CGTN العربية/

لسوء الحظ، شهدت الولايات المتحدة زيادة في عدد حالات الإصابة المؤكدة الجديدة التي اُصيبت بـ”كوفيد-19″ على نطاق واسع منذ مطلع شهر يوليو الحالي، وقد سجلت نصف الولايات رقما قياسيا بشأن حالات الإصابات الجديدة في يوم واحد.

قد حان الوقت لبعض الأمريكيين للتفكير في موقفهم تجاه الوباء.

على سبيل المثال، في اجتماع عقد في ولاية فلوريدا، تحول اجتماع استشاري حول ما إذا كان ارتداء الكمامة إلى اجتماع مضاد لارتداء الكمامة بشكل سريع. قال أحد الأشخاص الذين يعارضون ارتداء الكمامة: “حرمتنا من حريتنا وداست على الحقوق الممنوحة لنا بموجب الدستور. طلبكم هذا هو أمر صادر فقط عن الدول الاستبدادية التي يحكمها الحزب الشيوعي.” أما شخص آخر مضاد للكمامة: “سنقوم بالتضامن للقبض على كل واحد منكم يدوس على خيارنا الحر، مفهوم؟ ليس لديكم الحق في أن تأمروننا. لا يمكنك إجبار الناس على ارتداء الكمامات عندما تعلم أن الكمامات ستقتلهم”.

ولست متأكدا من أن ارتداء الكمامات يؤدي إلى وفاة الناس، لكن معظم الخبراء الطبيين يقولون إن نقصها يمكن أن يسبب الموت.

وكل هذا لا ينبغي أن يكون مفاجئا نظرا لأن الرئيس الأمريكي ترامب نفسه كان يرتدي كمامة في الأماكن العامة للمرة الأولى يوم الأحد الماضي. وذلك بعد أن تجاوزت بلاده عدد حالات الإصابات ثلاثة ملايين شخص.

وبينما يسعى هؤلاء الأشخاص إلى الحرية الشخصية، فإن عدد حالات الإصابة الجديدة يرتفع.

سجلت ولاية فلوريدا رقما قياسيا لعدد حالات الإصابة الجديدة في يوم واحد على رأس كل الولايات يوم الأحد الماضي، حتى تجاوزت أي رقم قياسي سجلتها ولاية نيويورك بشأن حالات الإصابة الجديدة في أبريل لما كانت بؤرة للوباء. كما وصل عدد الوفيات في يوم واحد في ولاية فلوريدا إلى مستوى جديد. في الوقت الحاضر، يمثل عدد حالات الإصابة الجديدة يوميا في ولاية فلوريدا ربع عدد حالات الإصابة الموجود في كامل الولايات.

وإذا قارننا مدى مقاومة الشعبين الصيني والأمريكي فيما يخص إغلاق المدن مؤقتا وارتداء الكمامات، قال ديفيد كلفر مراسل شبكة “سي إن إن” لدى الصين الذي تابع يوما واحدا من حياة الصينيين العاديين في هذه الظروف الاستثنائية، قال: “في ساعة الذروة في الصباح في يوم العمل ستجد أن كل المارة تقريبا يرتدون كمامة. في الصين، يرتدي الجميع تقريبا كمامة”.

لا أريد أن أعتبر مكافحة الوباء منافسة سياسية. لكن الحقيقة هي أنه في أسوأ لحظات الوباء في الصين، وحتى الآن، لا يزال معظم الناس يرتدون كمامات، ويلتزمون بأوامر الحجر الصحي للحكومة، ويتخلون عن الكثير من حريتهم الشخصية. إنه أمر صعب، لكن جميعا يتغلب على الصعوبات معا. ونتيجة لذلك، تمت السيطرة على الوباء إلى حد كبير حتى الآن، ويمكن للناس التمتع بحريتهم أفضل.

شاهد العديد من المراقبين المواقف الثقافية للآسيويين من خلال الوباء، مثل معاناتهم الطويلة والصعبة وصبرهم عليها قبل أن ينعموا بالحياة السعيدة والعيش الرغيد، واحترام السلطة، والتضحية بالحرية الفردية من أجل المصالح الجماعية. نعم، هذا النوع من الثقافة قد لا ينفع في جميع الظروف ومناحي الحياة المختلفة، ولكن هذه الثقافة نافعة جدا لمكافحة الوباء، فقد أثبتت أنها مفتاح السيطرة السريعة على الوباء في البلدان الآسيوية مثل كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة والصين.

ومع ذلك، فإن فشل إدارة ترامب في مكافحة الوباء واضح للجميع على مستوى الحكومة. في الوقت الراهن عندما يرتفع عدد حالات الإصابة، إن ترامب لم يتوقف عن تسييس الفيروس.

فقد قام ترامب بتهميش أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الإدارة الأمريكية، بعد أن لم يقدم تقارير العمل إلى الرئيس ترامب حسب ما قالت الوكالات. كما ذكر فاوتشي بنفسه أنه لم يلتق بالرئيس ترامب منذ 2 يونيو الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إعادة تشغيل الاقتصاد يشبه صراعا سياسيا أكثر من كونها قرار للصحة العامة، خاصة في الولايات المتأرجحة. دعا العديد من السياسيين الجمهوريين الحاليين الذين يخشون من التباطؤ الاقتصادي أن يؤثر على احتمال إعادة انتخابهم، وإلى إعادة تشغيل الاقتصاد، بينما عارض معظم الديمقراطيين ذلك.

علاوة على ذلك، قاد ترامب بلاده للانسحاب من منظمة الصحة العالمية واستمر في عقد اجتماعات في جميع أنحاء البلاد، متهما الصين بالتسبب في وباء “كوفيد-19″ لبلاده، والذي وصفه بـ”إنفلونزا الكونغ فو”.