شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: مارينا سوداح*
*تعريف بالكاتبة: كاتبة وناشطة وقيادية في الهيئة الأردنية للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدِقاء (وحُلفاء) الصّين ومنتدى أصدقاء القسم العربي لإذاعة الصين الدولية.CRI في الأردن.
ذكرت دراسة حديثة نشرتها شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية، أن التقدم السكاني في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم الواقعة في شمال غربي الصين، ينطوي على تحسّن شامل في جودة السكان، وأضافت أن هذا التطور هو “اختيار طوعي من قبل الناس.”
المُلفت للانتباه في هذه الدراسة؛ التي نشرت تحت عنوان “تقرير تحليلي عن التغير السكاني في شينجيانغ”، بقلم لي شياو شيا، الباحثة في مركز أبحاث التنمية في شينجيانغ؛ تلكم الحقائق والأرقام التي تناولت وقائع ومنطق التطور السكاني في شينجيانغ ودحضت إدّعاءات أضحت؛ بسبب شدة تلفيقاتها؛ ممجوجة بشأن أوضاع مواطني المنطقة من القوميات الصينية.
تقول هذه الدراسة، إنه منذ تأسيس الصين الجديدة (جمهورية الصين الشعبية)، حافظ إجمالي سكان المنطقة والأقليات العرقية في شينجيانغ، وبخاصة الويغور، على نمو سريع… كما أظهرت الدراسة؛ نقلاُ عن بيانات رسمية؛ أن نمو الويغور في جنوبي شينجيانغ غدا أكثر وضوحاً للعيان، إذ أن السنوات الأخيرة شهدت اختار عدد متزايد من الشباب قضاء المزيد من الوقت في مضاعفة طاقاتهم في عملية التنمية الذاتية، مما أدى إلى زيادة معدل النمو العام والدخل لدى سكان شينجيانغ، كما تعزّزت المساواة بين الجنسين، وتحسنت بشكل كبير الصحة الإنجابية، مما أوصل إلى انخفاض عدد الوفيات وتزايد المواليد الجُدد.
في وقائع شينجيانغ، فإن أبناء العِرقيات الصغيرة العدد في هذه المنطقة يتمتعون ليس بحق العمل فحسب بل وإلى جانبه وزيادة عليه تمتعهم بحق (العمل اللائق) الذي يتفق ومقاماتهم وتخصصاتهم ورغباتهم وأوضاعهم، مُضافاً إليه كذلك حقهم الآخر في: (ممارسة أعمالهم وفقاً لإرادتهم الذاتية).
في الحقيقة والواقع، فإن عدد الأنظمة السياسية، الدول، التي توفر لمواطنيها هذه التفضيلات في حياتهم اليومية وأعمالهم قليل ويقل بالتدريج، وهو يتناقص سنة بعد أخرى. وفي مقابل ذلك، تتزايد وتتوسع معدلات ومواد حقوق القوميات الصغيرة العدد في الصين، لتغدو الأفضل والأهم صينياً ودولياً، إذ أن الصين ترفض مفهوم ما يُسمّى بـ”الأقليات القومية” المعادي لكل منطق قويم والانسان والانسانية، ولأن هذا المصطلح مضاد لحقوقهم القانونية، ولأنه لا يتفق مع مواد الدستور الصيني؛ فالقوميات الصغيرة في الصين غدت تتفوق بحقوقها القومية والدينية حتى على تلك القومية الأكثر عدداً في الصين واسمها “هان”، وهذا دلالة كبرى على أن الحكومة الصينية تعمل وفقاً لتعليمات الرئيس الحكيم والعظيم والذكي والثاقب البصيرة شي جين بينغ، بجد واجتهاد لضمان حقوق قوميات شعبه المُتّحد، ولتوفّر له حقوقاً ثابتة غير متوافرة لشعوب كثيرة ولعشرات القوميات في العالم الرازحة تحت نير الفقر والفاقة والعوز، والتخلف الحضاري، وانعدام التعليم والطبابة، ناهيك عن صفر حمايتهم من فيروس كورونا المستجد. بل أن عدداً غير قليل من هذه القوميات والأجناس لا تتوافر لديهم متطلبات الحياة اليومية من خبز وطعام حتى، وبعضهم ما زال يعيش في الغابات، يجمعون الثمار ويبنون أكواخاً أو يسكنون شُقوق الجبال والمُغر..
لكن في الصين الوضع مختلف تماماً عن كل ذلك، فالصين دولة القانون وحرف القانون والمساواة الفعلية، وتجري ملاحقة قانونية لكل مَن يكَسر القوانين أو يُلحق الأذى بغيره مهما كان هذا الأذى قليلاً وصغيراً وضئيلاً، لأن الأذى هو أذى.
أتمنى أن أزور منطقة شينجيانغ بدعوة صينية رسمية لأرى بأُم عيني مستجداتها اليومية في حياة شعبها وقومياتها، ولأشهد على السلام الأجتماعي والمساوة الوطنية فيها، ولادخل ضيفاً على بيوت ناسها وأتحدث معهم، وأتناول الطعام وأيّاهم من أطباقهم الشرقية اللذيذة التي تشابه كثيراً وتتقاطع مع أطباقنا في الأردن والبلدان العربية، ولأنقل للعالم أقوالهم ووقائعهم ومحبتهم للآخر الانساني ورغباتهم بأن تُعرف الحقيقة عنهم بعيداً عن التهويشات وترويج الفبركات، التي لا ولن تنطلي سوى على غير المثقفين والمتعلمين، ولا تسود سوى على عقول منعدمي العَقل ومَلكَة التفكير السَوي.