خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: الدكتور سعيد طوغلي*
*تعريف بالكاتب: عضو في هيئة#الإتحاد_الدّولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين في سورية؛ وإعلامي #سوري؛ ومؤسس ورئيس نادي قراء “مجلة الصين اليوم” في سورية، ونادي مستمعي وأصدقاء القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI في سورية؛ وعضو قيادي في هيئات إعلامية دولية؛ وسفير سلام؛ ورئيس المكتب الإعلامي لمنظمة HWPLالعالمية؛ وعضو في إتحاد الإعلاميين العرب؛ ورئيس تحرير؛ وسفير لجامعة الشعوب العربية للإعلام الإلكتروني في سورية؛ ومدير مكتب اتحاد المثقفين العرب ورئيس الهيئة الاعلامية.
من الصعوبة بمكان أن يكتب الكاتب عن شخصية سياسية تمثل رأس هرم دولة كبرى كجمهورية الصين الشعبية. عند قراءة سيرة حياة الزعيم شي جين بينغ تجد أمامك رجلاً عصامياً وقائداً عسكرياً وسياسياً محنّكاً، وأنا اعتقد أنه لايصح أبداً أن تكون تسميته رئيس دولة فقط، لأن ما صنعه للصين خلال فترة قياسية يجعل منه مبدع دولة ومطورها، وهي التسمية الأصح لعمق فكره الاستراتيجي وحكمته الفياضة. فإنجازاته الوطنية وضعته في خانة الساسة العِظام بماقدمه لشعبه ووطنه خلال فترة حكمه، حيث جعل من جمهورية الصين الشعبية الرقم الأصعب في العالم .
من خلال نظرة تحليلية لخطابه عبر التقنية الإلكترونية في مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي، بتاريخ 25/1/2021، تحت عنوان (دعوا شعلة التعددية تضيئ طريق الإنسانية إلى الأمام)، عمق معانيه وإنسانيته بكل المقاييس، إذ قدم الرئيس شي نفسه وبلاده في أبهى حلة وأجمل صورة كما أرادها للعالم أن يراها. كان خطابه يتسم بالوضوح والموضوعية من حيث الرؤية والمضمون حيث حملت كلماته عدة رسائل للأصدقاء ولغير الأصدقاء، إذ إتّسمت بالحزم والثقة التي عهدناها من فخامة الرئيس شي، ولعل من أهم ماجاء في الخطاب تركيزه الدائم على ضرورة التزام المجتمع الدولي بمفهوم التعاون المبني على المنفعة المشتركة. وهنا نرى عمق تفكيره والإيجابية في طرحه بعيداً عن الأنانية والتفرد بالنفع، فهو يريد الخير لكل البشرية .
وقال شي : يجب أن نظل ملتزمين بالتشاور والتعاون بدلاً من الصراع والمواجهة.
خطاب الرئيس شي هو دعوة واضحةٌ وجليّة لنبذ سياسة العنف والهيمنة وانتهاج أسلوب الحوار البنّاء للارتقاء بمستقبل البشرية جمعاء.
كما حذّر فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ من خطورة تشكيل دول التكتلات أو إشعال فتيل حربٍ باردة جديدة لاتؤدي إلا لمزيدٍ من المعاناة وإلى طريقٍ مسدودة وستضر بمصالح جميع الدول، فقد أردف قائلاً: إن الاختلاف في حد ذاته لا يُعد سبباً للقلق، ومايثير القلق هي الغطرسة والتحيّز والكراهية، وهنا كانت دعوته واضحة وضوح الشمس لنبذ الطائفية والعرقيّة والمذهبية، وضرورة العيش في أجواء إشتراكية ملؤها الحرية التي تدعو للمحبة والتسامح.
شدّد السيد الرئيس شي على عدم التفرد في القرار وسياسة القطب الواحد حين قال: لايمكن حل أي مشكلة عالمية عن طريق دولة واحدة، فيجب أن يكون هناك تحرك عالمي واستجابة وتعاون دولي، كما وأكّد على دعم وتقوية مجموعة العشرين وهي منتدى دولي يضم ( 19) من أكبر الاقتصادات المتقدمة والناشئة في الحوكمة الاقتصادية. ودعا إلى إصلاح نظام الحوكمة العالمي وتحسينه في ظل جائحة كورونا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، لرأب الصدع وملئ الفراغ بين الدول المتقدمة والدول النامية .
وهنا لايمكننا التغافل أو التجاهل عن دور الصين في دفع عجلة الاقتصاد، ومساعدة العالم على مواجهة جائحة كورونا وإنتاج اللقاحات بعيداً عن استغلال الحاجة لها وبدون التفكير حتى في الكسب المادي. وهنا أيضاً يظهر لدينا العمق الإنساني في خطاب الرئيس والحكمة في قوله: يمضي التاريخ قدماً إلى الأمام دائماً، ولايعود العالم إلى ماكان عليه. وأنا أقول: لقد آن الآوان للقيادة الصينية أن تقود ركب الاقتصاد العالمي.. وآن الآوان لشعوب العالم أن تنعم بالرفاهية والرخاء.