شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
يلينا نيدوغينا*
الكاتبة معتمدة لدى شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية – رئيسة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين؛ ورئيسة تحرير #الملحق_الروسي؛ وحاملة أوسمة وميداليات وتقديرات وشهادات #روسية و#كورية و#صينية.
استذكر بكل سعادة وفرح وغبطة وسرور زيارتي غير الأولى إلى مقر القسم العربي لإذاعة الصين الدولية CRI، والتي تم تنظيمها قبل سنتين، في صيف 2018، في إطار دعوة رسمية تلقاها رئيس الاتحاد الأكاديمي مروان سوداح من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
الزيارة تميزت بنهكة خاصة، ذلك لأن الوفد الاتحادي كان كبيراً، فقد كان الوفد الأول الجماعي والاتحادي في مهمته بصفته المُتفردة.
لم تكن زيارتي هذه الأولى التي أزور فيها مبنى القسم العربي لإذاعة الصين الدولية في بكين، ذلك أنني شعرت بفيضان في المشاعر والسرور والغبطة والسعادة، مُضَافة إلى سعادة متجددة لقيامي بزيارات متواصلة منذ عشرات السنين لمبنى الإذاعة – الصرح التاريخي والإعلامي الضخم والهام للغاية ضمن منظومة وسائل الإعلام الصينية.
هناك تحدثت مع مديرة وموظفي القسم العربي. ولقد كان الأجمل في ذكرياتي الباقية والمُنيرة عن هذا القسم، أنني التقيت خلال زياراتي إليه، مديرات القسم العربي واحدة بعد أخرى، وأخرهن، الحالية، التي هي السيدة / الاستاذة المواطنة الصينية “سميرة / تساى جينغ لي”؛ التي أعرفها جيداً، ومِن قبلها عرفت الأستاذة “درية وانغ” – وهي منذ سنوات طويلة في تقاعد من “مهنة المتاعب” كما نصفها في الصحافة، وبين هذه المديرة وتلك المديرة تعرّفت على الاستاذة الحبيبة “فائزة / تشانغ لي؛ التي ما زالت تمثل منذ سنوات القسم العربي وشؤونه وشجونه، بالإضافة إلى مجموعة الأعلام الصيني في القاهرة، واتطلع إلى يوم التقي فيه من جديد معهن جميعاً، في بيتي في العاصمة الأردنية عمّان، لتكريمهن، واستذكار الأيام واللقاءات الخوالي سوياً معهن.
أنذاك، كانت زيارتنا إلى القسم العربي لإذاعة الصين الدولية تتزامن مع ذكرى بارزة تاريخياً، ومهمة جوهراً، وعزيزة على قلب وعقل كل مواطن صيني وعربي، ذلك أنها ترتبط بأسمى هدف، هو إقامة قسم عربي أثيري عامل على تعزيز وتوثيق العلاقات الثقافية والإعلامية بين الصين والعرب، حين لم يكن يوجد في ذلك الوقت، ولا الآن للآسف، أية إذاعة عربية تبث برامجها باللغة الصينية، وهو ما يكشف عن تقصير عربي عام في هذا المجال قد يكون قد عوّض عنه تأسيس تلفزيون صيني – عربي (CATV) في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، يشتهر باسم (القناة الصينية العربية)، وهي تبث باللغة العربية على مدار 24 ساعة، دون توقف أبداً، وتعمل فيه صحفية ومذيعة ومُراسِلة عربية – مصرية، هي الاستاذة القديرة (هدى علاء)، التي تُعتبر الأشهر بين زملائها العرب في عالم الإعلام الصيني، فهي مُبدعة إعلامياً، وجاذبة للمشاهدين بلغتها الصينية المُبهرة، وسلوكها الراقي، ومعرفتها الدقيقة والعميقة بالصين والعلاقات الصينية العربية، وأسلوبها الإعلامي وجاذبيتها الأُنثوية اللطيفة. هذا التلفزيون العربي – الصيني، يعرض برامج وأخبار ولقاءات لافتة جداً للمهتمين بكل ما يتصل بالعرب والصينيين، ويتابعه أعضاء وأصدقاء منتديات محبي الصين ووسائل الإعلام فيها، الذين هم أعضاء في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين ومقره المملكة الأردنية الهاشمية.
وبودي هنا أن أشيد كثيراً بمديرات القسم العربي للإذاعة الصينية، فهن لا يعملن في مجال واحد فقط هو الإداري، بل وينشطن بهمة عالية في غيره أيضاً.. فهن قياديات و إداريات وإعلاميات وإذاعيات وشخصيات قديرة، ويتمتعن بشهرة عالمية، ويعكسن مكانة المرأة الصينية الناصعة، المرأة الصينية المُنتجة والسفيرة والقيادية والحازمة، وكل منهن يتقن اللغة العربية كتابة وقراءة وحديثاً وفهماً وخطابة، ما يؤكد أن هنالك نظرة ثاقبة وبصيرة بعيدة المدى لدى القيادة السياسية في الحزب الشيوعي الصيني والدولة الصينية لخلق جيل صيني يَعرف اللغة العربية ويتقنها ثقافةً وحضارةً وممارسةً يومية.
ومن المهم هنا أيضاً، لفت انتباه القراء إلى قدرات المديرات الصينيات في قيادة القسم العربي بحرفية كبيرة، تعكس نبوغهن الإعلامي واللغوي، وهن أيضاً يتواصلن مع العرب من مستمعين وزوّار، ويُقنَّ تبادل الخبرات معهم، وبذلك يتمكن الشعب الصيني والشعب العربي من نيل ثمار جهود المديرات الصينيات التي تنعكس في حقول منها، الدبلوماسية الشعبية؛ والسياسة الرسمية للدول؛ وفي الاقتصاد؛ وغيره الكثير.
واللافت، ان صوت بكين يصل من خلال جهود الإذاعة ومديراتها إلى المدن والقرى والأياف العربية، ويَجوب الصحارى والبوادي العربية، ويؤثر على المؤسسات الثقافية والإعلامية، ما يؤدي إلى توسيع التبادلية الثقافية والإعلامية الصينية – العربية، وما بين عالمي أمتينا الصديقتين العربية والصينية.