شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: غسان أبو هلال
*كاتب من الأردن.
تتمتع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، في أيامنا، بأهمية لا حدود لها، فهي تنقل الأخبار للمجتمعات والأفراد، وتتحدث عن الأحداث والتطورات على الصُّعد المحلية، والعالمية. ولذلك، هي خط الدفاع الأول عند بعض الدول، ولغيرها الأخر هي خط الهجوم الأول، بخاصةٍ إذا كانت تتمتع بسمعة عالية، ومصداقية وشفافية في نقل وبث وترويج الأخبار، التي تصل فوراً إلى عقل المتابع دون أي عناء منه.
فَ “المُرَاسِل الصحفي”، والرجل الإعلامي، ليس كأي “مراسل” آخر في عالمنا، لكونه يعمل في مجال الكتابة ونقلها للعقول. لذا، هو يتواجد هناك أينما تواجد الجندي والخبر. لكن، وسائل الإعلام ليست متشابهة في أهدافها ومراميها، فمنها مَن ينقل الخبر بموضوعيةٍ، ومنها مَن ينقل النبأ الكاذب وينشر الفبركات. وبالنسبة لوكالات الأنباء عموماً، فهي على ألوان كثيرة، منها الحكومية، ومنها الخاصة، ومنها مَن يَخضع للكارتيلات الاقتصادية الدولية. وبهذا، فإن الأخيرة تروّج لمصالح محددة ولصالح جماعة واحدة فقط، وليس لكل المجتمع.
دعونا هنا نتحدث عن قناة “ار تي” الإخبارية – (روسيا اليوم) العربية، التي احتفلت منذ فترة وجيزة بعيد ميلادها الـ15، وبالطبع هي قدّمت الكثير من الجديد للمستمع العربي، لكونها التلفازية الروسية الأولى العاملة باللغة العربية. وبرغم جهودها الكبيرة، إلا أننا نأمل أن تقوم القناة بتطوير طبيعة ترويج الخبر، والمادة الصحفية، و”شرائط المعلومات” المتحركة التي تبث على شاشة المُباصرة للمشاهدين، والأخيرة يتم انتقادها من كثيرين، لأن الخط العربي المنشور لا يراه هؤلاء وكبار السن، ولأنه يتم تغيير الأخبار المنشورة بسرعة كبيرة لا تمكِّن المشاهد القارئ لها من مواصلة المتابعة، فيترك القناة لأخرى غير روسية! لذلك، نأمل أن يتم تطوير هذا الجانب، والاستفادة من خبرات مختلف القنوات الأخرى بشأنه، فَ “روسيا اليوم” التي تبث من موسكو على مدار الأربع والعشرين ساعة، والسبعة أيام في الأسبوع، والأربعة أسابيع في الشهر، شهيرة بكل معاني الكلام، وتتمتع بشعبية في الأوساط العربية، ولذلك هي مستهدَفة من بلدان وجهات عديدة، لكونها روسية، وبخاصةٍ الآن.
ولهذا، أرى بأنه من المفيد لروسيا، وسياستها، وعلاقاتها العربية والدولية، تأسيس قناة تلفازية آخرى تكون إلى جانب “أر.تي”. مثلاً، تختص بالأنشطة التجارية، والاجتماعية والثقافية، وبث الأفلام والمسلسلات الكرتونية والسينمائية، وتحديداً تلك الروسية، على أن تكون مدبلجة بالعربية، لا سيَّما وأن هناك عدد كبير مِمَن يتعطشون لهذا كله وغيره ليتلقفوه مِن موسكو. ومن المهم أيضاً، تخصيص برامج خاصة وطويلة عن المسيحيين والمسلمين في روسيا وأعيادهم، لتقريب روسيا أكثر من العرب والمسلمين ومسيحيي الشرق العربي، خصوصاً في فترات الأعياد الدينية والوطنية لكل بلد عربي.
إن دخول المسلسلات الروسية إلى كل بيت عربي ومسلم، يُدخِل معه فكرة جديدة عن روسيا. والأفلام الروسية لازمة للعرب، تماماً كما كانت الأفلام السوفييتية شهيرة في عالمنا العربي، وعند المسلمين عرباً وعجماً، منذ حقبة طويلة، وسيكون لهذا كله مردود إيجابي على روسيا والعرب عموماً.