بكين 11 سبتمبر 2023 (شينخوانت)- قرر المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني مواصلة البلاد دفع الانفتاح العالي المستوى، ويعني ذلك أن الصين سيكون لها انفتاح أكبر في العقد المقبل. ولهذا السبب جاء المزيد من الأجانب إلى الصين، ومن أجل تحقيق أحلامهم، اختاروا البقاء بها واعتبروها وطنهم الثاني.

وتوجد في حديقة النباتات الاستوائية التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم والتي تقع في محافظة شيشوانغباننا بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين أشجار طويلة وأعشاب خضراء على مدار السنة. وقد عمل عالم البيئة الإسباني أهيمسا كامبوس-أرسيز في الحديقة قائدا لأبحاث بشأن مجموعة كبيرة متنوعة من الثدييات وصونها لمدة ثلاث سنوات، وشارك في البحث والتدريس الذي يحبه. وقال لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن حياته اليومية سعيدة وبسيطة. ويعيش عادة في الحديقة النباتية، ويمكنه الوصول إلى مكتبه سيرا على الأقدام أو بالدراجة من شقته. وقال إن العالم لا توجد به أماكن كثيرة مثل هذه الحديقة تسمح له بالعيش في الطبيعة وبها العديد من المرافق للبحث العلمي.

وفي الواقع، ليست هذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها البروفيسور أهيمسا كامبوس-أرسيز إلى الصين. وفي عام 2006 ، أصبح بالفعل مرتبطا بمقاطعة يوننان الصينية. وفي ذلك الوقت، جاء إلى محافظة شيشوانغباننا لإكمال أطروحة الدكتوراه. ومقارنة بما كان عليه الحال قبل عشر سنوات، أدهشته جدا التغيرات التي طرأت على البلاد. وقال إنه عندما جاء إلى المحافظة لأول مرة، كان مركز الأبحاث يحتوي على عدد قليل جدا من مرافق البحث والمختبرات والبنية التحتية. وطرأت تغيرات كبيرة على حجم التمويل والقدرات البحثية في مركز الأبحاث لا سيما الباحثين الشباب الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية بشكل رائع.

ويركز بحث عالم البيئة الإسباني على سلوك وبيئة الحيوانات الكبيرة وعلاقتها بالبشر. وفي عام 2021 ، اجتذب حدث توجه الأفيال الآسيوية شمالا والعودة جنوبا في يوننان انتباه العالم. وشاهد البروفيسور أهيمسا كامبوس-أرسيز بشكل مباشر كيف جرى التعامل مع الأزمة عندما غزت 17 فيلا بريا آسيويا الحديقة التي يعمل فيها. ويرى أن هذه الأزمة المفاجئة قد حُلت على نحو ملائم لأن الحكومة المحلية والشعب قد اتخذوا موقفا نشطا للغاية لحماية الأفيال الآسيوية. وقال إنه أُعجب على نحو خاص بجهود الحكومة المحلية. وكانت الأسابيع الخمسة التي أقامتها الأفيال في الحديقة النباتية بمثابة أزمة تقريبا، حيث يوجد ما يقرب من 14 ألف نوع من النباتات النفيسة في هذه الحديقة والعديد من السياح والطلاب والموظفين، ولذلك كان الأمر خطيرا جدا في ذلك الوقت ولكن الجميع استجاب بسرعة وفعالية. وعلى الرغم من عدم وجود خبرة سابقة، فقد راقب الموظفون هذه الأفيال 2047 مرة، وأرسلوا العديد من فرق البحث، واستغلوا كثيرا من الوقت والموارد، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، لتتابع الأفيال أثناء انسحابها. وبذلت الحكومة المحلية قصارى جهودها لحماية الأفيال.

ويعتبر هذا العام الثالثَ لإقامة عالم البيئة الإسباني في الصين. وجعلته البيئة الطبيعية الفريدة وخصائص ومميزات محافظة شيشوانغباننا يستمتع بالحياة هنا كثيرا. ويحب ثقافة الأقليات العرقية فيها بشكل خاص، وكان لديه كثيرٌ من الأصدقاء من مختلف الأقليات العرقية. وخلال عيد الربيع في العام الماضي، احتفل أهيمسا كامبوس-أرسيز بالعام الصيني الجديد في القرية التي يسكن فيه أبناء قومية داي، حيث ترك له الناس المحليون الودودون والمتحمسون في القرية ذكريات طيبة.

وبالنسبة إلى عالم البيئة الإسباني، فقد وصل عمله وحياته في الصين إلى توازن سعيد. ويتوقع تأهيله وإعداده المزيد من الطلاب الصينيين لتكريس أنفسهم للبحث البيئي في غضون ثماني سنوات إلى عشر سنوات مقبلة. وفي المستقبل، لن يكون ذلك مجرد تطورات بحثية في الصين فحسب، بل سيدفع جنوب شرقي آسيا بأكملها لتعزيز البحوث البيئية بشكل مشترك أيضا.