شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: دكتورة كريمة الحفناوى
#*كريمة_الحفناوى: ناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية، وعضو مؤسس بالحزب #الاشتراكي_المصري وجبهة نساء #مصر، عضو حملة الحريات #النقابية والدفاع عن حقوق العمال، وعضو لجنة #الدفاع عن الحق فى الصحة – مصر، وعضو متقدم ناشط في #الأتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحلفاء #الصين.
فى عالم تتصاعد فيه الهيمنة الرأسمالية المعسكرة المتوحشة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على دول أمريكا اللاتينية، والتى تعتبرها الحديقة الخلفية لها بجانب السيطرة والنهب للثروات النفطية فى الشرق الأوسط.
فى عالم تتنامى فيه السياسات النيو ليبرالية منذ ثمانينات القرن الماضى، والتى تسببت فى تكدس وتراكم الأرباح والثروات فى يد قلة محتكرة على مستوى العالم تتشابك مصالحها معَا، وأغلبية من سكان العالم تعانى من الفقر وغلاء الأسعار وتدهور الخدمات والصراعات والحروب العرقية والطائفية التى أججتها وأشعلتها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إضعاف وتفتيت الدول والقضاء على الدولة الوطنية وتحويلها إلى منبع تنهل من ثرواته وسوق لتصريف بضائعها ومنتجاتها.
فى عالم يُقتل فيه الأطفال من الجوع ونقص الغذاء والألبان والدواء، ويَبنى تجار الحروب المجد من دم الشهداء وعضم الأجساد البشرية.
فى عالم يُعلن فيه الرئيس الأمريكى ترامب تاجر الصفقات وحامى حمى الكيان الصهيونى مايسمى بصفقة القرن، التى محتواها تصفية القضية الفلسطينية، ووأد قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم. وفى إطار التغطية على فشل سياساته الداخلية والخارجية ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، بدأ الهجوم المحموم على الصين باعتبارها السبب فى فشله فى التصدى لتفشى فيروس كورونا، واستمر فى محاربته التجارية لها وفى كل المجالات وأخرها حظر ومنع برامج تواصل اجتماعى الكترونية.
وفى نفس الوقت تلتزم الصين بالانفتاح على مستوى عالٍ من خلال بناء رابطة الصحة المشتركة للبشرية، وتعزيز التعاون والتكاتف العالمى للتصدى لوباء كوفيد 19، وتعزيز التعاون فى مجالات الابتكار والتعزيز التكنولوجى للنهوض بالتدفق والتعاون المنتظمين للتكنولوجيا المبتكرة اليومية والخبراء لحماية حقوق ومصالح المبتكرين، كما تسعى الصين إلى تحسين التنسيق فى إدارة النظام المالى العالمى وتعزيز التنسيق للسياسة النقدية لمنع وتجنب المخاطر المالية الشاملة.
وفى ندوة استضافتها العاصمة الصينية بكين فى 11 يوليو 2020، والتى أقامتها الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية والمعهد الصينى الأفريقى وجامعة الشارقة بالإمارات، تحت عنوان “التعاون بين الصين والشرق الأوسط فى ظل وباء كوفيد 19 – تعميق الصداقة التقليدية وبناء المستقبل المشترك”، دار الحديث “الذى كتبت عنه مجلة (الصين اليوم) فى عددها الصادر فى شهر أغسطس 2020″، حول الاستفادة الكبرى من التجارة عبر الإنترنت بين الصين والدول العربية، وتعزيز تقاسم التكنولوجيا وتبادل المعلومات ببناء منصة المعلومات الاستراتيجية باستخدام التقنيات المتقدمة ومواصلة الانفتاح على الخارج والتشارك فى بناء الحزام والطريق.
إن التعاون الاقتصادى بين الجانبين الصينى والعربى سيحقق تطوراً مشرقا وسيضيف قوة جديدة للاقتصاد العالمى فى المستقبل.
وإذا كانت الصين تصعد فى الفترة الأخيرة كقطب اقتصادى استراتيجى عالمى، فإن دولة روسيا أيضًا تصعد كقطب عسكرى عالمى حيث استعادت التعادل النووى الاستراتيجى مع أمريكا، ودعمت إمداد مصر بأسلحة متقدمة بعد إسقاط حكم “الإخوان”، فى 30 يونيو 2013، كما تقوم بإنشاء محطات نووية لتوليد القوى الكهربية بمنطقة الضبعة فى مصر وإنشاء مناطق صناعية فى منطقة قناة السويس.
إن كل من الصين وروسيا تقفان مع الحق العربى فى إقامة دولة فلسطين على أراضى 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وترفضان كل القرارات المخالفة للشرعية الدولية.
إننى مع تكوين تحالف استراتيجى حقيقى (عربى – صينى – روسى) لمكافحة الإرهاب الدولى وضمان أمن وسلام الشعوب، ومنع الغرب من تكريس منطقتنا لمصالحه، ومن أجل تعزيز سيادتنا واستقلالنا وتوسيع التبادلات الاقتصادية والإنسانية بين هذه الدول كمجموعة متحالفة ومتفاهمة استراتيجيا، إننا فى حاجة إلى هذا التحالف لمواجهة الحلف الأمريكى – الصهيونى االرجعي الدولي، الذي يقوم على حساب دماء الشهداء وصرخات الأسيرات ومقتل الأطفال والأسرى المعتقلين فى سجون الاحتلال الصهيونى وعلى حساب تشريد ملايين الفلسطينيين على مختلف بقاع العالم.
إن مصلحة الشعوب فى التخلص من نير الاستعماروالرأسمالية المتوحشة والاتجاه للتعاون مع الدول التى تتعاون معها وتساعدها على بناء ونهضة وتقدم بلدانها والعمل من أجل الاستقرار والرخاء والأمن والأمان والعدل والسلام.
التوجه نحو الشرق هو الخيار الأفضل، والمستقبل الزاهر والمثمر بتوثيق الأمة العربية علاقاتها مع الصين وروسيا