شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: هيام سليمان – إعلامية سورية
بعد تأجيلها بسبب جائحة كورونا يعتبر نجاح العقول الصينية في التنظيم مادة العصر الحديث… سياسة حكيمة تفتح مسارات النجاح والابتكار، متجاوزة كل العقبات لترسم مسارا لتسيير عجلة الركود العالمي وازاحتها عن خارطة الوجود.
إن تعزيز مكانة الدول وزيادة الإحساس بالفخر الوطني هي أهم رسائل العقل المجتمعي الصيني في إجراء الالعاب الأولمبية والآسيوية التي تساهم في زيادة انفتاح البلدان المستضيفة بشكل كبير مما ينعكس بصفة مباشرة على مكانتها الدولية، وبالتالي جلب أنظار المنظمات الاقتصادية العالمية الكبرى إلى تلك البلدان من خلال طرح العطاءات اللازمة للتحضير لهذه التظاهرات الدولية، مما يؤدي إلى ارتفاع حجم التجارة، فضلا عن انتعاش المجال السياحي، الذي يمثل دعما قويا للاقتصاد.
ومن الأمثلة الحية التي تُبرز نجاح الصين في فتح التجارة للبلاد بعد مفاوضاتها مع منظمة التجارة العالمية، وذلك بعد فوزها بتنظيم دورة أولمبياد بكين الصيفية لعام 2008 م، والأولمبياد الشتوية بكين 2022، فقد حققت هاتان الدورتان نجاحا منقطع النظير وعلى جميع الأصعدة، فكانت الصين محل أنظار كل العالم، مما قدمته من دقة في التنظيم، وحكمة في التسيير، وكفاءة خارقة للعادة في استعمال التكنولوجيا الحديثة، وروعة المنشآت الرياضية ذات المستوى الريادي العالمي، فضلا عن الأرقام القياسية المسجلة من حيث أعداد الرياضيين والدول المشاركة، والمتطوعين والنتائج المحققة.
كما أن تدعيم القطاع السياحي باستضافة الألعاب الأولمبية يعزز من القيمة السياحية للبلدان المستضيفة، مما ينعكس بشكل إيجابي ومباشر على الاقتصادات المحلية لتلك البلدان، ومن الأمثلة على أثر دعم الألعاب الأولمبية للقطاع السياحي الصين -ارتفاع نسبة الزوار للصين خلال أو بعد تنظيمها لهذه المنافسات الدولية الهامة، هذه الدولة التي تعتبر بحق عملاق فكري واقتصادي ورياضي وسياحي يبهر العالم .. بجودة التنظيم وحسن الادارة ورص الصفوف… وقد اقتضى دافع الوجود أن نكون في محور واحد مع هذه الجمهورية العظمى التي يمثل سورها أحد أهم عجائب الدنيا السبع وتمثل قيادة الحزب الشيوعي الحالية للصين العجيبة الثامنة في التاريخ البشري.
لقد كان مقررا أن تستضيف مدينة هانغتشو الصينية في خريف هذا العام الدورة 19 للألعاب الآسيوية، وبسبب استمرار تفشي جائحة كورونا، تقرر تأجيلها إلى خريف العام المقبل، وستكون هانغتشو ثالث مدينة صينية تستضيف الأسياد، مما يؤكد من جديد المكانة الكبرى للصين على المستوى العالمي، والثقة التي توليها لها المنظمات الدولية وقدرتها على التنظيم عالي الجودة والخارق للعادة، الذي ينال رضا الجميع، ولكل من له صلة من بعيد أو من قريب بهذه التظاهرات بما فيهم الجماهير العالمية المتابعة لها حضوريا أو عبر شاشات التلفزيون والانترنت.
ولعل التزام الصين باستضافة دورة أولمبياد خضراء وشاملة ومفتوحة ونظيفة، خلال الأولمبياد الشتوية “بكين 2022″، حيث قدمت دورة ذات مستوى عالمي بتصاميمها وتقنياتها الفريدة من حيث الملاعب والخدمات والتنمية المستدامة بعد الأولمبياد. فقد تمت إعادة استخدام 14 ملعبا من إرث أولمبياد “بكين 2008” الصيفية خلال أولمبياد 2022، أي بعد 14 عاما كاملة، مما جعل الصين نموذجا يحتذى به في الاستخدام المستدام للملاعب الأولمبية، ودافعا كبير لتجديد الثقة فيها واختيارها لتنظيم أكبر المواعيد الدولية.
نتطلع وبفارغ الصبر لما ستقدمه لنا الصين في دورة “هانغتشو 2023″، ونحن على يقين بأنها ستبهرنا بالجديد المثير للإعجاب والثناء.