Saturday 23rd November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

فاعِلية الحُضور الصّيني فِي القَضية الفِلسطينية.. مناصَرة وتأييد   

منذ 3 سنوات في 26/مايو/2021

خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

فاعِلية الحُضور الصّيني فِي القَضية الفِلسطينية.. مناصَرة وتأييد   

 

بقلم: الاستاذة منال علي

*كاتبة وصحفية إذاعية معروفة في البرنامج الأوروبي في الإذاعة المصرية، ومختصة بشؤون دول البحر الأبيض المتوسط و بلدان آسيا، وعضو ناشطة معروفة في قِوام الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

 

 منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين المدافعين عن مسجدهم أقصاهم وأراضيهم، وبين (الإسرائيليين) أكدت الصين على دعم سُبل خفض التوترات وإنهاء أسباب النزاع من أجل عودة الحق لأصحابه، وشدّدت منذ البداية على ضرورة وقف إطلاق النار والعنف الصهيوني والمضي قدمًا للحيلولة دون المزيد من الانزلاق بالوضع القائم، بخاصة الاعتداءات الدموية التي طالت الأبرياء من المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 وكان لتصريح الرفيق تشانغ جيون، مندوب جمهورية الصين الشعبية الدائم لدى مجلس الأمن، بحرص الصين على مواصلة الضغط داخل مجلس الأمن الدولي من أجل تحرك إيجابي لنزع فتيل التوتر الأثر البنّاء وإعادة الصدى للعديد من الدول، فأعقبه تصريحات قوية من جوانب عدة للضغط على الجانب الصهيوني، وحمله على التهدئة والالتزام بالمعاهدات الدولية والمطالبات برفع الحصار عن قطاع غزة. 

 كما أكد وزير الخارجية الصيني الرفيق وانغ يي، خلال ترأسه المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وفيما يخص القضية الفلسطينية، أن الصراع المتصاعد بين الكيان الصهيوني ودولة فلسطين أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا من بينهم نساء وأطفال، وأن الوضع جد خطير وينذر بتطورات سلبية إذا ما استمر الوضع على هذا النحو من إطلاق يد الحكومة الصهيونية باستخدام أشكال العنف المختلفة ضد الفلسطينيين المدنيين المدافعين عن أراضيهم، وأكد على ضرورة إيجاد سبل تعزيز التعاون من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وحماية أرواح السكان المحليين، مشددًا على أن القضية الفلسطينية تُعد جوهر قضايا المنطقة العربية والتي يُعد حلها بشكل تام وعادل وشامل، مَعبّرًا أساسيًا لتحقيق السلام الدائم والأمن الشامل في المنطقة.

 ولا شك أن مساهمة الصين بشكل إيجابي في المحافل الدولية للتنديد بأعمال العنف الصهيونية بحق المدنيين الأبرياء في فلسطين وقطاع غزة، قد ساعدت بشكل كبير على ضرورة وقف الهجمات بالصواريخ والقذائف والدبابات والطائرات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، ومد جسور التواصل داخل المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات حاسمة وجادة لدفع بعض الدول للتوسط من أجل التهدئة، وهو الأمر الذي تم بالفعل على أمل استمرار الهدوء بين الطرفين.

 ولفت المسؤولون الصينيون إلى أهمية دعم الشعب الفلسطيني بتقديم يد العون والمساعدة على استعادة السيطرة، والعزم بمواصلة العمل على عودة الحياة لطبيعتها داخل الأراضي المتضررة من حالة الصراع العنيفة والمدنيين الذين تضرروا كثيرًا جراء القصف الصهيوني على منازلهم وأطيانهم وعائلاتهم، فأصبح الكثير ممن بقي على قيد الحياة مشردًا بلا مأوى، مما دفع الصين لتقديم يد العون والمساعدة بهبة أولى قدرها مليون دولار أمريكي، مساهمة مبدئية في إنجاز أعمال إعادة إعمار غزة وبعض سكان القرى المتاخمة للقطاع ممن فقدوا الأمل في إيجاد مأوى بشكل سريع، كما تعهدت الصين باستمرارية فتح قنوات اتصال مع الفلسطينين لتقديم ما يلزم لاستعادة الأمن والسلام والراحة للشعب الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية، مما دلل على موقف الصين الإيجابي وحرصها الشديد على ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار السياسي، ليس فقط داخل الأراضي الفلسطينية، ونزع فتيل الصراع بشكل حاسم، ولكن أيضًا في منطقتنا العربية كلها (التي تسميها أوروبا الشرق الأوسط!)، فالصين تسعى دائما للتهدئة والاستقرار من أجل تحقيق ما تصبوا إليه الشعوب من استكمال الأمان والنمو.

 أما عن محدّدات وقيِم التضامن الصيني مع الفلسطينيين ودعم القضية الفلسطينية، فهو ينبع من إرث حضاري قائم على مرتكزات تحررية رافضة للاستعمار، ومؤمنة إيمانًا راسخًا بحق الشعوب في العيش بكرامة على أراضيها.

