CGTN العربية/

نشر موقع “ذا غراي زون” الإخباري المستقل الأمريكي، في 18 فبراير 2021، تقريرا بعنوان “اتهام وزارة الخارجية الأمريكية بشأن” الإبادة الجماعية “في الصين تستند إلى إساءة استخدام البيانات والمزاعم التي لا أساس لها من قبل المتطرفين اليمينيين”. يدحض التقرير مزاعم الألماني أدريان زينز بتهمة “الإبادة الجماعية” في الصين، واصفا زينز بأنه “متطرف ديني يميني”، وأبحاثه ذات صلة، وهي إساءة استخدام للبيانات واختلاقها علنا. في الـ24، قبل رئيس التحرير ماكس بلومنتال مقابلة حصرية مع مذيعة قناة “سي جي تي إن” ليو شين.

الغرض من وراء إساءة استخدام البيانات

بلومنتال: أطلق زينز، وأولئك الذين يؤيدونه وقبلوا التمويل من الحكومة الأمريكية، الكثير من المعلومات الملفقة والخاطئة لعرقلة الجهود الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة وتصعيد الحرب الباردة الجديدة.

يشعر العاملون في الموقع والكتاب المستقلون وحتى العديد من أبناء الشعب للدول الغربية بوضوح أنهم أصبحوا المجموعة المستهدفة لحملة دعائية. حيث تدور هذه الحملة الدعائية حول ما يسمى بنموذج “التدخل الإنساني” مع التركيز على شينجيانغ، بهدف تصعيد التوترات مع الصين وسياسات “أقصى ضغط”. مما يؤدي هذا العالم إلى وضع رهيب.

لعبة أرقام سخيفة ووقحة

بلومنتال: إن أبحاث زينز واستنتاجاته حول “الإبادة الجماعية” مليئة بالثغرات، ومليئة بإساءة استخدام البيانات الصارخة والأقوال الخادعة، واستشهاد بعبارات منفصلة عن المعلومات الأصلية، واختلاق البيانات.

لقطة شاشة من موقع “ذا غراي زون” الإخباري المستقل الأمريكي

على سبيل المثال، إحدى النتائج الرئيسية التي توصل إليها زينز هي أنه في عام 2018، حدثت 80% من حالات جديدة لزرع اللوالب داخل الرحم لمنع الحمل للصينيين في شينجيانغ.

بحثنا عن مصدر البيانات لـزينز، أي “الكتاب الإحصائي السنوي للصحة لعام 2019 بالصين”، ووجدنا أن 8.7% فقط من حالات زرع اللوالب داخل الرحم لمنع الحمل حدثت في شينجيانغ في عام 2018. (ملاحظة المترجم: إجمالي عدد حالات زرع اللوالب داخل الرحم لمنع الحمل على الصعيد الوطني حوالي 3.77 مليون، وحوالي 330 ألف حالة في شينجيانغ).

لقد اختلق مصطلحا جديدا “الزيادة الصافية في زرع اللوالب داخل الرحم لمنع الحمل”، هذه البيانات مشتقة من “عدد حالات زرع اللوالب داخل الرحم لمنع الحمل” ناقص “عدد حالات إزالة اللوالب”. كانت “الزيادة الصافية في زرع اللوالب داخل الرحم لمنع الحمل” في الصين حوالي 300 ألف حالة، وهكذا كانت “الزيادة الصافية” المحسوبة في شينجيانغ حوالي 239 ألف حالة، وقد حسب زينز أن شينجيانغ تمثل حوالي 80% من “الزيادة الصافية في الصين في زرع اللوالب داخل الرحم لمنع الحمل”.

استخدم زينز سلسلة من العمليات الماكرة للحصول على البيانات التحريضية لـ رقم “80”، لكنه في الحقيقة لم يستطع تبريرها. يمكنك أن ترى أفكاره: لقد تلاعب بالبيانات الإحصائية لخلق الوهم بأن معظم النساء في شينجيانغ مجبرات أو حتى مكرهات على إجراء عمليات تتسبب بالعقم.

وضع طاقية أحمد على رأس محمود

بلومنتال: البحث الذي يستند إليه هذا النوع من أقوال “الإبادة الجماعية” التحريضية والخطيرة لم يتم إجراؤه في سياق أكاديمي ولم ينشر في أي مجلات أكاديمية. يطلق الباحث على نفسه خبير في قضايا شينجيانغ، لكنه في الواقع لم يسبق له زيارة شينجيانغ لإجراء تحقيقات ميدانية، وليس لديه أي خلفية أكاديمية حول قضايا الصين.

استخدم زينز صورا لمسنين يشاركان في فعالية العلاج المجانية للإدلاء بشهادتهما على أن الحكومة الصينية نفذت السياسات المطلوبة لمنع الحمل ومراقبة واسعة النطاق في شينجيانغ، وفي الحقيقة، كل ذلك بناء على تحيزه. في نظره، فإن أي رعاية طبية مجانية وتعليم أجري من قبل الحكومة والتدابير لتخفيف حدة الفقر وتنظيم الأسرة معا هي أمور شريرة. في التقرير، يربك زينز الجمهور عن عمد ويعتبر أي استثمار من قبل الحكومة في الصحة العامة جزءا من سياسة “الإبادة الجماعية”.

تلبية ما يفضله السياسيون الأمريكيون

بلومنتال: الأبحاث لـ زينز ضعيفة للغاية، ولكن لا تزال هناك محطات تلفزيونية غربية على المستوى الوطني تجري مقابلة معه، وحتى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وشبكة تلفزيون سلكي أمريكية (سي إن إن ) وكبار المسؤولين السابقين في الحكومة الأمريكية، وحتى وزير الخارجية الأمريكي الحالي أنتوني بلينكن يوافق أيضا على نظرية “الإبادة الجماعية” هذه، والتي تعكس ضعف وعدم كفاية وسائل الإعلام الأمريكية بالضبط: خطوة هذه الوسائل الإعلامية الرئيسية التي تسيطر عليها مجموعة مالية كبيرة نفس الشيء مع بعضها البعض، ويبدو أن صناعة الإعلام بأكملها تخدم نظاما حاكما معينا.

عندما تم عرض “باحث” مثل زينز من قبل شركة علاقات عامة أو مركز أبحاث في واشنطن، لم يشكك أحد في مؤهلاته لإجراء المقابلات. وبدلا من ذلك، تُركت مهمة التحقق من مؤهلاته لوسائل الإعلام المستقلة، وتم اكتشاف أنه يفتقر إلى الخلفية الأكاديمية.

أساء زينز استخدام البيانات بشكل صارخ من أجل التوصل إلى نتيجة متحيزة مثل “الإبادة الجماعية”، بينما استخدمت الحكومة الأمريكية وبعض المتطرفين داخلها الاستنتاج الخاطئ له لمحاولة منع الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة. بالنسبة للقوى السياسية التي تريد أن تتدهور العلاقات الصينية الأمريكية في ظل مزيد من الخطوات، لعب زينز دورا في تحريض على الشر، ولهذا السبب يمكنه تجاوز الحاجز بسهولة.