جريدة الدستور الأردنية/
الأكاديمي مروان سوداح*
زُرت سَلطنة عُمان بدعوات رسمية مرات عديدة، والتقيت شخصياتها العُليا، وكتبت عنها كثيراً لاعجابي بها وتقديري العالي لها ولطريقة الحُكم فيها، فهي دولة مُستقرة وآمِنة، قوية ومُتقدمة، مُعَاصِرة ومُنفتحة، رَشيدة وحَكيمة في إدارتها، وتفعّل في يومياتها واستراتيجيتها المُثُل السامية في التعامل الإنساني، وترفع مَصالح شعبها ومُتطلبات مواطنيها إلى قِمَمِ أولوياتها قولاً وفِعلاً وعَملاً.
عُمان بلد شقيق وحبيب، تربطنا به منذ البدء علاقات وطيدة وعميقة وطيبة وتعاون مُثمر في كل المجالات وعلى كل المستويات.
وعُمان أيضاً وعلى رأسها جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد؛ الذي تسلّم زمام الحُكم بطريقة سلسة لفتت أنظار العالم نحو مسقط؛ دولة سماحة استثنائية تعفو عن المتمردين والخارجين على القانون، وتفتح صدرها بكل رحابته لهم، فالعفو عند المقدرة هو دَيدنها، وهكذا يتطلع إلى حضنها الدافئ كل مَن أغرتهُ إغراءات الدنيا، ليُراجع نفسه ويعود إلى رشده في وطن لا تَعرف قيادته التاريخية سوى محبة أبنائها وخدمتهم وحمايتهم، وترشيد مسيرتهم، وضربها أمثولة بمرونتها وأصالتها أمام العالم بدوله وأُممه، أحزابه وعقلياته المُتنافرة ومصالحه المتضاربة.
لقد كان العفو السامي عن المتمردين من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم، وقبول عودتهم إلى مساقط رؤوسهم الأم، مأثرة إنسانية جديدة أكدت أن الوطن العُماني بقيادته الفذة سيبقى تُرساً لأبنائه للذود عنهم، وهم بالتالي سيستمرون حماةً صَلدين له ولبُنيانه الراشد، فهو الأب الحنون والأم الرؤوم الباقيان أبداً، وقيادة عُمان تستلهم أمجادها التاريخية منذ أن تأسست، لتُبقي أبوابها مُشرعةً أمام جميع مُحبيها ومُريديها، عُمانيين وعرباً وأمميين، ذلك أن الدروس العُمانية في الوطنية كثيرة وجليلة.
وأستذكر هنا اجتراح السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، سابقة إنسانية في تاريخ السلطنة والعالم، مطبقاً مقولته الشهيرة: «عفا الله عما سلف». فحين تنتقم معظم الدول من المتمردين بنصب المشانق لهم، أصدر السلطان عفوه العام عن جميع اليساريين (في حرب ظفار)، الذين قاتلوا بالسلاح ضد النظام لتحويله إلى آخر، لكنهم عادوا إليه، وهو استقبلهم بمحبة غامرة تماماً كما يَستقبل الأب إبنه الضائع. وليس هذا فحسب، بل وفور تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في السلطنة، في 23 تموز 1970، مَهّد لإعلان العفو العام عن جميع المتمردين، في أيلول 1970، ووعد كل ظفاري مشترك في حركة التمرد بمعاملة حسنة، وبتحقيق مطالبهم الرئيسية وفق برنامج إصلاحي اجتماعي.
عُمان اليوم دولة متقدمة يُضرب بها المَثل في مجالات لا حصر لها، ولأجل إدراك ماهية عُمان السلطان والإنسان، يجب على المرء زيارتها والاطلاع عليها عن كثب، وشخصياً أتمسك بمقولتي «عُمان واحدة مِن عجائب الدنيا التاريخية عبر الألفيات»، وقياداتها تتميز بالانسانية ورحابة الفكر والعقول المُستنيرة، فلا جدران بينها وبين شعبها ومحبيها في العالم، وتتسم بالبساطة في العلاقات والسلوكيات والخِطاب، أما التواضع فحدث ولا حرج، فهو مِيزة الإنسان العُماني، ابتداءً من السلطان وإلى الوزراء والعامل والمتعلم، الشباب والشياب، وأعضاء «مجلس الدولة العُماني» الذين شُرفت وزوجتي بلقائهم في مقرهم الرسمي.
**تعريف بالكاتب: الاكاديمي مروان سوداح, كاتب وصحفي أردني, رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء(وحلفاء) الصين
**المتابعة والنشر: أ. عبد القادر خليل
شكرا جزيلا لنشر المقال استاذ عبد القادر خليل المكرم.. ولتعبك المتواصل ليلا ونهارا لخدمة الجميع والاتحاديين بخاصة…
سلطنة عُمان تشتهر بالانسان العُماني الطيب/ وسياسة انفتاحية وازنة/ وشعب يتزنر بالمبادىء الانسانية والرحمة..