 

دعم الصين التاريخي لفلسطين والفلسطينيين

 

  يُعد الدعم الصيني لحركة التحرر الوطني الفلسطيني قضية تاريخية معروفة، وتشهد على ذلك وتعززه زيارات قادة فلسطين للصين صانعة السلام و الباحثة دائمًا عن المشاركات التي تدعم الحلول الموضوعية والعادلة للفلسطينيين. فكانت زيارة الرئيس الراحل القائد ياسر عرفات إلى بكين عام ١٩٦٤ والتي تم في أثرها افتتاح مكتب تمثيلي فلسطيني في بكين ضمن نقاشات لجنة التضامن والأمن الآسيوي، واعترفت الصين بمنظمة التحرير ممثلًا للشعب الفلسطيني، وبدأ تقديم دورات عسكرية خصوصًا على مستوى القيادات في الصين، وأصبحت الصين مصدر السلاح الأساسي للمقاومة الفلسطينية في نهاية الستينات. كما شكّلت تجربة التنظيم والحرب الشعبية الصينية جزءًا أساسيًا من أفكار المقاومة الفلسطينية و نموذجًا للاحتذاء به.

 ومن الجدير بالذكر، أن الصين تعمل دائمًا لصالح الشعوب المقهورة بعيدًا عن الاستقطاب السياسي والدولي. وباعتراف العالم أجمع وعلى مرأى ومسمع من الجميع، قدّمت الصين مساعدات للجانب الفلسطيني في مجال التنمية حيث تدرّب أكثر من (5) آلاف كادر فلسطيني في كل المجالات على مدى ١٠ أعوام، وأنُجز أكثر من ٤٠ مشروعًا في الضفة الغربية و قطاع غزة، وزاد مبلغ المنحة لوكالة الأمن المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينين (الأونروا)، مما يدلل على عمق العلاقة بين الصين والفلسطينيين ونشاط هذه العلاقة في تنمية مجالات تشكيل الأحزاب والمؤسسات الثقافية والأكاديمية والفكرية. فالصين تسعى دائمًا لفتح سُبل التعاون المشترك لتعزيز وتقوية الصداقة الصينية الفلسطينية الأخوية التي تغرس بذور التعاون لحصاد التنمية المنشودة للجانبين معًا. 

 وعادة ما يقابل ذلك ترحيبًا كبيرًا من الجانب الفلسطيني بتلك المواقف الصينية، ولذلك الدعم اللامحدود واللامشروط، حيث أثنى الفلسطينيون على عدم تجاوب الصين مع المخططات الأمريكية التي منها مؤامرة (صفقة القرن) التي روج لها ترامب وصهره، وتضمنت طرح أفكار اقتصادية و ليست سياسية، مما يهدر الحق التاريخي الفلسطيني في أرض فلسطين، وينقله وقضيته إلى مسرح العبث بحقوق التاريخية على يد الاستعمار الدولي، بحجة طرح موضوعات اقتصادية قد تعصف فيما بعد بالقدرة الفلسطينية على المقاومة من أجل استعادة حقها المسلوب، فجاء الرفض الصيني معبرّا عن وعي عميق وفهم لمحاولات الالتفاف على الشرعيات الدولية، ومعلنا أن لا تجاوز للحقوق السياسية والوطنية الثابتة والراسخة للشعب الفلسطيني الحر. فالموقف الصيني واضح لا التباس فيه في دعم القضية الفلسطينية، وفي دعم الفلسطينيين ولعدم السماح بالتلاعب بمقدرات ذلك الشعب الفلسطيني المناضل. 

 ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فإن لقيام الصين بدور فاعل في حل القضية الفلسطينية، والذي تمثّل في الماضي بدعم استراتيجية الكفاح المسلح والنضال السياسي، إلا أن الصين تعمل في الوقت الحاضر على طرح حلول عملية على الأرض من شأنها تقديم الغوث والعون لتحسين حياة الفلسطينين، عبر إقامة مشروعات تطوير بُنى تحتية وكل ما يلزم لتوفير سُبل حياة أفضل على أرض فلسطين المحرَرة. ولهذا، فإن الصين تنشد حاليًا دعم بناء الدولة الفلسطينية المستقلة بالذات، ضمن التأكيد الدائم والداعم لحل الدولتين، الذي يتضمن دولة فلسطينية سيّدة حقًا على نفسها على حدود الرابع من حزيران (يونيو) ١٩٦٧. كل ذلك كان سببًا رئيسيًا في ان ينظر الفلسطينيون صوب الصين باهتمام بالغ كطرف حليف داعم سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وتنمويًا لقضاياهم، مِمَّا يجعلهم باستمرار مقدّرين ومُعلِين لذاك الدور التاريخي في مساندة قضيتهم العادلة، فكان ذكر اسم الصين من أوائل الدول التي جرى استحضارها على ألسنة أهم قيادات المقاومة الفلسطينية، في دعوتهم لإيجاد حل عادل ودائم ونهائي وحاسم لقضاياهم العادلة في المحافل الدولية، إيمانًا منهم برسوخ موقف الصين على القواعد الأيديولوجية الداعمة لقضاياهم.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *