CGTN العربية/

اختتام معرض بكين الدولي للسيارات لعام 2020، وهو مختلف عن معارض السيارات في المدن الأخرى التي تركز على وظيفة السوق المتمثلة في تعزيز الاستهلاك فإن معرض بكين للسيارات أكثر أهمية باعتباره دوارة الريح لصناعة السيارات. من معرض بكين الدولي للسيارات، يمكننا أن نرى الإشارات الثلاث لصعود صناعة السيارات في الصين.أصبح سوق السيارات الصيني الركيزة الحقيقية لتطور صناعة السيارات العالمية.

تسبب فيروس كورونا الجديد في حدوث تغييرات عميقة في صناعة السيارات العالمية، تم إلغاء أو تأجيل خمسة معارض سيارات رئيسية في العالم بما في ذلك جنيف وفرانكفورت وباريس وأمريكا الشمالية وطوكيو. أصبح معرض بكين هو معرض السيارات الدولي الوحيد من الفئة A في عام 2020. تعد الصين أسرع أسواق السيارات في العالم من حيث الوقت تعافيا، فمنذ وصولها إلى القاع في مارس، شكلت اتجاه انتعاش على شكل حرف V.

تحت ضباب الوباء العالمي، أصبح الانتعاش لسوق السيارات الصينية وشركات السيارات الصينية منذ فترة طويلة أمل الصناعة العالمية. كما قال الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاجن هربرت ديس: “أود أن أشكر الصين على وجه الخصوص، إذا لم تكن الصين قد أخذت زمام المبادرة في السيطرة على الوباء واستئناف التنمية الاقتصادية فستواجه فولكس فاجن تحديات كبيرة لبقائها هذا العام.”

الإشارة الثانية المهمة هي أن الصين قد تقود عملية التخلص من مركبات الوقود الى مركبات الطاقة الجديدة. في هذا المعرض، جلبت جميع المصانع الكبرى تقريبا في الداخل والخارج سيارات طاقة جديدة منتجة بكميات كبيرة، واحتلت مركبات الطاقة الجديدة مكانة المركز في جميع الأكشاك. من الجدير بالذكر أنه من بين 160 سيارة طاقة جديدة معروضة هذه المرة، منها 147 طرازا تم تطويرها أو تصنيعها في الصين. علاوة على ذلك، لا توجد فجوة كبيرة بين العلامات التجارية الصينية والعلامات التجارية الأجنبية في مجال التكنولوجيا.

في معرض السيارات لهذا العام، كانت شركات السيارات الصينية مثيرة للإعجاب من حيث التصميم الأنيق والتكنولوجيا السوداء الذكية، مثل سيارة ذات الأبواب الستة، و”طائرة” لشركة أكسبنغ الصينية، وتكنولوجيا تبادل البطاريات الخاصة بمجموعة بايك وشركة نيو الصينية، وإلخ، محاولة إعادة تحديد معايير السوق من حيث الأداء والذكاء والقوة والفضاء. أولى الجمهور اهتماما كبيرا لأكشاك العلامات التجارية الصينية.تحظى هونغ تشي وتشانجان وجيلي ولينك وشركاه بشعبية مثل العلامات التجارية العالمية. أصبح المزيد والمزيد من المستهلكين الشباب “معجبين” بالعلامات التجارية الصينية.

الإشارة الثالثة المهمة هي أن الظهور الرائج للعديد من شركات التكنولوجيا في معرض بكين للسيارات أكد مرة أخرى وجهة النظر القائلة بأن “القدرة على تغيير صناعة السيارات ليست في صناعة السيارات أساسيا”. بعد ظهورها لأول مرة في معرض شانغهاي العام الماضي، ظهرت هواوي لأول مرة في معرض بكين للسيارات هذه المرة، حيث قدمت التفاعل الذكي وشبكة الانترنيت للسيارة والقيادة المساعدة وأنظمة إدارة المحرك وما إلى ذلك، والتي تغطي جميع حلول تكنولوجيا السفر الذكية تقريبا باستثناء البطاريات. ليس من الصعب أن نرى أن هواوي ترسم بالفعل مستقبل صناعة السيارات وتشارك بعمق في جميع جوانب السيارات الذكية، لا بد أن تلعب دورا مهما في إعادة هيكلة صناعة السيارات المستقبلية.

مما لا شك فيه، لن تكون السيارة أداة نقل بسيطة في المستقبل، بل محطة يمكن ربطها بشبكات مختلفة وهي منفذ اتصال للبشر لدخول عالم البيانات الأكبر. مع النضج المتزايد لتكنولوجيا 5G والتطور السريع للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية كأساس للصناعة، لا بد أن تصبح شركات التكنولوجيا مثل هواوي محركات جديدة لصناعة السيارات، وتغيير قواعد اللعبة بشكل كبير في صناعة السيارات العالمية، وستساعد الصين أيضا فوز مكانة أكثر أهمية في صناعة السيارات العالمية.