CGTN العربية/

يصادف عام 2020 الذكرى السنوية العشرين لإنشاء منتدى التعاون الصيني الأفريقي، وهو أيضا عام خاص للتعاون الصيني الأفريقي في مكافحة الوباء للتغلب على الصعوبات. في النصف الأول من هذا العام، انخفض حجم التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا بنسبة 19.3%، وقد جلب الوباء تأثيرا كبيرا على التجارة والاستثمار بين الصين وأفريقيا إلى حد ما.

في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد، ساعدت الصين وأفريقيا بعضهما البعض وأظهرت مفهوم مجتمع ذي مصير مشترك. في أصعب الأوقات بالنسبة للصين في مكافحة الوباء، اتخذت العديد من البلدان الأفريقية زمام المبادرة لمد يد المساعدة للصين في حدود قدراتها. كما أن الصين بعد اندلاع الوباء في أفريقيا، قدمت أيضا كمية كبيرة من الإمدادات الطبية إلى أكثر من 50 دولة أفريقية، وأرسلت أكثر من 40 فريقا طبيا لمساعدة أفريقيا، ونظمت أكثر من 400 نشاط تدريبي لمشاركة تجارب مكافحة الوباء مع إفريقيا، وقد تم تدريب أكثر من 20 ألف موظف محلي من مختلف الأنواع.

لا تزال التبادلات الاقتصادية والتجارية ساخنة

على الرغم من تأثرها بوباء فيروس كورونا الجديد إلى حد ما، إلا أن التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأفريقيا لا تزال تتقدم بطريقة منظمة.

حافظت الصين وأفريقيا على علاقات وثيقة من خلال معرض كانتون على الإنترنت والمعاملات عبر الإنترنت على منصات التجارة الإلكترونية الصينية الرئيسية. في الدورة الـ127 لمعرض كانتون على الإنترنت لهذا العام، شاركت مصر وجنوب أفريقيا بنشاط في أنشطة الترويج عبر الإنترنت لمعرض كانتون، وجذبت أكثر من 100 من المشترين الأفارقة وممثلي رواد الأعمال من المدن الكبرى مثل القاهرة وجوهانسبرغ للمشاركة في التفاعل. قال رئيس غرفة التجارة والصناعة الصينية في تانزانيا إن جوز الكاجو والقهوة والمنتجات الزراعية الأخرى في تنزانيا وجدت قنوات البيع في المعرض.

التعاون الصيني الأفريقي يجد بوابة جديدة عبر التجارة الإلكترونية

يوجد حوالي 465 مليون مستخدم للإنترنت في القارة الأفريقية، ويقدر أنه سيكون هناك 495 مليون شخص في عام 2025. يتوقع موقع Statista على الإنترنت أن عائدات سوق التجارة الإلكترونية الأفريقية ستصل إلى 18.42 مليار دولار أمريكي في عام 2020، وبحلول عام 2024، سيصل حجم السوق إلى 34.662 مليار دولار أمريكي بمتوسط معدل نمو سنوي يبلغ 17.1%. وعلى المدى الطويل، يتطلب تطوير التجارة الإلكترونية في أفريقيا نظاما لوجستيا أكثر اكتمالا وسوقا ماليا أكثر تنظيما وثقة، وقنوات دفع أكثر أمانا وملاءمة وغيرها من التسهيلات الداعمة. وتصادف ذلك مع حاجة الصين الماسة في مجال الرقمنة واتصالات المعلومات وخاصة الطب عن بعد والتعليم عن بعد وتقنية الجيل الخامس وحقول البيانات الكبيرة إلى شركاء جدد، والصين وأفريقيا متكاملتان للغاية.

على سبيل المثال، شريكة “Kilimall”، وهي أول شركة صينية تدخل صناعة الإنترنت والتجارة الإلكترونية الأفريقية، تغطي حاليا أكثر من 10 ملايين مستخدم في البلدان الأفريقية مثل كينيا وأوغندا ونيجيريا. في فترة الوباء، تخطط المنصة لزيادة قنوات شراء معدات الوقاية الطبية الخاصة، والسماح لبعض البائعين الصينيين الذين يستوفون شروط المنصة ببيع الإمدادات الطبية لوضعها على رفوف مواد الوقاية من الوباء، مما يسهل بشكل كبير للمستهلكين الأفارقة الوقاية من الوباء.

إن حالة تفشي الوباء في أفريقيا مقلقة حاليا وخاصة في كبح عجلة التنمية، ولا شك في أن التعاون الصيني الأفريقي في قطاع الطب والصحة هو الأولوية القصوى الحالية وأبرز أوجه التعاون. في المستقبل، ستواصل الصين زيادة المساعدة في مجال الإمدادات والتكنولوجيا الطبية لأفريقيا لتعزيز وترقية التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا.