CGTN العربية/
لاتزال قضية وفاة جورج فلويد الأمريكي من أصل أفريقي آخذة في التصعيد حيث بدأت قضية العنصرية في الولايات المتحدة تحظى باهتمام واسع النطاق مرة أخرى. في الآونة الأخيرة، أجرت CNN مقابلة مع ميلفن كارتر وهو عمدة من أصل أفريقي في سانت بول، عاصمة ولاية مينيسوتا الأمريكية، حيث وصف تجربته العائلية، قائلا إنه كان يعاني من التمييز والمعاملة المختلفة بسبب لون البشرة خلال مراحل نموه.
عمدة أمريكي من أصل أفريقي: “كلنا جورج”
تم انتخاب كارتر رئيسا لبلدية سانت بول في عام 2018، وهو أول عمدة من أصل أفريقي في تاريخ المدينة، وغالبا ما واجه تطبيقا مفرطا للقانون بسبب لون البشرة في نشأته. على سبيل المثال، تحطم الضوء الخلفي لسيارته، فوضع شريط أحمر على الضوء الخلفي، لكن الشرطة أوقفته على الطريق، وأوضح أنه تم إيقافه فقط بسبب وجود بقع بيضاء على الشريط الأحمر.
حتى عندما أصبح كارتر مستشارا للمدينة، تتكرر معه مثل هذه التجارب من وقت لآخر. قال كارتر: “لقد بدأت تدرك أن هذا ليس عشوائيا، بل له علاقة بمن أنت وتكوينك الجسدي.”
عانى والد كارتر أيضا من التمييز بسبب لون البشرة.
في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، أصبح والده أول ضابط شرطة أمريكي من أصل أفريقي في المدينة، ولكن عندما دخل مركز الشرطة، أخبره بعض زملائه البيض بصراحة أنه بغض النظر عما حدث، فلن يدعمونه، “لأنه أسود”.
كان جد كارتر جنديا في القوات البحرية، قضى معظم حياته في العمل كحمال على السكك الحديدية، ولكن في ذلك الوقت، لم يكن الناس يطلقون عليه “السيد كارتر”، بل أطلقوا عليه اسم “جورج” فقط، لأن جميع الجماهير من أصل أفريقي كانوا يطلق عليهم اسم “جورج”، “بصفتك حمالا أسود، يسمى الجميع بـ”جورج” بغض النظر عن اسمك وخبرتك ومستواك.
وذكرت شبكة CNN أن فيلما بعنوان “عشرة آلاف رجل أسود باسم جورج” عام 2002 وثق مثل هذه الظواهر.
ولفت العمدة كارتر إلى أن أوضاع الناس من أصل أفريقي لم تتغير منذ سنوات عديدة، ” بالنسبة إلى كل أمريكي أسود، سواء كنت محاميا أو مهندسا معماريا أو محاسبا أو عمدة … لا يمكن لأي مبلغ من المال أن يغير حقيقة أن جميعنا جورج”.
وسائل إعلام أجنبية: لم يتغير التفوق الأبيض للعنصرية الأمريكية
إن تجربة كارتر ليست وحدها، إذ تعتقد وسائل إعلام أجنبية أن العنصرية في الولايات المتحدة لم تختف أو تتغير أبدا. وعلقت “الغارديان” البريطانية بالقول إن العنصرية ليست حالة خاصة في الولايات المتحدة، ولكنها حالة طبيعية. بالنسبة للأقليات الأفريقية والعرقية، كانت الولايات المتحدة دولة ذات التفوق الأبيض دائما، ويحمي نظامها القانوني الأغنياء فقط.
وفقا للتقارير، اقتبس جون كالهون نائب رئيس الولايات المتحدة السابع من عقيدة أرسطو عن العبودية الطبيعية بهدف الدفاع عن نظام العبودية، مدعيا بأن “العبودية هي سمة من سمات الحضارة، فبالنسبة للعبد نفسه، هذا أيضا ليس سيئا، لأن العبيد لم يصلوا أبدا إلى مثل هذه الحالة المتحضرة، وتحسنوا جسديا ومعنويا وفكريا”.
وأضاف المقال أن “الولايات المتحدة ظلت تحافظ على مبادئها من البداية إلى النهاية: حرمان السود من أصل أفريقي من حقوق الإنسان ومنحها للأشخاص البيض، كلما تم توثيق الحقائق القاسية التي لا يمكن إنكارها بواسطة الكاميرا، ستعمد الولايات المتحدة إلى إقناع نفسها والآخرين بأن هذا مجرد استثناء، وهو ليس وضعا طبيعيا، أما في الوقت الحاضر، فلم تعد الحكومة تصر على هذه المجاملة المنافقة، ها هي الولايات المتحدة بصورتها الدائمة، الفرق هو أنها لم تعد تشعر بالحاجة إلى إخفاء طبيعتها الخاصة.”