*صحيفة الدستور اليومية الأردنية/
الأكاديمي مروان سوداح*
قبل أيام غادرنا الزميل الصحفي صدقي حسان الريماوي (أبو حسان)، إلى رَحاب الله، بعد عشرات السنين التي ميّزته بالنزاهة والإخلاص والعطاء الصحفي والعمل الكتابي ليلاً ونهاراً..
زاملت وصادقت الحبيب «صدقي» لفترة طويلة في وكالة الأنباء الأُردنية (بترا)، وفي يومية (الدستور)، وكنّا متقاربين في الفِكر والعَمل، وارتبطنا بتقاليد من الاحترام الإنساني المتبادل والعميق. وكان رحمه الله، زميلاً مُخلصاً لِمُثل الزمالة والصداقة والأُخوّة، صادقاً وصدوقاً في علاقاته مع الجميع دون استثناء، ويُضرب المَثل به، ومباشراً في أحاديثه، وتميّز بأنه يُصرّح بآرائه دون مهادنة أو مواربة، وكانت هذه كلها جزءاً من سلوكيّاته وتصرّفاته في تعامله الشخصي والاجتماعي، مِمَا أكسبه سمعة رفيعة وتقدير كل منَ عرفه من الزملاء.
أذكر جيداً عملي لسنواتٍ مع الأخ والصديق الطيب صدقي، عندما كان سكرتيراً للتحرير لمديرية التحرير بوكالة الأنباء الأُردنية (بترا)، فقد كان الفقيد يَثق بي كثقتي به، ويؤكد عليّ الجلوس خلف مقعده وراء (دِسك) التحرير النهائي للأخبار والمواد الصحفية، لأتابع شخصياً تدقيقه لها في الوكالة، قبل أن يَشرع ببث أي منها.. فقد كان يَطلب مني بتواضع جَم مَيّزه عن الكثيرين، أن أُلفت إنتباهه لأي خطأ يَكمن في خبرٍ، قد يكون قد مَرَّ دون ملاحظة منه. هذه الخصلة المِهنية التي تمتع بها صدقي، حميدة وإنسانية تؤكد صدقيته مع نفسه أولاً في عمله اليومي، الذي أراده إعلاءً لشأن وكالة الأنباء الأُردنية (بترا) والصحافة المحلية، وثانياً تعكس صدقيته هذه بجلاء مستواه الصحفي الرفيع وثقته بنفسه، وتركيبته الإنسانية الراقية، وتواضعه الكبيرالذي يتحلّى به العظماء عادةً.
تميّز صديقنا صدقي بابتسامة أخّاذة ومُفعمة بالوِد تجاه الآخرين، إلى حدّ أنه يَندر وجود صورة فوتوغرافية له لا ابتسامة فيها، حيث كان يبادر الزملاء بها يومياً وفي كل ساعة ودقيقة وبدون توقف، ليُضفي على أجواء العمل انفتاحية ومَرحَاً، وغالباً ما كان يُضيِف عليها شيئاً من الطُّرَف الخفيفة و «تسالي» الكلام، ليشجّع الآخرين على مزيدٍ من العمل والإنتاج، ويَكسر بالتالي رتابة «الكَدح الإعلامي» لدينا، ليَمحو بشخصيته المُحبّبة وأحاديثه اللطيفة الشعور بالإنهاك من العمل الصحفي المُضني والمسؤول أمام المجتمع بأسره.
أذكر، أنه رحمه الله، كان يُغادر مبنى وكالة الأنباء مَشياً على قدميه نحو «وسط البلد»، ومن هناك يتجّه إلى جريدة «الدستور» ليبدأ عمله المسائي فيها، وهكذا لم يكن صاحبنا يرتاح أبداً، بل كان جَمل المَحامل في مهنة المتاعب، والتي حمل منها أوجاعاً ثقيلة أطاحت به مؤخراً.
شعبية المرحوم صدقي كانت طاغية. لم يكن لديه أعداء، لأنه كان يَعتبر الجميع أصدقاء له.. هذا هو المَثل الأعلى الذي مَنَحَهُ صدقي لجميعنا لِنحتذي به.
رحمك الله صديقي الحبيب صدقي الريماوي.. أحسبك مع الأبرار والصدّيقين في جنّات الخُلد.. نَم قرير العين، فقد أحبك الجميع في الله. سأبكيك ما حَييت، فلا قبلك ولا بعدك صديق أحبّ منك على قلبي.
*صحفي وكاتب أردني.
شكرا صديقي العزيز استاذ خليل لنشرك مقالتي هذه عن الشخص الأحب الى قلبي، المرحوم صدقي الريماوي،/ أبو حسان العزيز الذي كان سندي وصديقاً صدوقاَ ومخلصاً ومؤدباً وراقياً وشخصيةً نافذةً ومحببةً وساطعةً الفكر ومباشرة القول وعملية الفِعل وراحابة التقدير الصحيح، وإعمال الخير، والصحفي النادر بعقله وعقله وعمله، والمحب لوطنه الاردن ولكل الاوطان والناس في العالم..
شكرا لنشرك استاذ خليل صورة الفقيد الحبيب صدقي الريماوي.. هذه مبادرة منك لن انساها وأُقدّرها عالياً..
لا شكر على واجب أستاذنا الكبير مروان سوداح ، نسأل الله الرحمة والمغفرة للفقيد صدقي الريماوي و أن يجعل مثواه جنة الفردوس