شبكة طريق الحرير الإخبارية/
فنزويلا ويوم الكرامة الوطنى
بقلم: دكتورة كريمة الحفناوي
فى الذكرى الحادية والثلاثين ليوم الكرامة الوطنى (الرابع من فبراير 1992) دعا السيد ويلمر أومار بارينتوس سفير جمهورية فنزويلا الشعبية بالقاهرة، ممثلى مجموعات التضامن والأحزاب السياسية والإعلاميين أصدقاء فنزويلا للاحتفال بالثورة المدنية العسكرية بقيادة هوجو تشافيز ويوم الكرامة.
رحب السيد السفير بالحضور وأوضح أهمية هذا الحدث بالنسبة لدول أمريكا اللاتينية وشعوب العالم، وقال ” لقد سبق هذا التاريخ انتفاضة شعبية كبيرة فى فبراير 1989 ضد السياسات النيو ليبرالية وكانت هذه الانتفاضة استمرارا لمبادىء المحرر سيمون بوليفار القائمة على التحرر الوطنى وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والإنصاف”.
واضاف السيد بارينتوس ” إن الثورة المدنية العسكرية عام 1992، والتى أُطلِق عليها عملية زامورا أعادت أمل شعب بأكمله من الفئات الأكثر ضعفا وتهميشا، هذه الثورة تعنى بداية الكرامة الوطنية، وقامت على يد مجموعة من العسكريين الوطنيين الذين أعلنوا رفضهم للنظام الذى يحقق مصلحته الشخصية فى ظل الفساد والاستبداد”.
وبالرغم من أن هذه الثورة المدنية العسكرية لم تحقق أهدافها عام 1992، إلا أنها أدت إلى إنتصار انتخابى كبير لهوجو تشافيز عام 1998، الذى أصبح رئيسا للبلاد وبدأ فى تنفيذ برنامجه الخاص بعالم خالٍ من الهيمنة والاستعمار والإمبريالية.
ومن كلمات الرئيس الفنزويلى هوجو تشافيز فى فبراير 1992 عندما قام مع 200 من زملائه بثورة مدنية عسكرية،”يجب أن ندعم بعضنا البعض من أجل تنفيذ مشروع ثورى فى أمريكا اللاتينية كما كنا منذ قرون، بفكرة قارة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبى كدولة واحدة، نحن فى حقبة صحوة وإحياء للشعوب، حقبة مليئة بالقوة والأمل”.
واستكمل الرئيس الحالى نيكولاس مادورو طريق الثورة البوليفارية، وقال فى ذكرى يوم الكرامة هذا العام ” مع عام 1992 بدأ فى فنزويلا نشأة البوليفارية الجديدة، وهو مشروع يتسم بإنقاذ الجذور العميقة للمسيرة الاجتماعية التاريخية الفنزويلية، ذات المضمون الشعبى العميق، كانت فترة بناء الأمل، التى أدت إلى إعادة التأهيل الديمقراطى للشعب الفنزويلى، وكانت الفترة الأكثر تأثيرا فى تاريخ أمريكا اللاتينية عن طريق القائد هوجو رفائيل تشافيز فرياس”.
وفى القمة التى تم عقدها فى “بوينس آيرس” فى الأرجنتين فى يناير 2023، لرؤساء دول أمريكا اللاتينية وبحر الكاريبى، قال السيد مادورو على الولايات المتحدة الأمريكية الكف عن التهديدات والمؤامرات تجاه دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبى، وأيد مقترح الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا للبدء بنظام نقدى لدول أمريكا اللاتينية وبحر الكاريبى، والذى يعتبر الخطوة الأولى، فى مسار يجب أن يكون مسارا دائما لارجعة فيه، للتكامل الاقتصادى والتجارى والمالى والنقدى، كما أكد رئيس فنزويلا على توحيد الجهود والقوى لرفض أى نوع من التدخل من قِبل قوى خارجية ورفض أى تدخلات أو انقلابات أو عقوبات ضد الدول الحرة ذات السيادة.
وأكد الرئيس مادورو على أن يكون عام 2023 عاما للاستقرار وإنهاء الاستعمار وتوطيد العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية التى تتولى فيها السلطة حكومات تقدمية، وعاما لتحسين الأوضاع المادية لصالح العدالة والمساواة، وبناء الاسقلال وتعزيز النمو الاقتصادى وتوسيع نطاق الحماية والأمن الاجتماعى ليشمل جميع الشعب الفنزويلى ولاسيما ضحايا الحصار الاقتصادى.
كل التحية لشعب فنزويلا السائر على طريق نهضة وبناء وتقدم دولته، وكل الدعم لدولة فنزويلا وشعبها الصامد فى مواجهة العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الرأسمالية المتوحشة الأمريكية.
كل التحية لموقف الشعب الفنزويلى والرئيس نيكولاس مادوروا الداعم لحق الفلسطينيين فى استعادة دولتهم وعاصمتها القدس، وموقفه الأخير من إدانة مجازر العدو الصهيونى فى مدن الضفة الغربية، وإدانة جرائم قتل الشباب الفلسطينى وهدم المنازل واقتلاع الأشجار وبناء المستوطنات غير الشرعية على الأراضى الفلسطينية.
لقد أعلن الرئيس الفنزويلى فى السابع والعشرين من يناير 2023 إدانته للعملية الدموية التى قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية صباح 26 يناير فى جنين فى الضفة الغربية وقتل جنود الاحتلال فيها تسعة مواطنين فلسطينيين، وقال وسط هتافات الجماهير” نحن مع هتافاتكم، فلسطين واصلى، قاومى، دعى العالم ينتفض” وأكمل “نحن نطلب من الشعب اليهودى بإسم ربنا أوقفوا هذه المذبحة، بإسم الكرامة والعدالة والإنسانية أوقفوا هذه المذبحة، أوقفوا حرب الإبادة”. كما وجه مادوروا دعوة للشعوب العربية والشعوب الحرة طالبا فيها الاستيقاظ من أجل الدفاع عن القضية الأكثر عدالة فى العالم قضية حق الشعب الفلسطينى فى الحياة على أرضه، فى العيش بسلام على الأرض التى عاشوا فيها قرون لآلاف السنين”.