ماو شيانغ لين، مسؤول في قرية تشوكسيان بمحافظة ووشان في مدينة تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين. تقع القرية في أسفل الوادي ويوجد بها منحدرات من جميع الجوانب، وتبلغ المسافة من أسفل الوادي إلى قمة الجبل أكثر من 1000 متر، ولذا يطلق على القرية اسم “قرية تيانكنغ” معناه قرية في حفرة عميقة و إذا أراد القرويون مغادرة القرية، فعليهم تسلق جرف تقرب من 90 درجة عمودية، وهذه القرية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 400 شخص محاطة بالجبال فهى قرية فقيرة للغاية منذ مدة طويلة بسبب العزلة الجغرافية و أدرك ماو: “إذا كان مكان فقير به طريق، فلن يكون هذا المكان فقيرا فيما بعد.” في عام 1997، صمم ماو على تمهيد طريق على الجرف لتغيير “مصير” الفقر في القرية.
لا يوجد مكان للوقوف على الجرف تقريبا، وبناء طريق هنا يشبه “الرجل العجوز الأحمق الذي يريد نقل الجبال”. عندما قرر ماو بناء الطريق، لم يكن هذا الأمر في القرية مدرجا بعد في خطة المحافظة. دعا ماو كل سكان القرية للذهاب إلى موقع البناء لحل مشكلة نقص الأيدي العاملة و بادر ما ببيع الحبوب لحل مشكلة التمويل… حيث جمع القرويون 3960 يوانا (نحو608.7 دولارات أمريكية) في وقت قصير، وتبرع ماو بكل مدخراته واستخدم منزله الخاص كضمان لاقتراض أكثر من عشرة آلاف يوان من جمعية الائتمان التعاونية باسمه أيضا. و ظقرر ماو أن ينجح في بناء هذا الطريق حتى ولو أستغرق الأمر عشر سنوات أو عشرين سنة.
في ذلك الشتاء، بدأ بناء الطريق الذي غير مصير أبناء القرية. تسلق شباب القرية إلى الجبل ومعهم الأدوات والطعام للأكل و كانوا يسكنون في الكهف إثناء البناء.
تغلب القرويون على العديد من الصعوبات من أجل بناء الطريق، كما أن عزم أبناء القرية على بناء الطريق أثر في جميع قطاعات المجتمع.
في أبريل من عام 2002، قاد ماو أبناء القرية لمد الـ” طريق السماوي” على الجرف بطول إجمالي نحو ثمانية كيلومترات بعد تصميم ومثابرة لمدة سنع سنوات.
تعلم القرويون زراعة برتقال والبطيخ بفضل تشجيع “ماو” ومساعدته، كما تم إنشاء جمعية تعاونية مهنية في القرية. ويتم نقل الثمار باستمرار من الجبال عبر هذا الطريق، ما ساعد في زيادة دخل القرويين بشكل كبير.
في عام 2015، أخذت القرية زمام المبادرة على مستوى المحافظة بأكملها للتخلص من الفقر. وفي عام 2019، بلغ متوسط نصيب الفرد من الدخل السنوي في القرية أكثر من 12 ألف يوان، أي أكثر من 40 ضعفا من ما كان عليه في الماضي. هذا العام يصبح عمر ماو ستين عاما ولكنه لا يزال مشغولا للغاية، بقيادة القرويين لتطوير السياحة البيئية، حتى يتمكن كل مزارع من فتح بيوت الفلاحين السياحية. كل هذه التغييرات جاءت بعد بناء الطريق.
والآن أصبح هذا “الطريق السماوي” الذي بناه أبناء القرية بأنفسهم طريقهم إلى السعادة.
*المصدر : سي جي تي إن العربية.