حققت منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي الواقعة في حوض النهر الأصفر بشمال غربي الصين، إنجازات مذهلة في التخفيف من حدة الفقر والتنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة الطبيعية خلال العقد الماضي، مما جعل السكان المحليين أكثر ثراء واقتصادها أكثر تطورا وانفتاحا على العالم الخارجي.
كان الجزء الجنوبي الجبلي للمنطقة الواقع في الروافد الجافة لهضبة اللوس والمعروف باسم شيهايقو، من بين أفقر المناطق في الصين. وأدى الجفاف والبيئة الطبيعية الهشة إلى إعلان منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن منطقة شيهايقو غير صالحة للسكن البشري بعد زيارة لها في عام 1972.
وفي عام 1996، أطلقت الحكومة المركزية الصينية شراكة بين مقاطعة فوجيان ومنطقة نينغشيا للمساعدة المستهدفة للتخفيف من حدة الفقر، ودعم إعادة توطين من يعيشون في مناطق جبلية نائية غير مضيافة إلى قرية جديدة تسمى بـ”ميننينغ” بمدينة ينتشوان. وتحولت القرية الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 8000 نسمة فقط إلى بلدة يزيد عدد سكانها عن 60 ألف نسمة.
وتعد هذه الشراكة للتخفيف من حدة الفقر مثالا نموذجيا للتعاون بين المناطق الشرقية والغربية للصين في التخفيف من حدة الفقر. وتم انتشال أكثر من 800 ألف شخص من تسع محافظات فقيرة بالمنطقة من براثن الفقر خلال السنوات العشر الماضية. واستوعب حي هونغسيباو، أكبر موقع لإعادة التوطين في الصين، نحو 230 ألف من السكان القادمين من شيهايقو.
وأنفقت المنطقة ملياري يوان (281 مليون دولار أمريكي) على خطة النهضة الريفية لتنمية الصناعات المميزة، بما فيها تربية المواشي والأغنام وزراعة الحضض الصيني.
وقال ليو كه روي، أحد القرويين المحليين “انتقلت عائلتنا إلى هنا من الجبال لحل مشاكل تعليم الأطفال والحصول على المياه النظيفة. وأصبح التوظيف سهلا، ولدينا مستشفيات على مقربة منا. ووصل الدخل السنوي لعائلتنا إلى نحو 120 ألف يوان (16.9 ألف دولار أمريكي)، ونعيش حياة رائعة جديدة”.
خلال السنوات العشر الماضية، استثمرت منطقة نينغشيا أكثر من ثلاثة أرباع ميزانيتها السنوية في تحسين معيشة الناس، حيث أنفقت أكثر من 930 مليار يوان (131 مليار دولار أمريكي) على تحسين دخل المواطنين والتعليم والصحة وبرامج أخرى لإفادة المواطنين. وحتى الآن، انتقل نحو 1.23 مليون من السكان الريفيين من الجبال ويستمتعون بحياتهم الجديدة.
وتقع المنطقة بأكملها في حوض النهر الأصفر. وخلال السنوات العشر الماضية، وصلت جودة المياه في قسم النهر الأصفر بالمنطقة إلى الدرجة الثانية في نظام جودة المياه المكون من خمس درجات للصين لمدة خمس سنوات متتالية، بينما ارتفع معدل الغطاء الغابي للمنطقة إلى 16.9%.
وتواصل المنطقة الاستثمار في الاقتصاد الأخضر من خلال مشاريع السياحة البيئية وإنشاء قاعدة زراعة العنب حيث كانت توجد فيها أراض قاحلة.
وخلال العقد الماضي، أنشأت المنطقة 773 كيلومترا من الطرق السريعة ونحو 10000 كيلومتر من الطرق الريفية. وتم افتتاح السكك الحديدية الفائقة السرعة بين مدينتي ينتشوان وشيآن في ديسمبر عام 2020. وغادر أول قطار للشحن الدولي من مدينة ينتشوان في يونيو الماضي، ليطلق خطا لوجيستيا جديدا يربط المنطقة بغرب آسيا.
ووصلت خدمات الشحن الدولية للمنطقة إلى 18 دولة، مما يعزز تجارتها الخارجية. وبلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية للمنطقة 12.25 مليار يوان (1.72 مليار دولار أمريكي) في النصف الأول للعام الجاري، بزيادة 70.1% على أساس سنوي، مسجلا أسرع نمو في الصين.
وارتفع نصيب الفرد من الدخل السنوي المتاح للمنطقة من 13.1 ألف يوان في عام 2012 إلى 27.9 ألف يوان (3920 دولارا أمريكيا) في العام الماضي، بمتوسط معدل نمو سنوي قدره 8.8%.
وزاد الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بأكثر من ضعف من 213.1 مليار يوان في عام 2012 إلى 452.2 مليار يوان (63.5 مليار دولار أمريكي) في العام الماضي، بمتوسط معدل نمو سنوي قدره 7.1%. وشهدت المنطقة ارتفاعا في عدد شركاتها الفائقة التقنية من 44 في عام 2012 إلى 356 خلال العام الماضي.
وبلغ إجمالي الإنفاق على البحث والتطوير في العام الماضي نحو ستة مليارات يوان (843 مليون دولار أمريكي)، وتضاعف الاستثمار في البحث والتطوير في السنوات العشر الماضية.
وقال لي يوي هوا، مدير لجنة التنمية والإصلاح بالمنطقة “ندفع تنمية عالية الجودة تسلط الضوء على حماية البيئة الطبيعية، ونسرع المشاريع التجريبية مع التركيز على التصميم الرفيع المستوى. وحققنا نتائج ملحوظة في إنشاء منطقة رائدة لحماية البيئة الطبيعية والتنمية العالية الجودة لحوض النهر الأصفر، وحققنا التنسيق بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة الطبيعية”.
