شبكة الصين /
إعداد: أمينة بانغ / مصدر الصور: أحمد جميل العريقي
قرر الشاب الجامعي اليمني أحمد جميل العريقي (31 سنة)، طالب الدكتوراه في تخصص هندسة النفط والغاز بجامعة الصين لعلوم الأرض في مدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبي الأشد تضررا من فيروس كورونا المستجد وسط الصين، البقاء في المدينة التي يعيش ويدرس فيها، بل انخرط كذلك في العمل التطوعي لدعم جهود المجتمع في مكافحة الوباء والسيطرة عليه.
وقال العريقي إن فرصة السفر كانت متاحة في بداية تفشي كورونا كما ساعدت إدارة الجامعة في التنسيق مع سفارة بلاده، لكنه رأى أن اختيار البقاء في ووهان أفضل لحماية نفسه من العدوى ولثقته في قدرة الصين على تجاوز هذه الأزمة. ليستفيد من وقت فراغه مع تعليق العملية التعليمية في الانضمام لفريق المتطوعين “الدولي” الذي يضم 23 طالبا من دول مختلفة، لتقديم الدعم والعون والمساهمة في السيطرة على انتشار الوباء في الجامعة والمدينة، ردا للجميل.
وفي حديث عن سبب إقدامه على هذه الخطوة التي اعتبراها الكثير من أصدقائه صعبة، قال الشاب اليمني “اعتبرت ووهان بلدي الثاني الذي شهد أيام سعادتي وتجاوز الصعاب، وليست مجرد مدينة أو محطة تحصيل للعلم”. مضيفا أن هذا الشعور العميق تجاه ووهان وسكانها كان كفيلا بدفعه ليكون عضوا فعالا في هذا المجتمع والعيش معه على السراء والضراء.
ورغم إقدامه على المشاركة في أعمال التطوع في ووهان بدون أي تردد أو خوف، فضّل العريقي عدم ذكر الأمر مع والديه حتى لا يزيد من قلقهما عليه، واكتفى أن أخبرهما أنه سينتقل لمكان يكون أكثر أمنا من خطر كورونا.
وكان طالب الدكتوراه اليمني مكلفا بمهام التواصل مع الطلبة الأجانب وتسجيل طلباتهم والتنسيق مع مكتب شؤون الأجانب في الجامعة لاستخراج التصاريح لتسهيل الحصول على المستلزمات المطلوبة، ضمن فريق المتطوعين الجامعيين، وقال “هذا العمل يتطلب مجهودا كبيرا ودقة”.
وخلال جهوده التطوعية التي كان سعيدا ومتحمسا للقيام بها، كان العريقي يضع الكمامة والنظارة والقفازات الطبية التي وفرتها إدارة الجامعة لجميع أعضاء فريق التطوع، كما اهتم بتعقيم يديه بين كل فترة وأخرى لحماية نفسه من الفيروس، وقال “كنت أشعر بإرهاق شديد بعد نهاية اليوم، ولكن تذكّر ما حققته خلال اليوم من جهود تطوعيه كان كفيلا بإدخال السعادة على نفسي وزوال التعب”.
وأوضح العريقي أنه انتابه شعور مختلط بين الحزن والفرح والفخر عند الإعلان عن رفع الحظر عن ووهان. مشيرا إلى أن الحزن كان على ضحايا هذا الفيروس اللعين في ووهان، أما الفرح والفخر فكانا من نصيب الإنجازات التي حققتها “مدينتـه” ووهان بفضل جهود الجميع من السكان والحكومة المحلية.
مضيفا أنه خلال فترة تفشي الوباء اكتسب خبرات عملية في مجال العمل التطوعي، وترسخت في نفسه قناعة ستغير الكثير في حياته وهي “زوال الصعاب يكون سهلا مع التكاتف الاجتماعي والعمل المنظّم”. مؤكدا أنه أصبح يمتلك تجربة حقيقية في جهود وأساليب الوقاية من كورونا، وسيعمل على نقلها إلى بلاده لتوعية أفراد أسرته وأقاربه وأصدقائه بمخاطر الفيروس وطرق الوقاية منه، والمساهمة في جهود مكافحة كورونا في بلده الأم.