت بريطانيا ، اليوم الأربعاء، أول دولة في العالم توافق على استخدام لقاح فايزر-بايونتاك المضاد لـ (كوفيد-19) وقالت انه سيتم طرحه مطلع الأسبوع المقبل.
وعلى الرغم من أن الدراسة بشأن فايزر-بايونتاك لم تكتمل، لكن النتائج الأولية تشير إلى فعالية اللقاح بنسبة 95 بالمائة في الوقاية من مرض كوفيد-19 من الخفيف إلى الحاد.
غير أنه وقبل الحديث عن النتيجة لتجربة اللقاح، يظل التساؤل مطروحا حول إمكانية فايزر وبايونتاك في وقاية الأشخاص من فيروس كورونا دون ظهور أعراض والى متى تستمر الحماية ، كما يظل التساؤل مطروحا بخصوص بلوغ اللقاح للدول الفقيرة علما أن تكلفة اللقاح المتداول الحديث عنه في الوقت الراهن تبلغ 40 دولار لكل برنامج علاج (يعطى على جرعتين).
وعلى ما أعلنه متحدث باسم الحكومة البريطانية، فإن لقاح فايزر- بيونتيك سوف يصبح متوفرا اعتبارا من الأسبوع المقبل في كل أنحاء المملكة المتحدة.
وتعتبر هذه أول موافقة على اللقاح الذي يحمل اسم “BNT162b2” على مستوى العالم، وقد تمت اجازته رسميا من قبل الوكالة المستقلة لتنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية .
وطلبت بريطانيا ما مجموعه 40 مليون جرعة من لقاح فايزر- بيونتيك، لعامي 2020 و 2021 ، والذي سيقوم بتحصين 20 مليون شخص أي أقل بقليل من ثلث السكان بجرعتين.
يأتي هذا بعد أن قامت شركة “بايونتيك” الألمانية وشريكتها “فايزر” الأمريكية، أمس الثلاثاء ، بتقديم طلب للحصول على ترخيص للقاح فيروس كورونا في الاتحاد الأوروبي.
وتوقعت الشركتان توفير ما يصل إلى 1،3 مليار جرعة العام المقبل.
وتواكب العديد من الدول تجربة بريطانيا في فحص لقاح فايزر- بيزنتيك كالولايات المتحدة مثلا . فبعد منح المملكة المتحدة الترخيص للقاح الالماني-الامريكي يرتقب أن تحدد المفوضية الأوروبية موعدا للبت في قرار منح الترخيص لنفس اللقاح.
ومن جهتها، أعلنت الوكالة الامريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عن حزمة من البرامج الجديدة الخاصة بالشروع في تلقيح ملايين الأمريكيين للوقاية من فيروس كورونا بدءا من منتصف شهر ديسمبر الجاري، في محاولة لوقف نزيف الوفيات الذي سجل ارقاما قياسية خلال الاشهر الستة الماضية .
أما اليابان، فقد أعلنت أنها ستوفر مجانا اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا المستجد” لسكانها البالغ عددهم 126 مليون نسمة، بموجب مشروع قانون اعتمد اليوم ، فيما يواجه الأرخبيل ارتفاعا بعدد الإصابات. وسبق أن طلبت اليابان 60 مليون جرعة من شركة “فايزر” و25 مليون من “موديرنا” وأكدت أيضا أنها ستتلقى 120 مليون جرعة من لقاح “أسترازينيكا”.
وبالنسبة لروسيا، البلد الذي تضرر كثيرا من الوباء العالمي إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واسبانيا و البرازيل على سبيل المثال، فمن المنتظر أن تسلم لقاحها المضاد فيروس كورونا “سبوتنيك V” الى الأمم المتحدة اليوم الأربعاء وذلك في حفل على هامش الدورة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم البعثة الدبلوماسية الروسية في نيويورك، فيودور سترجيجوفسكي، أنه انه سيتم اليوم تقديم المعلومات عن اللقاح الروسي بكل التفاصيل.
يذكر أن لقاح “سبوتنيك V” الروسي المضاد لفيروس كورونا، من إنتاج مركز غاماليا للأبحاث، أصبح في أغسطس الماضي أول لقاح مسجل في العالم ضد فيروس كورونا.
وتبقى الدول الفقيرة وإمكانية حصولها على لقاح ضد كوفيد-19 محل قلق، حيث أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن أمله في أن يفيد أي “تقدم علمي” كل البلدان.
وفيما تخطط الدول الغنية لبرامج تلقيح حتى نهاية العام 2021، يحذر الخبراء من العقبات التي ستواجه البلدان الفقيرة.
وقالت ترودي لانغ ، مديرة شبكة الصحة العالمية في جامعة أكسفورد ، “إذا كان لدينا لقاح فايزر فقط ويحتاج كل شخص إلى جرعتين، فمن الواضح أننا أمام معضلة أخلاقية”.
لإشارة، يوجد حاليا أكثر من ثلاثين لقاحا محتملا آخر لكوفيد-19 قيد التطوير، 11 منها كانت في المرحلة الثالثة من التجارب، أي قبل الأخيرة التي تمنح خلالها الموافقة.
ونظرا إلى أنها توقعت الطلب المفرط على أي لقاح معتمد، أنشأت منظمة الصحة العالمية مبادرة “كوفاكس” في أبريل الماضي لضمان التوزيع العادل للقاحات، وهي تجمع الحكومات والعلماء والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وقال بنجامين شرايبر، منسق شؤون لقاح كوفيد-19 في منظمة اليونيسف من جهته، “علينا تجنب أن تحصل الدول الغنية على كل اللقاحات وبالتالي لا تتبق جرعات كافية للبلدان الأفقر”.