CGTN العربية/
انغ بوه، هو رئيس قسم التطهير بإدارة الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها التابعة لمكتب نانتشانغ للسكك الحديدية الصينية. في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد المفاجئ في نهاية يناير من هذا العام، شكلت إدارة الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها مؤقتا فريق التطهير النهائي بمحطة القطار يتكون من 16 شخصا وتم تعيين يانغ بوه كالرئيس، وكان الفريق يقوم بعمليات التطهير والتعقيم في جميع القطارات بمقاطعة جيانغشي ليلا ونهارا، حيث بنى يانغ وشركاؤه “خط دفاع صحي” للركاب أمام الفيروس الشرس.
التطهير النهائي، أخطر أعمال التطهير
يقصد بالتطهير النهائي التطهير الأكثر شمولا ودقة في الموقع الموبوء بعد أن يغادره مصدر العدوى، أما التطهير النهائي في القطارات فهو تطهير القطارات التي كانت ركبتها حالات مؤكدة وحالات مشتبه بها، حيث يعتبر من أخطر المراحل في عملية التطهير لقطارات الركاب.
قبل بدء عملية التطهير، يستغرق يانغ 20 دقيقة لارتداء معدات واقية، ثم يحمل بخاخا يزن أكثر من 20 كجم بمساعدة زملائه ويدخل مقصورة الركاب الفارغة للتعقيم. سرعان ما امتلأت المقصورة برائحة نفاذة للمطهرات القوية. “مقارنة بالتطهير الوقائي، يجب مضاعفة تركيز المطهر في التطهير النهائي، وينبغي أن يكون أكثر تفصيلا ودقة عند الرش”.
أصبحت المقصورة المغلقة ضبابية بعد رش المطهر، ومن الصعب أن يميز واحد الآخر في حالة ارتداء الملابس الواقية إلا أن جميع الزملاء يعرفون من يحمل الدلو الكبير في الأمام وهو يانغ بوه. “كل عملية تطهير هي معركة ضد الفيروس. بصفتي عضوا في الحزب الشيوعي الصيني ومسؤولا عن العمل، يجب أن أمضي قبل جميع الزملاء حتى يكونون أقل عرضة لخطر الإصابة، عندما نواجه فيروسا غير مرئي وخطير”، قال يانغ.
في عيد الربيع، اختار مواصلة العمل
بعد تخرج يانغ من تخصص الطب الوقائي عام 2007، انضم لإدارة الوقاية من الأمراض والسطيرة عليها التابعة لمكتب نانتشانغ للسكك الحديدية الصينية للقيام بعمل التطهير للمحطة والقطارات. على الرغم أن العمل يكون قذرا ومتعبا، إلا أنه لا يزال يحبه. قال يانغ: “أكثر ما آمله هو أنه في يوم ما، عندما تكون البلاد في أمس الحاجة لي، يمكنني أن أخوض في المعركة في الجبهة الأمامية.”
قبل حلول عيد الربيع في عام 2020، كان يعمل يانغ لساعات إضافية لمدة أسبوع متواصل من أجل إكمال مهمة التطهير لجميع القطارات في وقت مبكر، ولم يتسرع في السفر للقاء والديه حتى الانتهاء من كل الأعمال، وبعد وصوله إلى هناك في الساعة التاسعة ليلا، ما إن تناول العشاء حتى تلقى إشعارا بأن الإدارة ألغت العطلة بسبب تفشي الوباء، فبكى يانغ بصوت منخفض وقال لوالديه: “عذرا، أمي وأبي. باعتباري عضوا في الحزب، لا بد أن ألبى دعوة الوطن لي في ظل تفشي الوباء الخطير للعودة إلى مكان العمل ومواصلة عملي. سأرافقكم لقضاء عيد الربيع في السنة القادمة. ” في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، عاد إلى مكان عمله.
رغم أن العمل متعب، إلا أنهم لا يتوقفون أبدا
بسبب التعرض للمطهرات المسببة للتآكل أثناء العمل على المدى الطويل، غطت يدي يانغ شقوق صغيرة ودائما ما يكون حلقه جفافا، حتى عانى من أعراض السعال والألم وسوء التنفس، لكنه لم يشكو ذلك أبدا. كما عانى يانغ وزملاؤه من طنين الأذن والدوخة بسبب عدم كفاية الراحة لفترة طويلة، فنصحهم الأطباء بأخذ قسط من الراحة لكن لم يكن هناك من يرغب في الانسحاب من صفوف العمل الأمامية.
يعمل فريق التطهير النهائي 24 ساعة في اليوم دون انقطاع، حيث يتناول يانغ بوه الطعام ويعيش في مركز الإدارة في الأشهر الأخيرة. قال يانغ: “في بعض الأحيان، لا يمكننا إجراء التطهير إلا في الليل، لأن القطار يعمل خلال النهار، فمن المفروض أن ننتهى من العمل قبل الفجر”.
يزداد عدد الأشخاص الذين يستقلون حركة السكك الحديدية مع استئناف العمل والإنتاج في أنحاء البلاد، ما يتطلب من فريقه التخلص من التطهير الوقائي لأكثر من 400 قطار كل يوم، والتخلص من التطهير النهائي لأكثر من 20 قطارا يوميا. حتى 30 أبريل، أكمل فريق يانغ المكون من 16 شخصا 32،675 قطارا من مهام التطهير، منها 1،364 قطارا خصع للتطهير النهائي، وقاموا ببناء خط دفاعي قوي للركاب.
في أبريل من هذا العام، تم منح يانغ بوه وسام “الرابع من مايو لشباب الصين” في الدورة الرابعة والعشرين من حفل توزيع الجوائز، وأصبح الحائز الوحيد في قطاع السكك الحديدية الوطنية، حيث قال: “لم أتوقع أن أحصل على هذه الجائزة النفيسة، لأنني كشاب صيني فعلت ما علي فعله وتحملت مسؤولياتي فقط في ظل تفشي الوباء!”