قدم أحد الشباب الفنيين الصينيين مساهمته في صناعة الفضاء الصينية من خلال السعي لتحقيق الكمال في النحت الدقيق الذي يتم التحكم فيه رقميا.

وفاز تشانغ شياو في، كبير الفنيين في المعهد الثاني بالمجموعة الصينية لعلوم وصناعة الفضاء، بجائزة “المهارات العشر الأكثر شعبية” في المسابقة الأولى للمهارات المهنية للصين في ديسمبر الماضي. ويعد تشانغ واحدا من الفنيين القلائل الذين أتقنوا مهارة نحت الألفاظ على سلك معدني بقطر 0.15 مليمتر بمنقاش يبلغ سمك طرفه أقل بـ0.05 مليمتر من قطر الشعرة.

ويعتبر النحت الدقيق الذي يتم التحكم فيه رقميا هو التقنية الرئيسية لمعالجة أجزاء المعدات الفضائية. وشارك تشانغ في تصنيع الأجزاء الرئيسية للصواريخ والمنتجات الفضائية ومكونات الأقمار الصناعية الجديدة للبلاد، والتي تتعلق بدقة الصواريخ الموجهة، وتلعب دورا حاسما في الأداء النهائي للمنتجات.

وقال تشانغ: “نقوم الآن بتثقيب حفرة على هذه الصفيحة المعدنية يبلغ قطرها قطر عملة معدنية. ويعادل قطر الحفرة فقط ثلث قطر الشعرة. ويبلغ سمك المنقاش المستخدم 0.03 مليمتر فقط”.

تم تثقيب ما مجموعه 182 حفرا أصغر من قطر شعرة الإنسان بدقة مذهلة في عملية استغرقت ساعة واحدة. ويمكن رؤية الثقوب فقط أمام ضوء قوي.

وذكر تشانغ: “من الصعب جدا تثقيب حفرة إذا كانت نسبة سمك المنقاش وعمق الحفرة أعلى من خمسة أضعاف. وتبلغ النسبة التي نعمل على تحقيقها الآن 18 ضعفا، لذلك فإنه عمل صعب للغاية”.

على الرغم من أن تشانغ في أوائل الثلاثينيات من عمره، إلا أنه يكمل عمله بدقة. وتعد المكونات التي أنتجها تشانغ أجزاء رئيسية لأسلحة ومعدات جديدة. وإذا كانت هناك أخطاء فيها، فسيؤدي ذلك بشكل مباشر إلى فشل اختبار الأسلحة ويؤثر بشكل خطير على تطوير الصاروخ الموجه.

وقال تشانغ: “إن الخسارة الناجمة عن الأخطاء قد لا يمكن إحصاؤها، لذا فأشعر بضغط كبير”.

وقال تساو يان شنغ، معلم تشانغ: “كنت أركز على ما إذا كانت هناك طريقة جديدة لحل هذه المشكلة. ومع ذلك، إن ملاحظة تشانغ أكثر دقة، وناقش معي ما إذا كانت المشكلة في مخطط التحميل، وإنه صحيح. وكانت المشكلة ناجمة عن فجوة صغيرة لكنه عثر عليها”.

وجد تشانغ أخيرا طريقة مثالية لزيادة معدل نجاح المنتجات النهائية من 30% إلى 80% بعد جهود استمرت ثلاثة أشهر، وارتفع المعدل في النهاية إلى 100%. وشجعه هذا النجاح على بذل قصارى جهده دائما لجعل المستحيل ممكنا.

وأكد تشانغ: “أسعى لتحقيق الكمال في كل منتج أعمل عليه، لأنني أعمل من أجل تنمية بلادي، وليس من أجل نفسي فقط”.

يفخر تشانغ بكونه جزءا من صناعة الفضاء الصينية بمهاراته في حماية الأمن القومي، وقال: “تتمثل روح الحرفيين في رأيي في المثابرة والسعي للكمال. وبصفتي فنيا من جيل الشباب، لدي مسؤولية في توريث هذه الروح”.

* CGTN العربية.