*صحيفة الدستور الاردنية/
الاكاديمي مروان سوداح*
تتغاضى الأصوات النشاز النافخة في البوق الصهيوأنجلوأمريكي عن الأهداف الإجرامية لصفقة شياطين القرن، التي تَضَع نصب عينيها تسريع عملية ترحيل (ترانسفير) الشعب الفلسطيني من كامل فلسطِينهِ العربية- الكَنعانية، كاستمراريةٍ للهولوكوست الدموي/التاريخي بحق الفلسطينيين والعرب – أيّاً كان جنسياتهم-، من خلال احتكار أتباع ديانة مؤدلَجة واحدة يُسمّونها «الموسوية الصهيونية» لأرض كنعان.
عَملانية الترانسفير والهولوكوست الشاملة بقفزتها العشرية الحالية، تَجهد لاقتلاع البقية الباقية من الشعب الفلسطيني مِن الجليل والمُثلث وقطاع غزة والضفة الغربية لنهر الأُردن، ومِن أُم الرشراش (المرشرش) والنقب وبئر السبع جنوباً، ومن القدس وبيت لحم وحيفا ويافا واللد والرملة وغيرها، ويكشف الترحيل عن الإعداد القديم/الجديد والدقيق للصفقة المشؤومة في مراكز بحثية أمريكية/صهيونية، لتحويل جميع العرب الفلسطينيين إلى أقلية (غيتو) في دولة الفصل العنصري الصهيونية.. فالصفقة جاءت دقيقة وواضحة البنود والصياغات في مراميها، لتصب في صالح المُخطَّط الصهيوني التاريخي بالذات، لتحويل فلسطين لسيطرة جماعة دولية توسّعية واحدة، تتماهى منذ نشأتها في طبيعة وبُنية الدولة الأمريكية ومَفاصِلها، والساعية بدورها إلى هيمنة عالمية سياسية واقتصادية مُطلقة على المنطقتين الأُوروغربية والشرق آسيوية، ناهيك عن أمريكا الجنوبية، وضمنها فنزويلا، التي كانت وستبقى هدفاً أساسياً للتوسّعية الأمريصهيونية، لأسباب جيوسياسية تتعلق بمصير الولايات المتحدة نفسها، التي لا تحتمل وجود أنظمة جارة مُعانِدة لها، وهو ما يؤكده النفوذ الصهيوني المُتنامي منذ سنوات في تلك القارة، والمُترافِق مع توسّع ما يُسمّى بِـ»المسيحانية الصهيونية»، التي تفسّر التاريخ وتطوِّره والمستقبل من زاوية واحدة هي «الحق الإلهي» المزعوم للتوسّعية الإسراصهيونية و»الصهيويهودية».
ليس غريباً في أمر صفقة الشياطين، أن يَشتمل كُرّاس الصفقة على181 صفحة، في إشارة مباشرة لقرار الأُمم المتحدة(1947) الخاطىء والمُجحف والذي أفضى لتقسيم فلسطين وقضمها صهيوغربياً. وبرغم أن القرار خَصّص جزءاً من شمال فلسطين للدولة الفلسطينية، إلا أن الكيان ما لبث أن استولى عليه في انتهاك فاضح للقرار الظالِم بحقنا، وهو مايَعني أيضاً أن الوليد الأسرائيلي غير الشرعي والذي رفض الانصياع لـ»الارادة الدولية!»، إِزْدَرَى في الوقت نفسه رغبات ذات الدول التي احتضنته جَنينياً وأنجبته ورعَتهُ، ليَشبّ «مفتول العضلات» ليستعمر أرض الكنعانيين العرب ويفتعل المجازر والهولوكوست الفلسطيني وهولوكوست صهيونازي ضد أُوروبا.
في كيب تاون بجمهورية جنوب أفريقيا، هنالك نظرة موضوعية للهولوكوست الذي يَعتبرونه جريمة بحق كل الشعوب المُستهدفة استعمارياً واستيطانياً. ولهذا بالذات، لم تنجح ضغوطات الصهيونية لعرقلة مشروع «مُتحف الهولوكست الفلسطيني» هناك، والذي صار أمراً واقعاً والأول من نوعه في العالم، بحسب مديره أنواح ناجيا ، الذي عَبّر عن رفَضِهِ أن تكون الرواية الصهيونية للهولوكوست هي الوحيدة عالمياً، مُؤكداً أن (المُتحف) يَسعى لكسر صَمت العالم تجاه «المأساة الفلسطينية» إبتداءً من وعد (بلفور/1، وقرار181 الجائر) وللآن، ورغبة بالانتصار للعدالة المُهمّشة أوروبياً ودولياً وفي الأمم المتحدة.
*كاتب وصحفي اردني.
نعم سنحبط صفقة القرن و ستسقط كل مبادرة لا تأخذ شرعية فلسطين و حقها في التحرير و الانتصار .
سنحبطها، فلا مفر من ذلك لمخلص في الامة وشرفاء العالم..