صحيفة الدستور الأردنية!
الاكاديمي مروان سوداح
في أواخر1927 غادر الشاعر والأديب المعروف جورج بن ميخائيل بن موسى صَيدح/سوداح باريس، صحبة زوجته الفرنسية نحو فنزويلا، كالعديد من أبناء الجاليات الشامية الوازنة الذين استقروا في (أمريكا اللاتينية)، ضمنهم الأُردنيين والفلسطينيين، ليساهموا بنشاط محمود في التعريف بالشعب العربي، حضارته وثقافته وواقعه وقضاياه النضالية، متآخين في الوقت ذاته مصيرياً مع شعوب تلك القارة.
أنذاك، أسس صَيدح مجلة «الأرزة» الشهرية باللغة الإسبانية في كاراكاس، حيث نقل فيها وجوهاً من الأدب العربي القديم والحديث، ونشط في أوساط العرب والفنزويليين نصرةً لقضية فلسطين ولتعرية مرامي الصهيونية وداعميها، وما يزال رفاق صَيدح يواصلون نضالهم بالكلمة والحُجّة، لتعزيز المشتركات الإنسانية بين أمتينا العربية والفنزويلية، غير آبهين بالانقلابيين المرتبطين بالصهيونية والاستعماريين، على شاكلة (غوايدو)، الذي تجرّد من فنزوليته ووطنيته وإنسانيته، ليَهب نفط فنزويلا مجاناً للولايات المتحدة، ويُهدِي واشنطن ما لا يَملك من أطيان بلاده فنزويلا وممتلكاتها غير المَنقولة وملياراتها المَحجوز عليها في بنوك (العم سام) ومؤسساته الاحتكارية.
الشعب الفنزويلي عريق الحضارة والثقافة، وهو مُندمج مع العرب الشاميين، وهم منصهرون فيه، وجميعهم يُحقّقون أدوراً واسعةً في مؤسسات وطنهم فنزويلا، وضمنها وزارة الخارجية, لذا تجد قضايانا المصيرية تفهّماً عميقاً لدى الشعب والدولة هناك، ويَشتهر في العالم عدد غير قليل من سفراء فنزويلا وكبار دبلوماسييها مِمَن يتمتعون بأصول شامية، يُجسّرون علاقات أمتينا ودولنا.
سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية لدى البلاط الملكي الهاشمي، الأخ عمر فيالما أوسونا، يؤكد عُمق وطِيب العلاقات بين حكومتي البلدين وشعبيهما، ويكشف عن أن سفارته ناشطة في عملانيات التعاون متعدد المناحي، والتي منها السياحة، حيث زار وزير السياحة الفنزويلي الأُردن نهاية العام المنصرم، زد على ذلك أن الدولتين تعملان على إعداد إتفاقيات تخص وزارات السياحة والثقافة والصناعة والتجارة والتموين والاقتصاد، إلى جانب التنسيق في مجالات أخرى. والأهم من ذلك كما يَلفت السفير أنظارنا، وهو نائب سابق لوزير الثقافة في بلده، إلى أن قائدي البلدين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس نيكولاس مادورو يتبادلان الاحترام العميق ما يدفع بعلاقات بلدينا إلى فضاءات أرحب.
نصّبت واشنطن المنشق غوايدو رئيساً على فنزويلا، في تضاد للمنطق والقانونين الدولي والانساني والأعراف الدبلوماسية، لذلك تحوّل اليوم إلى شخص منبوذ في وطنه، وذهبت ريحه، وانطفأ إسمه، وها هو الشعب الفنزويلي يتبرّم منه ويذمّه في الشوارع والمَحَال والساحات العامة، وينفض عنه، إذ لم يَسبق لفنزويلا البوليفارية والتشافيزية المُناضِلة أن شهدت مَن يمنح وطنه للأجنبي مجاناً وبوقاحة منقطعة النظير، مِمَا دفع بالجمعية الوطنية الفنزويلية و»المعارَضة»- حليفته ذاتها- للانفضاض عنه ليصبح منبوذاً بامتياز إثر فشله بتدمير وطنه بسيناريوهات إفقارها المُخطّط وتهريب السلع الأساسية للخارج، أو حجبها عن شعبه في محاولته المفضوحة للانقضاض على النظام السياسي البوليفاري ببيع نفسه لشياطين الأجنبي بدون ثمن حتى!
فنزويلا الشعب والدولة تعيش اليوم مرحلة انتعاش وإنعاش لذاكرتها الوطنية الجَمعية واستعادة مرتكزاتها الثورية، لإنجاز نقلة نوعية تعظِّم علاقاتها العربية والعالمية بخاصة مع أصدقائها وحُلفائها.
*رئيس لجنة التضامن العربية مع شعب فنزويلا
صديقي العزيز وأخي الكبير وزميلي المحب استاذ عبد القادر خليل: شكراً جزيلا لمبادرتك الشخصية لأعادة نشر مقالتي عن الدستور اليومية الاردنية، وهي عن فنزويلا الشقيقة..
ذلك واجبي رفيقي المحترم أستاذ مروان سوداح..فكلنا نتضامن وندعم فنزويلا الصديقة ونتمنى لها كل الخير والازدهار