الدكتور حمزة الفضلي*
مع عودة هونغ كونغ إلى حضن وطنها الأم – جمهورية الصين الشعبية، وزوال الاستعمار البريطاني عنها، والذي دام 156 عاماً، استطاعت الصين أن تؤسس لهذه المنطقة مكانة مرموقة في العالم، جاعلةً منها قِبلةً لرجال الأعمال والمُستثمرين والمتسوقين، فغدت مِثال صيني مُزدهر في شتى أرجاء المعمورة.
جمهورية الصين الشعبية تبني مجتمعاً رغيد الحياة على نحو شامل، كما دعا إليه الرئيس الصيني “شي جين بينغ” في مختلف خطاباته. وبالإضافة إلى ذلك، شرعت الصين في عهد الرئيس “شي”، لتنفيذ مجموعة من الاصلاحات الجذرية والكبيرة التي من شأنها تعزيز مكانة البلاد في العالم، وتعزيز مكانة هونغ كونغ إقتصادياً واستثمارياً وكمثال يُحتذى للتطور فالتنمية الصينية الجديدة كأروع مثال في التاريخ، بحيث تفوقت على مختلف الأنظمة السياسية – الاقتصادية بآليات أفضت إلى تطورها الراهن. تسعى أمريكا وبعض مَن يُواليها ويَسيرُ في رِكابها في الغرب وغير الغرب، إلى توليد مجالات إقليمية تابعة لها، وخلق أجندات خارجية طامحة لتوظيف مناطق في العالم تعمل لصالحها أو تتبعها، ومنها ما يسمى بـِ “تجارة الفُوضى” عبر انتهاج العنف كوسيلة للتعبير والتغيير، متدثرين بما يُسمّى “دعم حقوق الإنسان” و” الديمقراطية “، التي ليست إلا حريات مغلفة بأكفان، وحقوق في جوهرها رقٌ محض وعبودية لا ديمقراطية. وهنا نستذكر السيناريوهات القاتلة التي طبّقت في بعض الدول العربية، من زرع الفتن وتصدير الخراب والدمار لتلك الشعوب، لتصبح مرتعاً للقوى المتطرفة والجماعات الأرهابية التي تدار من وراء المحيط في محاولة للنيل من هونغ كونغ وشعبها الصيني.
بعض تلك الدول تتدخل بشكل صارخ في الشؤون الداخلية للصين، وتنتهك انتهاكاً شديداً القوانين الصينية والدولية والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات بين البلدان. وفي واقع الأمر، تلطّخ تلك القوى سمعتها بأيديها عندما تحاول تدمير ما بنته الحكومة الصينية بالتعاون مع حكومة هونغ كونغ من مؤسسات ومراكز هي الأكثر تطوراً في العالم، والتي تندرج ضمن شعار “بلد واحد، ونظامين”، تكريساً لواقع “صين واحدة” .
يحاول المغرضون دائما النيل من جمهورية الصين الشعبية والحد من تقدمها التكنلوجي والحضاري، فقد استهدفوا هونغ كونغ، عن طريق عمليات تضليل سياسي واسعة، وغسل أدمغة فئة من بعض الشباب اليافع الطائش، لتحويل الاحتجاجات والمظاهرات السلمية إلى أعمال شغب فظيعة وعنف واعتداء على رجال القانون ومؤسسات الحكومية والخاصة ايضاً.
هذه الفوضى المدعومة خارجياً والمُغطّاة إعلامياً من قِبل أجهزة لبعض دول الغرب وغيرها، باتت تنتهك حقوق وحريات المواطنين المحليين، ومُلحِقة بهم وبمصالحهم أضراراً كبرى، وتجاوز الأمرإلى عدد من المواطنين الأجانب المتواجدين في هونغ كونغ، ممن أصيبوا بممارسات طائشة ولا أخلاقية، مسّت مصالحهم الشخصية، وهدف هذه الدول المغرضة والتابعة لها كان وما زال واحداً، ألا وهو تقويض الاستقرار والازدهار في هونغ كونغ، وتخريب فكرة وواقع “دولة واحدة ونظامان”، وتعطيل مساعي الأمة الصينية لتحقيق النهضة العظيمة.
ما يجري في هونغ كونغ هو مؤامرة كبرى واعتداء صارخ على جمهورية الصين الشعبية وأصدقائها وحلفائها في العالم، ونحن منهم. فمخالب المعسكر المعادي – والذي لا يتورع عن الإعلان عن نفسه صراحةً، تحاول النهش في جسد الأمة الصينية، لأضعافها وللحد من تقدّمها وتطورها على كل الأصعدة، والذي بات مِثالاً يُحتذى للعالم أجمع، لا سيّما محاولة ثني جمهورية الصين الشعبية عن مشروعها الحضاري التاريخي وهو “الحزام و الطريق”، الذي سيكون لمنطقة هونغ كونغ دور كبير فيه، في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وختاماً، لا بد من التنويه الى نقطة مهمة، ألا وهي أن مجريات التدخل الخارجي في هونغ كونغ، تدل على محاولات حثيثة لإبعاد الصين عن العالم، والعالم عن الصين، ذلك أن العقلية الصينية تختلف عن الأخرى الاستعمارية والتآمرية المتغطرسة والمتعالية. فالعقلية الصينية تدعو إلى التشاركية في بناء المجتمع البشري المتساوي والمتعاون بكل تفاصيله، ضمن وحدة المستقبل البشري وحُلمه الواحد، لذلك ستبقى الصين تسير في طريقها الانساني إلى تحقيق حلمها التاريخي الذي يتساوق وأحلام البشرية المسالمة، فمن دون بيئة سلام دولي مُستدام ونظام دولي مستقر لن تتمكن البشرية من تحقيق التنمية وأحلامها الواقعية التي تصيغها الصين تحت راية “شي جين بينغ”.
# حمزة_رافع_الفضلي: صديق مُقرّب لِـ الاتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، ومتابع لشؤون الصين وكاتب في قضاياها ومُقيم في جمهورية الصين الشعبية.
مقالة مهمة تتتبع نقلات التآمر على الصين وأدواتها وعناصرها وأهدافها ويؤمن صاحب المقالة بالنصر الاتي.. فهو يعيش في الصين ويدرك قوة الدولة العميقة وعراقة شعب الصين الذي لم ولن يستطيع اي عدو قهره..