شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: فاتن دونغ*
على خلفية أن متحور أوميكرون يسبب مرضا أقل خطورة من المتغيرات السابقة، وتزامنا مع زيادة نسبة التطعيم وخبرة الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في البلاد، قامت الصين بتحسين تدابير الاستجابة لكوفيد-19. حيث أصدرت لجنة الصحة الوطنية مؤخرا بيانا يفيد بإعادة تسمية الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد بعدوى فيروس كورونا الجديد، وأضاف البيان أنه ابتداء من 8 يناير، ستتعامل الصين مع كوفيد-19 بإجراءات ضد الأمراض المعدية من الفئة “ب”، بدلا من الأمراض المعدية من الفئة “أ”.
إن خفض مستوى إدارة المرض يؤكد من حيث النظام والإجراءات على أن عدوى فيروس كورونا الجديد أقل ضررا على جسم الإنسان في الوقت الحاضر، ولم يعد من الضروري اعتماد إجراءات إدارة صارمة ودقيقة من الفئة “أ” للوقاية والسيطرة عليه.
وذلك قائم على أساس أن متحور أوميكرون أصبح الآن السلالة السائدة في العالم، وعلى الرغم من أن عدد المصابين به كبير، إلا أن الحالات بدون الأعراض والحالات الخفيفة تمثل أكثر من 90% من تلك الإصابات، وكل من معدل الحالات الخطيرة ومعدل الوفيات منخفضة للغاية. علاوة على ذلك، أعطت الصين، التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، ما يتجاوز 3.4 مليار جرعة من لقاحات كوفيد-19 في جميع أنحاء البلاد، وتلقى 90% ممن تزيد أعمارهم عن 3 أعوام التطعيم الكامل. وقد أحرز البحث والتطوير للأدوية المضادة للفيروس تقدما في داخل وخارج الصين، كما اكتسب العاملون في قطاعي الطب والصحة العامة خبرة غنية في مجال الوقاية من الأوبئة ومكافحتها والتعامل معها، مما عززت القدرة على الوقاية والسيطرة بشكل ملحوظ.
مع تحسين تدابير الاستجابة لكوفيد-19، سيتحول تركيز العمل في مجال الطب في الصين من تجنب انتشار العدوى إلى حماية الصحة ومنع ظهور الحالات الخطيرة، وسيتم ذلك من خلال تعزيز التطعيمات للمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، وتعزيز الإمداد بالأدوية، وتشجيع الحالات بدون الأعراض والحالات الخفيفة على العزل والعلاج في المنزل لضمان احتياجات العلاج الطبي الطارئ للفئات الضعيفة وغيرها من الإجراءات.
كما يعني هذه الإجراءات المحسنة أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتأثرة بالوباء لأكثر من ثلاث سنوات ستعود تدريجيا إلى المسار الصحيح، وستستأنف الصخب في الحياة اليومية التي فقدناها منذ زمن طويل. لقد استأنفت مؤخرا خدمات تناول الطعام في المطاعم في أنحاء البلاد، وأصبحت حركة المرور في الشوارع كثيفة مرة أخرى، وتتسارع وتيرتا تعافي النشاط الاقتصادي للمجمعات التجارية واستئناف العمل والإنتاج في موقع البناء وورش العمل.
وتماشيا مع الإجراءات المحسنة، خففت الصين القيود المفروضة على القادمين من الخارج، حيث وفقا لبيان رسمي إنه اعتبارا من الثامن من يناير المقبل لن يُطلب من الوافدين سوى إظهار نتيجة فحص بي سي آر سلبي أُجري قبل أقل من 48 ساعة من السفر. فيما يُنصح الأشخاص الذين لديهم نتيجة اختبار إيجابية بتأجيل سفرهم حتى تظهر نتيجة اختبار سلبية، ولكن لن تكون هناك حاجة للمسافرين لتقديم طلب للحصول على رمز صحي من السفارات والقنصليات الصينية.
فقط سيعلن المسافرون عن حالتهم الصحية على البطاقة الجمركية، مَن لا توجد لديهم مشكلة صحية في الإعلان المقدم منهم سيُسمح لهم بدخول الصين، بينما سيتم التعامل مع مَن لديهم حالة صحية غير طبيعية أو أعراض حمى بما يتوافق مع حالاتهم.
كما ذكر البيان أن الصين ستلغي القيود المفروضة على رحلات المسافرين الدولية، وستزيد عدد الرحلات على مراحل، وستحسن توزيع المسارات، إضافة إلى تحسين الترتيبات الخاصة بالأجانب الذين يسافرون إلى الصين للعمل والأعمال التجارية والدراسة والزيارات العائلية ولم الشمل، وستوفر تسهيلات الحصول على التأشيرة وفقا لذلك. كما ستستأنف سفر الصينيين إلى الخارج بشكل تدريجي.
وستخلق هذه الإجراءات بلا شك ظروفا أفضل للتبادل والتعاون الدولي، وتجلب المزيد من الفوائد لتنمية الاقتصاد العالمي. كما تعطينا هذه الإجراءات إيحاء بأن الشتاء سيمضي وسيأتي الربيع قريبا. بمناسبة اقتراب يوم رأس السنة الجديدة، لنتطلع إلى عام جديد يتحسن فيه كل شيء.
*فاتن دونغ- صحفية صينية.