نشرت شبكة “سي إن إن” مقالاً في الـ 15 من الشهر الجاري بعنوان “هذا هو السبب وراء رغبة الشركات الأمريكية في البقاء في الصين”، وأشار المقال إلى أن النمو الاقتصادي المستدام جعل السوق الصينية تصبح فرصة لا ينبغي للشركات الأمريكية أن تفوتها.
استشهد المقال بالبيانات الصادرة عن المكتب الوطني الصيني للإحصاء وأشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الثاني من العام الجاري ارتفع بنسبة 7.9% على أساس سنوي، بالمقارنة مع وقت اندلاع تفشي فيروس كورونا الجديد في عام 2020، فقد حافظ على نمو كبير. تُظهر هذه البيانات بشكل كامل أنه بالنسبة للعديد من الشركات الأمريكية، يعد البقاء في الصين أمرا يستحق العناء.
قال الخبير الاقتصادي البريطاني جوليان إيفانز بريتشارد:” النشاط الاقتصادي الصيني لا يزال قوياً”. يعتقد أنه مع توطيد الانتعاش الاقتصادي تدريجياً، “من المتوقع أن يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي الصيني بسهولة هدف النمو السنوي بأكثر من 6%”.
في الوقت نفسه، فإن اقتصادات الولايات المتحدة وأوروبا لم تتعافى بعد الوباء. واستشهد المقال بمثال على أن العديد من شركات الطيران الأمريكية أعلنت جولة أخرى من الخسائر الفصلية. وهو تصريح شركة “دلتا إيرلاينز” أن عدد رحلات العمل المحلية في الولايات المتحدة في يونيو كان 40% فقط مما كان عليه قبل عامين. ولا يزال السفر الدولي غير نشط. “بالنسبة للولايات المتحدة، لا تزال سرعة التعافي الاقتصادي غير معروفة”.
من ناحية أخرى، لا تزال أوروبا تعمل جاهدة لبناء عملة رقمية. وفي خطاب ألقاه في شهر يونيو، أكد فرانسوا فيليروي دي جالو، محافظ بنك فرنسا على التقدم الذي أحرزته الصين في إطلاق الرنمينبي الرقمي. وأشار أيضًا إلى أنه:” يجب على أوروبا إطلاق نسخة رقمية من نظام الدفع باليورو في أسرع وقت ممكن، وإلا ستفقد أوروبا الزخم ليس فقط في تعزيز الدور الدولي لليورو، حتى في الحفاظ على اليورو”. ويخلص المقال إلى أن “الشركات الأمريكية والشركات متعددة الجنسيات الأخرى متمسكة بمواصلة ممارسة الأعمال التجارية في الصين”.
كما أن الشركات الأمريكية متفائلة للغاية بشأن أعمالها في الصين. وذكر المقال أن التقرير المالي لشركة “ليفايس” في شهر يوليو أظهر أن إيرادات الشركة في الصين في الربع الثاني كانت أعلى بنسبة 3% عن نفس الفترة من عام 2019. وقال تشيب بيرغ، المدير التنفيذي لشركة “ليفايس” :”السوق الصينية هي واحدة من أكبر فرص النمو لدينا، وما زلنا نركز على الحفاظ على هذا الزخم.” كما أشاد رامون لاجوارتا، الرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو بانتعاش أعمال الشركة في الصين مؤخرًا، واعتقد أنه بالنسبة للعديد من الشركات، مع الأخذ في الاعتبار مجموعات المستهلكين الضخمة والنمو الاقتصادي المستدام، فإن “السوق الصينية هي حقًا فرصة عظيمة لا ينبغي تفويتها”.