قال مسؤول باللجنة المنظمة لأولمبياد “بكين 2008” مؤخرا إن الصين تغلبت على صعوبات مختلفة في تاريخها الرياضي في القرن الماضي، وأن فوزها بحق استضافة كل من الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية يمثل إنجازا عظيما حققته البلاد في مجال الرياضة.
وجاء تحقيق هذا الحلم الأولمبي الممتد لمدة قرن من الجهود الجماعية لعدة أجيال من الشعب الصيني.
وفي عام 1908، قدم مقال صحفي صيني الدورة الرابعة للألعاب الأولمبية في لندن، وفي نهاية المقال طرح ثلاثة أسئلة على الشعب الصيني: متى ستتمكن الصين من إرسال رياضييها إلى الدورة؟ ومتى ستفوز الصين بميدالية ذهبية في الأولمبياد؟ ومتى ستكون الصين قادرة على استضافة أول دورة ألعاب أولمبية؟

وكان هذا هو العام الذي عبر فيه الشعب الصيني عن أمله في المشاركة في الفعاليات الرياضية الدولية لتحقيق المجد للأمة الصينية. وفي عام 1932، شارك العداء الصيني ليو تشانغ تشون في دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس بمفرده، ممثلا الصين، وكانت المرة الأولى التي يتنافس فيها رياضي صيني في الأولمبياد.
وفي عام 1984، فاز لاعب الرماية الصيني شيوي هاي فنغ بأول ميدالية ذهبية للصين في دورة الألعاب الأولمبية الـ23. وفي عام 2008، وبعد 100 عام من طرح الأسئلة الثلاثة، استضافت الصين أول دورة ألعاب أولمبية لها في بكين.
ومع تحسن القوة الوطنية الشاملة وارتفاع مستوى معيشة الشعب للصين المستمر، أصبحت استضافة الألعاب الأولمبية الطموح المشترك للصينيين، حتى يوم 8 أغسطس 2008 عندما ركز العالم كله اهتمامه على بكين. وقال جيانغ شياو يوي، نائب الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لدورة “بكين 2008″، إن نجاح هذه الدورة يعد علامة بارزة في تاريخ الرياضة في الصين.

وأضاف: “في البداية، كانت الصين مبتدئة في الرياضة. وتحولت بلادنا من متفرج إلى مشارك، وفازت لاحقا بأول ميدالية ذهبية، وأصبحت أخيرا صاحبة أكبر عدد من الميداليات في الدورة. ويعد تاريخ الرياضة في الصين مثالا وصورة حقيقية لكفاح الشعب الصيني في مجال الرياضة خلال القرن الماضي”.
بذلت الصين جهودا كبيرة في تعزيز البنية التحتية الحضرية وتحسين البيئة الطبيعية لأولمبياد بكين. والآن، تقف الصين عند التقاطع التاريخي لمئوية الحزب الشيوعي الصيني، وتهدف البلاد إلى تشجيع لا يقل عن 300 مليون مواطن على المشاركة في الرياضات الشتوية.

وستعمل الصين على تعزيز الحملة الوطنية للياقة البدنية بشكل فعال من خلال الاستفادة من فرصة استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. وفي السنوات الأخيرة، أقامت مدينة جيلين بشمال شرقي الصين أكثر من 130 حلبة للتزلج لسكانها. وتم إدراج دروس الرياضات الشتوية في التعليم في حي يانتشينغ ببكين. وأنشأت المدارس ورياض الأطفال فرقا للرياضات الشتوية.
وقال جيانغ: “استغرق الأمر من الصين قرنا واحدا لتحقيق حلمها الأولمبي. وفي هذه اللحظة التاريخية الخاصة للاحتفال بالذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني، حققنا حلم الألعاب الأولمبية تحت قيادة الحزب. ومع ذلك، فإننا الآن في رحلة جديدة لتحقيق النضهة العظيمة للأمة الصينية، وطرحنا أهدافنا الجديدة. ولا ينبغي أن تتمتع الصين بأمجاد الرياضات التنافسية فحسب، بل يجب أن تتمتع أيضا بالإنجازات في حملتنا الوطنية للياقة البدنية”.
من المقرر أن تستضيف الصين دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في غضون نصف عام في العاصمة بكين ومدينة تشانغجياكو المجاورة. وستكون بكين أول مدينة تستضيف كلا من الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية، وستقدم مساهمتها الفريدة في التاريخ الأولمبي.
*سي جي تي إن العربية.